تلجأ الشركات لتغيير الهيكل الرأسمالي كجزء من استراتيجية مالية لتعزيز استقرارها المالي وتحسين قدرتها على مواجهة التحديات الاقتصادية. يتضمن هذا الإجراء تعديل تركيبة رأس المال من خلال تغيير نسبة الديون إلى حقوق الملكية، بهدف تحسين أداء الشركة وزيادة قيمتها السوقية.
ما هو تغيير الهيكل الرأسمالي للشركة Recapitalization؟
تعد عملية إعادة الرسملة أو تغيير الهيكل الرأسمالي للشركة Recapitalization هي طريقة لتحسين استقرار الشركة المالي أو لإصلاح هيكلها المالي، ولتحقيق هذا، يجب على الشركة تغيير نسبة الدين إلى حقوق الملكية عن طريق إضافة مزيد من الديون أو مزيد من حقوق الملكية إلى رأسمالها.
تمول الشركة بها أصولها عن طريق خليطًا من حقوق الملكية والمديونية، وتوصف هيكل رأس المال بحساب نسبة كل من حقوق الملكية والمديونية إلى رأس المال. يوجد الكثير من الأسباب التي تدفع الشركة إلى التفكير في إعادة الرسملة، ومنها الآتي:
- حماية الشركة من عملية استحواذ عدواني.
- انخفاض سعر السهم.
- تقليل الالتزامات المالية وتقليل الضرائب.
- الإفلاس.
- زيادة المستثمرين الجريئين بإستراتيجية الخروج.
عندما تقل ديون الشركة بالتناسب مع حقوق ملكيتها، تقل استطاعتها على الرفع المالي. ويجب أن تقل ربحية سهمها بعد التغيير، ولكن خطورة أسهمها ستقل تدريجيًا نظرًا لانخفاض التزامات ديون الشركة التي تحتاج إلى مدفوعات فائدة وعائد على أصل القرض في تاريخ استحقاقه، وتستطيع من خلالها الشركة إعادة المزيد من أرباحها ونقديتها إلى المساهمين.
أسباب إعادة هيكلة رأس المال
يوجد الكثير من العوامل التي تشجع الشركة على إجراء عملية إعادة هيكلة رأس المال، عندما تقرر الشركة استعماله كاستراتيجية للدفاع عن نفسها ضد عملية استيلاء عدائي، وربما تقرر إدارة الشركة المستهدفة إصدار المزيد من الديون لجعل مظهر الشركة أقل جاذبية بالنسبة للمستحوَذ.
أحد الأسباب الأخرى هو التخفيف من التزامات الشركة المالية، فتكون مدفوعات فائدة أعلى عندما تكون مستويات الدين مرتفعة مقارنةً بحقوق الملكية. ولكي تحسن الشركة الصحة المالية العامة يجب عليها أن تبدل الدين بحقوق الملكية هذا يعني أن الشركة لها القدرة على تقليل مستوى الديون، وبالتالي تقليل الفوائد التي تدفعها لدائنيها.
علاوة على ذلك، تعد إعادة الرسملة استراتيجية قوية تساهم في منع هبوط أسعار الأسهم، وإذا وجدت الشركة أن قيمة أسهمها تنخفض يمكن أن تقرر مبادلة حقوق الملكية بالديون لدفع سعر أسهمها للارتفاع.
يمكن أن تستعمل بعض الشركات أيضًا إعادة الرسملة لتخفيف من مدفوعات ضرائبها، أو تطبيق استراتيجية خروج للمستثمرين الجريئين، أو إعادة تنظيم أنفسهم بوقت الإفلاس. تستعمل الشركات تلك الاستراتيجية كطريقة لتنويع نسبة الدين إلى حقوق الملكية لتحسين السيولة.
أنواع إعادة هيكلة رأس المال
تستطيع الشركات تبديل الدين بحقوق الملكية أو العكس لأسباب كثيرة، وعلى سبيل المثال، هو عندما تُصدر الشركة أسهمًا لإعادة شراء الأوراق المالية التي تدين بها الشركة، وتزيد نسبة رأسمال حقوق ملكيتها مقارنةً برأسمال ديونها. تُسمى هذه العملية بإعادة رسملة حقوق الملكية.
يطلب مستثمرو الدين مدفوعات روتينية وإيراد على أصل المبلغ في تاريخ استحقاقه، وبالتالي فإن مبادلة الدين بحقوق الملكية يساهم في مساعدة الشركة على الحفاظ على نقديتها، واستعمال النقدية الناجمة عن العمليات في أغراض الأعمال، وإعادة الاستثمار أو العوائد الرأسمالية على أصحاب حقوق الملكية.
من جهة أخرى، يمكن أن تُصدر الشركة دينًا وتستعمل الأموال في إعادة شراء الأسهم أو إصدار توزيعات أرباح، وإجراء إعادة رسملة فعالة للشركة عن طريق رفع نسبة الدين في الهيكل الرأسمالي. هي أن مدفوعات الفائدة تُخصم من الضرائب، بينما توزيعات الأرباح ليست كذلك وهذه من المحاسن الأخرى لتحمُل مزيد من الديون. إن دفع فائدة على الديون يساعد الشركة على تخفيف نسبة ضرائبها، ويرتفع مقدار إجمالي رأس المال المردود إلى كل من مستثمري الدين وحقوق الملكية.
تساعد الحكومات في إعادة الرسملة الجماعية للقطاعات المصرفية للدول عند حدوث الأزمات المالية، وعندما تكون الملاءة المالية والسيولة لدى البنوك والنظام المالي الأكبر محل شك.
الخاتمة
تعرفنا على عملية إعادة الرسملة أو تغيير الهيكل الرأسمالي للشركة Recapitalization هي الطريقة التي تمول الشركة بها أصولها، تستطيع الشركة استخدام استراتيجية إعادة الرسملة لتحسين استقرارها المالي، وتعرفنا أيضًا أسباب إعادة هيكلة رأس المال، وأنواع إعادة هيكلة رأس المال.