في ظل التقلبات التي تعيشها الأسواق في وقتنا الحالي يتجه المستثمرون يصورة متزايدة للاستثمارات البديلة لتعزيز محافظهم الاستثمارية. لطالما شكلت الأصول التقليدية مثل الأسهم والسندات حجر الزاوية في استراتيجيات الاستثمار، لكنها لا تخلو من القيود. غالبًا ما تدفع تقلبات السوق والشكوك الاقتصادية والعوائد المتقلبة المستثمرين إلى البحث عن سبل إضافية للنمو والاستقرار. وهنا يأتي دور الاستثمارات البديلة، مما يوفر فرصًا فريدة للتنويع خارج فئات الأصول التقليدية.
تشمل الاستثمارات البديلة Alternative Investments مجموعة واسعة من الخيارات التي يمكن أن تحقق عوائد عالية وذات مخاطر منخفضة مثل العقارات والأسهم الخاصة إلى السلع وصناديق التحوط. من خلال استكشاف هذه الأصول غير التقليدية، يمكن للمستثمرين الاستفادة من أسواق جديدة، والاستراتيجيات المبتكرة، لبناء محفظة أكثر توازنًا ومرونة في نهاية المطاف.
سواء كنت مستثمرًا ذو خبرة يتطلع إلى توسيع آفاقك أو وافدًا جديدًا حريصًا على استكشاف فرص جديدة، فإن فهم مشهد الاستثمارات البديلة يعد أمرًا بالغ الأهمية للتغلب على تعقيدات العالم المالي اليوم.
ما هي الاستثمارات البديلة Alternative Investments؟
تشير الاستثمارات البديلة إلى الأصول المالية التي لا تندرج ضمن الفئات التقليدية للأسهم أو السندات أو النقد. وتشمل هذه الاستثمارات مجموعة واسعة من فئات الأصول، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، العقارات والأسهم الخاصة وصناديق التحوط والسلع والبنية التحتية والمقتنيات. وعادة ما تكون الاستثمارات البديلة أقل سيولة من الاستثمارات التقليدية، وغالبا ما تتطلب أفق استثماري أطول.
ويتم البحث عنها لقدرتها على تنويع المحفظة الاستثمارية، وتقليل المخاطر الإجمالية من خلال الارتباط المنخفض مع الأسواق التقليدية، وتوفير الفرص لتحقيق عوائد أعلى. ونظرًا لطبيعتها المعقدة، تتطلب الاستثمارات البديلة عادةً معرفة أكثر تخصصًا وغالبًا ما يتم أخذها في الاعتبار من قبل المستثمرين الأكثر تطوراً أو المؤسسات.
يهتم المستثمر المؤسسي أو الأفراد المعتمدين من أصحاب الثروات الضخمة معظم الاستثمارات البديلة بسبب طبيعتها المعقدة، ونقص تنظيمها، ودرجة المخاطرة العالية فيها، وتمتلك الكثير من الاستثمارات البديلة حدّ أدنى عالي من الاستثمارات وهياكل الرسوم خصوصًا عندما توازن بصناديق الاستثمار المشتركة والصناديق المتداولة في البورصة.
لا تتمتع الاستثمارات البديلة بفرص كبيرة لكي تنشر بيانات الأداء التي يمكن التحقق منها أو الإعلان للمستثمرين المحتملين، فبالرغم من أن الأصول البديلة يكون لها حد أدنى وأعلى ورسوم استثمار مقدمة، إلا إن مصاريف المعاملات تكون أقل من تلك الموجودة في الأصول التقليدية؛ ويعود السبب لانخفاض مستويات دورانها.
خصائص الاستثمارات البديلة
توجد خصائص كثيرة تُميّز الاستثمارات البديلة عن الاستثمارات التقليدية أي الأسهم العامة والسندات، وتسمح لها بتحقيق عوائد أعلى تبعًا للمخاطر موازنةً مع الاستثمارات التقليدية، وهي كالآتي:
- تكون الاستثمارات البديلة في الأسواق الخاصة مبهمة عادةً، وبذلك تقل فعاليتها موازنةً بالأسواق العامة لقلة معلوماتها، ويستغل هنا مدراء الصناديق المتمرسين حصرية خبراتهم وبياناتهم لتحقيق عوائد عالية.
- تنخفض أسعار الأصول الخاصة عن نظيراتها المطروحة للتداول العام، نظرًا لقلة سيولتها موازنةً بالأصول المتداولة في الأسواق، مما يسمح للمستثمرين تحقيق علاوة انعدام السيولة غير متاحة لمستثمري القطاع العام.
- ينخفض الارتباط بين الاستثمارات البديلة والاستثمارات التقليدية، وتكون الاستثمارات البديلة أقل تقلبًا أثناء فترات إجهاد السوق لأنها غير سائلة وصعبة التقييم عادةً.
لا يعني خضوع الاستثمارات البديلة للتنظيم والتقنين بأنها استثمارات آمنة تمامًا، فيمكن أن تكون الحالة الضريبية للاستثمارات البديلة وأرباحها معقدة، وسنحتاج في هذه الحالة إلى استشارة خبير ضرائب للتأكد من أن تقييمها بطريقة صحيحة.
تتعلق الاستثمارات البديلة بفئات الأصول القياسية بطريقة منخفضة المستوى، ويدلّ ذلك على أن هذه الاستثمارات البديلة غالبًا ما تتحرك عكس أسواق الأسهم والسندات، وتجعلها هذه الميزة أداة مناسبة من أجل تنويع المحفظة، كما تؤمن الاستثمارات في الأصول الثابتة تحوطًا فعالًا ضد التضخم مما يُحدث الضرر بالقوة الشرائية للنقود الورقية، على سبيل المثال الذهب والنفط والممتلكات العقارية.
نتيجةً لهذا السبب، تخصص معظم الصناديق المؤسسية الكبيرة جزءًا صغيرًا من محافظها مثل صناديق التقاعد، أقل من 10% من أجل الاستثمارات البديلة مثل صناديق التحوط.
أنواع الاستثمارات البديلة
تشمل الاستثمارات البديلة مجموعة واسعة من الأصول الملموسة وغير الملموسة، التي يمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسيين: الاستثمارات البديلة السائلة والاستثمارات البديلة غير السائلة. تتميز الاستثمارات البديلة غير السائلة بصعوبة تقييمها وبيعها، مما يجعلها تحتاج إلى علاوة للمخاطر لتبرير هذه التحديات.
الاستثمارات البديلة غير السائلة تشمل الأصول العقارية مثل البنية التحتية والعقارات، بالإضافة إلى الأسهم الخاصة التي تتضمن شراء الحصص الكاملة ورؤوس الأموال المخاطرة وأسهم النمو. كما تشتمل على الائتمانات الخاصة مثل القروض الأولوية المضمونة، والديون المتعثرة، والقروض الثانوية.
أما الاستثمارات البديلة السائلة، فتشمل الصناديق التحوطية والصناديق التعاونية للاستثمارات البديلة، بالإضافة إلى الصناديق الاستثمارية المتداولة في مجالات الاستثمارات البديلة.
كما يمكن أن تكون الاستثمارات البديلة على الشكل التالي:
- الأسهم الخاصة Private Equity
تُشير إحصائيات اليوم إلى وجود نسبة كبيرة من الشركات الخاصة أكثر من الشركات العامة، فظهر مفهوم الأسهم الخاصة الذي يُشير إلى الاستثمار في الشركات ورؤوس الأموال الخاصة، ويكون لكل شركة استراتيجية استثمار خاصة بها، وتتلخص استراتيجيات الشركات بالحصول على أموال المستثمرين الأفراد وتجميعها في الاستثمار بشركة خاصة واعدة ومن ثم تُعاد تلك الأموال إلى المستثمرين.
- الديون الخاصة Private Debt
يُشير الدين الخاص إلى الاستثمارات التي لا تمولها البنوك، أيّ قرض مصرفي، أو التي لا تُتداول في سوق مفتوح، ويُعد الجزء “الخاص” من المصطلح مهمًا؛ لأنه يشير إلى أداة الاستثمار نفسها، وليس مقترض الدين، إذ يمكن لجميع الشركات العامة والخاصة الاقتراض من خلال الديون الخاصة، إذ ستستعين الشركات بالديون الخاصة عندما ستحتاج إلى رأس مال إضافي لتنمية أعمالها، وتُسمى الشركات التي تصدر رأس المال صناديق الدين الخاصة، وتجني عادةً الأموال بطريقتين: من خلال مدفوعات الفائدة وسداد القرض الأولي.
- شركات رأس مال المخاطر Venture Capital
يُعرف رأس المال المخاطر Venture Capital بأنه التمويل الذي يوفّره المستثمرون للشركات الصغيرة والناشئة التي يُتوقع أن تنمو نموًا قويًا على المدى الطويل. يُعد رأس المال المخاطر المصدر الرئيسي لتمويل الشركات الناشئة التي لا يمكنها الوصول إلى أسواق رأس المال، مثل القروض أو أدوات الدين الأخرى.
يرتبط هذا النوع من الاستثمار بمخاطر عالية بالنسبة للمستثمرين، لكن الجانب السلبي منه بالنسبة للشركات الناشئة هو امتلاك أصحاب رؤوس الأموال رأيًا في قرارات الشركة، ويمكن ألا يكون رأس المال المخاطر على شكل أموال نقدية، وإنما يُقدّم أحيانًا على شكل خبرة فنية أو إدارية، ويحقق العديد من مستثمري رأس المال المخاطر عوائد ضخمة على استثماراتهم مثلما حدث مع المستثمرين الذين دخلوا في شركة جوجل Google وتويتر Twitter وفيسبوك Facebook.
يمكن للمستثمرين الاستثمار مباشرةً في الشركات الناشئة أو الشركات الخاصة عوضًا عن الاستثمار في صناديق الأسهم الخاصة، ويُشار عادة إلى التمويل الأولي للشركات الناشئة بالاستثمار الملائكي Angel Investing.
تتميز هذه الاستراتيجية بعائداتها المرتفعة، ولكن يصحبها مخاطرة كبيرة، وغالبًا ما تفشل العديد من الشركات الناشئة في نهاية المطاف، لذلك يُعد الاستثمار في الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة فنًا.
كما يختلف تقييم المستثمرون لتلك الفرص، إذ يهتم بعضهم كثيرًا في الجانب القانوني، في حين يهتم آخرون بالفريق الإداري أو الوضع التنافسي وحجم السوق.
من أشهر الأمثلة هي حالة تطبيق إنستجرام Instegram، إذ تمكّن المستثمرون المبكرون في الشركة من مضاعفة استثمارهم الأولي 312 مرة في أقل من 18 شهرًا وذلك من خلال طرح الشركة للاكتتاب العام. تسعى الشركات دائمًا إلى الحصول على رأس المال الاستثماري طوال دورات حياتها، لذلك يمكن أيضًا أن تكون هناك فرصًا استثمارية جيدة في الشركات الأكثر نضجًا.
- الأصول الحقيقية Real Assets
تُعرف الأصول الحقيقية بأنها أصول مادية أو ملموسة لها قيمة بسبب خصائصها أو مضمونها، مثل النفط والعقارات والمعادن النفيسة والمجوهرات والأراضي الزراعية والمقتنيات. يمكن للمستثمرين شراء الأصول الحقيقية مباشرةً أو الاستثمار في صندوق متخصص في الاستثمار بهذا النوع من الأصول.
يرغب المستثمرون في الاستثمار في الأصول الحقيقية خصيصًا عند ارتفاع معدل التضخم؛ بسبب تفوق عائداتها بسهولة على عائدات الأصول المالية خلال تلك الفترات.
تستمد الأصول المالية قيمتها من المطالبة التعاقدية على الأصل، ويمكن أن تكون ملموسة أو غير ملموسة بخلاف الأصول الحقيقية التي لها قيمة جوهرية ملموسة. تُعد الأصول الحقيقية أكثر استقرارًا موازنةً مع الأصول المالية، وتتأثر تأثرًا طفيفًا بالتضخم وتذبذب أسعار الصرف وعوامل الاقتصاد الكلي الأخرى.
- صناديق التحوط Hedge Funds
هي شراكات استثمارية خاصة مُعفاة من القيود واللوائح التي تفرضها الهيئات التنظيمية على الكيانات الاستثمارية الأخرى، وتتطلب حد أدنى للاستثمار الأولي. يجمع مديرو صناديق التحوط الأموال من المستثمرين المؤهلين الذين يمتلكون ثروة صافية تُقدّر بمليون دولار باستثناء قيمة مقر إقامتهم الأساسي، أو دخل سنوي لا يقل عن 200 ألف دولار واستثمارها في مجموعة متنوعة من الأساليب والأدوات المالية.
يمكن لصناديق التحوط الاستثمار في نطاق أوسع من الأوراق المالية لكونها غير خاضعة كاملًا للجهات التنظيمية، ويُتيح هذا الأمر لها استخدام تقنيات وأدوات استثمارية أكثر تطورًا ومحفوفة بالمخاطر، على سبيل المثال يمكن ألّا تستطيع الصناديق المشتركة الاقتراب منها.
تستخدم العديد من صناديق التحوط تقنية استثمارية تسمى الرافعة المالية Financial Leverage، والتي تمكّنها من الاستثمار بأموال مقترضة.
- صندوق الصناديق fund of funds
يُعرف صندوق الصناديق بأنه استراتيجية استثمارية يستثمر بموجبها الصندوق في أنواع أخرى من الصناديق، ويُطلق عليه أحياناً الاستثمار متعدد المديرين. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق قدر أكبر من التنوع لتقليل المخاطرة، لذلك يجذب هذا النوع من الصناديق صغار المستثمرين الذين يرغبون في التعرّض إلى مخاطر قليلة موازنةً بالاستثمار المباشر في الأوراق المالية.
يتيح صندوق الصناديق للمستثمرين الأفراد أصحاب رأس المال المحدود الاستثمار في محافظ متنوعة من الأصول المختلفة، إذ يصعب عليهم الوصول إليها من خلال الاستثمار الفردي.
- إقراض النظراء Peer to Peer Lending
تقدم منصات إقراض النظراء عبر الإنترنت حلاً مبتكرًا لتمويل الأفراد والشركات عن طريق توصيل المقرضين بالمقترضين مباشرة، دون الحاجة إلى وسيط تقليدي مثل البنوك. هذه المنصات توفر قروضًا لمجموعة متنوعة من الأغراض، بما في ذلك القروض الشخصية، وقروض الأعمال، وتمويل المشاريع الصغيرة، وحتى القروض التعليمية أو الطبية.
تتميز بعض المنصات بوجودها الواسع وقدرتها على تقديم خدمات متكاملة تلبي احتياجات المقترضين والمستثمرين على حد سواء. تحظى هذه المنصات بشعبية كبيرة نظرًا لمرونتها وسهولة استخدامها، مما يسمح للمقترضين بالحصول على التمويل بسرعة وبتكاليف معقولة مقارنة بالبنوك التقليدية.
من أبرز مزايا هذه المنصات أنها توفر فرصة للمستثمرين للانضمام إلى تجمع المستثمرين، حيث يمكنهم توزيع أموالهم على مجموعة واسعة من القروض للمقترضين المؤهلين. هذا التنوع في الاستثمارات يساعد على تقليل المخاطر المرتبطة بإقراض الأموال. علاوة على ذلك، فإن بعض المنصات تتيح تقديم قروض بضمانات، مما يقلل من المخاطر المحتملة ويزيد من الأمان المالي للمستثمرين.
يتمتع المستثمرون الذين يختارون استخدام هذه المنصات عادةً بعوائد أعلى مقارنة بتلك التي تقدمها وسائل الادخار التقليدية مثل الحسابات البنكية أو شهادات الإيداع. هذا يجعل إقراض النظراء خيارًا جذابًا للباحثين عن فرص استثمارية بديلة ذات عائد مرتفع.
- الاستثمار في العقارات
يُعد الاستثمار العقاري Real Estate Investment من أكثر أشكال الاستثمارات البديلة تداولًا، لأنه يمكن التفكير في شراء وامتلاك عقار، مثل منزل أو مجمع سكني، وتأجيره والحصول على الإيجار من المستأجرين، كما يمكن تعيين مدير عقارات في حال الرغبة في تجنب مسؤوليات المالك، لكن يجب الانتباه إلى أن المديرين سيكلفون المزيد من المال ويقللون من العائد. تكتسب منصات الاستثمار عبر الإنترنت شعبية، إذ تسمح هذه المنصات بالاستثمار في العقارات السكنية دون المسؤوليات النموذجية لمالك العقار، كما توفر صناديق الاستثمار العقاري وسيلة للاستثمار في العقارات دون حواجز الدخول وقيود السيولة للاستثمار المباشر في العقارات.
- الاستثمار في الذهب
يرى الكثير من الناس أن الاستثمار في الذهب هو أداة تنويع ممتازة للمحفظة، وتحوّط ملموس ضد مخاطر التضخم، إذ لعب الذهب دورًا تاريخيًا كأصل إنقاذ في أوقات التحديات الاقتصادية غير المتوقعة، وترتفع قيمته عندما تنخفض الأصول الأخرى، لذلك يمكن الاستثمار في العملات أو السبائك الذهبية المادية، أو الاستثمار في حسابات الذهب، أو صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، أو المشاركة بطريقة غير مباشرة عن طريق الاستثمار في أسهم شركات تعدين الذهب.
- الاستثمار في العملات الرقمية
توفّر أصول العملات الرقمية مثل بيتكوين Bitcoin عوائد عالية كثيرًا لعدد صغير من الاستثمار، لكن تجعل الطبيعة المتقلّبة للغاية الأصول المشفرة استثمارًا بديلًا ومحفوفًا بالمخاطر، ويُعد المفهوم الكامن وراء فائدة وأمن وقيمة العملات المشفرة بأنه مفهوم تجريدي للغاية، أي إنهم مشهورون اليوم ولكن ليس هناك ما يضمن أنهم سيكونوا مشهورين غدًا، لكن يشير التقييم المرتفع الحالي للعديد من العملات المشفرة إلى أن الموضة استكملت مسارها.
- الاستثمار في المقتنيات
تحتوي المقتنيات على مجموعة واسعة من العناصر، بدايةً من السيارات القديمة وصولًا إلى بطاقات البريد القديمة وبطاقات البيسبول، ويُشير الاستثمار في المقتنيات إلى شراء العناصر المادية والحفاظ عليها على أمل زيادة قيمتها مع مرور الوقت، لكن يُعد هذا الاستثمار مليئًا بالمخاطر على الرغم مما يحمله من إثارة ومتعة؛ وذلك بسبب ارتفاع تكاليف الاستحواذ ونقص أرباح الأسهم أو أي دخل آخر حتى تُباع، واحتمال تدمير الأصول إذا لم تُخزن بطريقة صحيحة.
تشمل المقتنيات على كل شيء من الفنون الجميلة إلى النبيذ والعملات والطوابع وأي شيء آخر تقريبًا يرغب الناس في دفع ثمنه، ويُعد الاستثمار في الفن أحد أكثر أشكال الاستثمار في المقتنيات تداولًا، لكن يوجد العديد من الخيارات الأخرى أيضًا، ولا تكون المقتنيات عالية السيولة في معظم الحالات، ويمكن أن يصعُب العثور على مشترٍ عند الرغبة في البيع، بالإضافة إلى الحاجة إلى مستشارين محترفين أو درجة عالية من الخبرة في المجال المحدد.
إيجابيات الاستثمارات البديلة
حظيت الاستثمارات البديلة بشعبية بين المستثمرين الذين يسعون إلى التنويع وتحقيق عوائد أعلى خارج فئات الأصول التقليدية، فيجب مراعاة الإيجابيات والسلبيات قبل دمج استثمارات بديلة في محفظتنا بالرغم من أنها توفّر فرصًا فريدة من نوعها، لذلك يجب قبل اتخاذ أي قرار فهم مزايا وعيوب الاستثمارات البديلة، دعنا نلقي نظرة على بعض الإيجابيات:
- تنويع المحافظ الاستثمارية
تُعد إحدى المزايا الرئيسية للاستثمارات البديلة هي قدرتها على تنويع المحفظة، وتساعد الاستثمارات البديلة في تقليل مخاطر المحفظة الإجمالية من خلال تضمين الأصول ذات الارتباطات المنخفضة بالاستثمارات التقليدية مثل الأسهم والسندات، ويوفّر التنويع عبر فئات الأصول والاستراتيجيات المختلفة حاجزًا ضد تقلبات السوق، بالإضافة إلى ذلك يعزز العوائد المعدّلة حسب المخاطر.
بالإضافة إلى ذلك تكون بعض الاستثمارات البديلة بمثابة تحوط ضد التضخم، مثل العقارات والسلع والبنية التحتية، نظرًا لأن قيمة الأصول الملموسة تميل إلى الارتفاع مع التضخم فإنها توفّر حماية محتملة للقوة الشرائية للمستثمرين.
- احتمالية الحصول على عوائد أعلى
تُعد احتمالية الحصول على عوائد أعلى ميزة أخرى للاستثمارات البديلة، فهي تُترجم القدرة على تحقيق عوائد أعلى من الاستثمار التقليدي، ويحتاج المستثمر بالرغم من ذلك إلى توخي الحذر من المخاطر لأن بعض الاستثمارات البديلة تحمل قدرًا هائلًا من المخاطر من أجل تأمين عوائد أعلى.
توفّر الاستثمارات البديلة إمكانية تحقيق عوائد مجزية، إذ يمكن أن تُحقق الاستثمارات في قطاعات مثل العقارات والأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري مكاسب كبيرة على المدى الطويل،إذ تستهدف هذه الاستثمارات غالبًا مجالات النمو المرتفع، مما يوفّر التعرّض للصناعات الناشئة أو الشركات المبتكرة التي تتفوق في الأداء على معايير السوق التقليدية.
- عدم الارتباط بسوق الأوراق المالية
يتغير سوق الأسهم دائمًا، ومن المستحيل التنبؤ بما سيحدث مستقبلًا، فيمكن ألّا ترتبط الاستثمارات البديلة بسوق الأوراق المالية، أي من المحتمل أن ترتفع حتى عندما ينخفض سوق الأسهم، ويساعد عدم الارتباط هذا في تنويع المحفظة وعزلها عن تقلبات السوق.
- استثمارات فريدة في المحفظة الاستثمارية
توفّر الاستثمارات البديلة للمستثمرين المرونة في تخصيص محافظهم بناءً على مدى تحملهم للمخاطر وأهدافهم الاستثمارية، إذ توفر مجموعة واسعة من الاستراتيجيات وفئات الأصول وهياكل الاستثمار، مما يسمح للمستثمرين بتكييف ممتلكاتهم لتفضيلات وأهداف محددة.
تتيح الاستثمارات البديلة الوصول إلى الأسواق والفرص التي لا تتوفر بسهولة من خلال الاستثمارات التقليدية، بالإضافة إلى الاستثمار في الأسهم الخاصة أو رأس المال الاستثماري أو شركات المرحلة المبكرة، على سبيل المثال يسمح للمستثمرين بالمشاركة في إمكانات النمو للمؤسسات الواعدة قبل طرحها للاكتتاب العام.
سلبيات الاستثمارات البديلة
تمتلك الاستثمارات البديلة مجموعة من السلبيات وهي:
- المخاطر المرتفعة لبعض الاستثمارات البديلة
تحمل الاستثمارات البديلة عادةً مستويات أعلى من المخاطر موازنةً بالاستثمارات التقليدية، إذ تنبع هذه المخاطر من عوامل مثل السيولة المحدودة، ونقص الشفافية، والتعقيدات التنظيمية، والاعتماد على ظروف السوق المحددة، ويحتاج المستثمرون إلى تقييم وفهم المخاطر المرتبطة بكل استثمار بديل بعناية.
لا تُعد الاستثمارات البديلة مناسبة للجميع، فإذا كان الشخص يتجنب المخاطرة أو لا يملك أموال يمكن إنفاقها للاستثمار فيمكن ألّا تكون هذه الأنواع من الاستثمارات مناسبة له، ويجب قبل الاستثمار في أي نوع من الأصول فهم معنى تحمّل المخاطر والأهداف المالية، بالإضافة إلى ذلك، تحتاج هذه الأنواع من الاستثمارات إلى مزيدًا من البحث والمعرفة المسبقة لاتخاذ قرارات مستنيرة.
- الفحص النافي للجهالة المعقدة
تتطلب الاستثمارات البديلة العناية الواجبة المكثفة والمعرفة المتخصصة لتقييم مزاياها غالبًا، ويُعد تقييم استراتيجيات الاستثمار وفهم الأصول الأساسية وتقييم خبرة مديري الصناديق أمرًا معقدًا ويستغرق وقتًا طويلًا، كما تُعد العناية الواجبة أمرًا بالغ الأهمية للتخفيف من المخاطر واتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.
- ارتفاع الحد الأدنى للاستثمار ونقص السيولة
يكون للاستثمارات البديلة غالبًا حدّ أدنى من متطلبات الاستثمار أعلى موازنةً بالاستثمارات التقليدية، إذ يحد هذا من الوصول إلى استراتيجيات معينة أو يستبعد صغار المستثمرين الذين يمكن ألّا يستوفون الحد الأدنى، ويُقيّد الحد الأدنى للاستثمار المرتفع التنويع ويمنع صغار المستثمرين من المشاركة في الفرص الجذابة.
كما تمتلك العديد من الاستثمارات البديلة سيولة محدودة، مما يعني أنه لا يمكن شراؤها أو بيعها بسهولة مثل الأوراق المالية المتداولة علنًا، وتعيق فترات الإغلاق أو قيود الاسترداد المحددة القدرة على الوصول إلى رأس المال المستثمر عند الرغبة في ذلك، ويؤدي عدم السيولة هذا إلى تقييد الأموال لفترات طويلة مما يؤثر على التدفق النقدي والمرونة المالية.
- صرامة القيود التنظيمية والرسوم العالية
تخضع بعض الاستثمارات البديلة لمتطلبات أو قيود تنظيمية محددة، مثل صناديق التحوط أو الأسهم الخاصة، ويؤدي الامتثال لهذه اللوائح إلى زيادة الأعباء الإدارية ويحتمل أن يحدّ من مرونة الاستثمار، ويجب على المستثمرين فهم الإطار التنظيمي الذي يحكم الاستثمارات البديلة في منطقتهم.
كما تأتي الاستثمارات البديلة برسوم أعلى من الأصول التقليدية، على سبيل المثال يمكن أن نضطر إلى دفع رسوم إدارية أعلى للاستثمار في صندوق تحوط؛ لأن هذه الأنواع من الاستثمارات تكون غالبًا أكثر تعقيدًا وتتطلب المزيد من العمل من جانب المدير.
- انخفاض الشفافية بالموازنة مع الاستثمارات التقليدية
تميل الاستثمارات البديلة أيضًا إلى أن تكون أقل شفافية من الاستثمارات التقليدية، لذلك يصعب تتبع الاستثمار وفهم ما يحدث بالأموال، فعلى سبيل المثال لا يُطلب من صناديق التحوط الإفصاح عن ممتلكاتها أو استراتيجياتها للجمهور، ويجعل هذا النقص في الشفافية من الصعب فهم ما يُستثمر فيه وكيف تُستخدم الأموال.
- صعوبة تقييم الاستثمارات البديلة
تُعد الاستثمارات البديلة معقدة للغاية غالبًا، ويجعل هذا من الصعب تحديد قيمتها الأساسية الفعلية، فعلى سبيل المثال، إذا لم يكن لدينا معرفة محددة حول الأصول الغريبة مثل الفن والتحف، فيمكن ألا نستطيع فهم قيمتها الحقيقية وأنماط طلب السوق الخاصة بها، ويزيد ذلك من مخاطر الشراء في وقت بلغت فيه التقييمات ذروتها، وتتميز هذه الاستثمارات المعقدة بطبيعتها بانخفاض السيولة، ويكون خروجها من بعض أنواع الأصول مقيدًا.
خاتمة
تحظى العديد من الأصول البديلة بأكبر قدر من الاهتمام عندما تكون في قيم الذروة أو بالقرب من الذروة، وهو أيضًا أسوأ وقت لشرائها، والفكرة هي الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع، وهذا أمر يصعب إجراءه ما لم تكن لدينا فكرة واضحة جدًا ذات قيمة فعلية ومحتملة.
توفر الاستثمارات البديلة للمستثمرين إمكانية التنويع والعوائد الأعلى والوصول إلى الفرص الفريدة، وتأتي هذه الاستثمارات بالرغم من ذلك مع مخاطر وتعقيدات أعلى وقيود محتملة، فيمكن للمستثمرين تحديد إذا كانت الاستثمارات البديلة تتماشى مع أهدافهم الاستثمارية من خلال الموازنة الدقيقة بين الإيجابيات والسلبيات وإجراء العناية الواجبة الشاملة، وتحمّل المخاطر، والأهداف المالية.
تعرفنا على الاستثمارات البديلة Alternative Investments وهي من الأصول التقليدية التي لا تندرج ضمن فئات الاستثمار التقليدية، وبالرغم من أن المحفظة المتنوعة تقلل طبيعيًا من خطر الخسارة، إلا أن الصندوق البديل لا يزال عُرضة للمخاطر الكامنة في أصوله الرئيسية، وفي الحقيقة، كان سجل إنجازات صناديق الاستثمار المتداولة المتخصصة في الأصول البديلة مختلطًا.