هل تساءلت يومًا كيف يبدأ المستثمرون رحلتهم في عالم المال؟ غالبًا ما تكون الاسهم العادية هي البوابة الأولى لعالم الاستثمار، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أنها ليست مجرد أوراق مالية تُباع وتُشترى! خلف هذا النوع من الاسهم تكمن حقوق خفية، ومزايا استراتيجية، وفرص لتحقيق ثروات على المدى الطويل.
لنستكشف معًا أسرار الاسهم العادية، من قوتها في صنع القرار داخل الشركات، إلى دورها في تعظيم العوائد المالية للمستثمر الذكي.

ما هي الاسهم العادية Common Shares؟
هي أوراق مالية تمثل ملكية جزئية في الشركة، وتخوّل صاحبها حق التصويت في قراراتها. يحصل المساهم على أرباح الموزعة، ويمكن أن يربح من ارتفاع سعر السهم، لكن في حال إفلاس الشركة، يكون آخر من يحصل على نصيبه بعد سداد الديون.
يشار للأسهم العادية أحيانًا Share Capital Ordinary، تصدر عادة في السوق الأولي من خلال عملية الاكتتاب Initial Public Offering أو IPO ويعاد تداول هذه الاسهم في السوق الثانوية. يمكن أن تحقق الاسهم العادية عوائدًا مرتفعة على المدى الطويل، وتعوض المساهمين العاديين بإيرادات توزيعات الأرباح، والتي تُسدد لهم بعد توزيع الأرباح المتراكمة على حملة الاسهم الممتازة.
تتداول الاسهم العادية في مختلف البورصات العامة، وتعتمد القيمة الحقيقية للسهم العادي على السعر الحاصل عليه من قوى السوق، وقيمة الأعمال الأساسية، وتوقع المستثمرين تجاه الشركة إما بتوقع ارتفاع قيمة السهم للشركة أو انخفاضه.
عندما تفلس شركة ما، لا يحصل أصحاب الاسهم العادية على أموالهم إلا بعد تلقي كل من الدائنين وأصحاب الاسهم الممتازة وحاملي السندات حصصهم من الشركة، مما يجعل الاسهم العادية أكثر عرضة للمخاطر من السندات أو الاسهم الممتازة، بالمقابل تحقق الاسهم العادية على المدى البعيد عائدات أكبر من السندات والاسهم الممتازة.
خصائص الاسهم العادية
تعد الاسهم العادية النوع الأكثر انتشارًا ورواجًا بين الشركات المساهمة والمتداولة في الأسواق المالية، وتميل إلى التفوق في الأداء على الاسهم الممتازة والسندات، ويُعد مخزونًا يوفر أكبر إمكانية لتحقيق مكاسب طويلة الأجل.
تمنح الاسهم العادية حاملها الحق في المساهمة بإدارة الشركة من خلال التصويت، بالإضافة إلى حصوله على القيمة الدفترية عند تصفية الشركة بعد تسديد الشركة للديون وقيمة الاسهم الممتازة، ويستفيد المستثمرين حاملي السهم العادي من تغييرات سعر السهم في السوق المالية عبر تحقيق الأرباح عند بيعها بسعر أعلى من سعر الشراء، ويحصل صاحب السهم العادي على توزيعات أرباح سنوية، في حال قررت الشركة ذلك، وبعد طرحها للاكتتاب العام يمكن أن تُتداول في السوق الثانوية.
حقوق الاسهم العادية Stock Rights
حقوق الاسهم هي أدوات مالية تمنح المساهمين الحاليين في شركة مساهمة حقًا أولوية لشراء أسهم إضافية من نفس الفئة عند إصدارها، عادة بسعر أقل من سعر السوق ولفترة زمنية محدودة. تهدف هذه الحقوق إلى حماية حصص الملكية للمساهمين من التقلص بسبب التوسعات الرأسمالية، وتُعرف هذه العملية باسم “الطرح المسبق” أو “حقوق الأولوية”.
عادةً ما تُمنح الحقوق بنسبة معينة لكل سهم مملوك، فمثلاً، قد يحصل المساهم على حق واحد مقابل كل سهمين يملكهما، وتُمكّنه هذه الحقوق من شراء عدد معين من الاسهم الجديدة. وتُعد هذه الحقوق قابلة للتداول في الأسواق المالية خلال فترة الاكتتاب، مما يتيح للمساهمين خيار بيعها إذا لم يرغبوا في ممارسة حق الشراء.
يمثل إصدار حقوق الاسهم وسيلة لجمع التمويل من داخل قاعدة المساهمين دون اللجوء إلى الاقتراض أو الطرح العام، وغالبًا ما يُنظر إليها على أنها مؤشر على رغبة الشركة في تمويل مشاريعها بطريقة تُراعي مصالح المساهمين القائمين.
إقرأ أيضًا: مدخل شامل إلى التحليل الاساسي Fundamental Analysis
مميزات الاسهم العادية
تُعد الاسهم العادية أحد أهم أدوات الملكية في الشركات المساهمة، وتمثل حصة في رأس مال الشركة وحقًا في أرباحها وفي قراراتها الاستراتيجية عبر التصويت في الجمعيات العامة. من أبرز مميزاتها أنها تمنح المساهمين حق التصويت في القرارات الجوهرية مثل انتخاب مجلس الإدارة أو الموافقة على الاندماجات والاستحواذات، وهو ما يجعلها أداة فاعلة في التأثير على توجهات الشركة.
الأرباح الرأسمالية وتوزيعات الأرباح المحتملة
تسمح الاسهم العادية لمستثمريها بتوليد الأرباح بطريقتين، في شكل مكاسب رأسمالية من خلال ارتفاع سعر السهم أو عن طريق توزيعات الأرباح، ومن المرجح أن يكسب المستثمرون مكاسب رأسمالية أعلى عندما يزداد تقييم أسهم الشركة، وبالمثل، إذا تركت الشركة مع إيرادات كبيرة بعد سداد رسوم الصيانة والمصاريف الأخرى، فيمكن أن توزع أرباحًا لمستثمريها.
تحقق الاسهم العادية من ناحية الأداء عوائدًا أعلى من السندات وشهادات الإيداع ما إلى ذلك من بين أدوات الاستثمار الأخرى، ولا يوجد حد أو نسبة معينة للأرباح في الاسهم العادية ويستطيع المستثمر الاستفادة من الاسهم بقدر ما يزداد سعرها وتوزيع الشركة توزيعات الأرباح.
يحق لحملة الاسهم العادية الحصول على عائد، إلا أن تواترها غير مؤكد، فعلى سبيل المثال، لا يكون لدى الشركة أرباح كافية لتقديم توزيعات أرباح لمساهميها، وعوضًا عن ذلك، تقرر الشركة إعادة استثمار أرباحها في المشروع لأغراض التوسع، ويجعل كل هذا نطاق توليد العوائد غير مؤكد، ومع ذلك، من الممكن أن يحقق المساهمين العاديين عوائد ضخمة عند موازنتها بخيارات الاستثمار الأخرى.
تشكل الاسهم العادية للشركات بديلًا أكثر جدوى وأقل تكلفة من الديون لأن الشركات لا تضطر لدفع فوائد لمستثمريها وتختار دفع مكافأة في حالة زيادة الأرباح من خلال توزيعات الأرباح.
التحكم في قرارات الشركة
يُمنح كل مستثمر حق تصويت واحد لكل سهم من الاسهم العادية على الأقل، والجدير بالذكر أن هذه الحقوق ترتبط بسياسات الشركات والمشاركة في قرارات الأعمال، فمثلًا، يحصل المستثمرون على الحق في انتخاب مجلس إدارة الشركة عن طريق حقهم في التصويت أو إقرار مصير السياسة الإستراتيجية، ويكون المستثمرون الذين يمتلكون أسهم عادية كثيرة قادرين على تحقيق أقصى استفادة من هذه القوة.
مسؤوليات قانونية محدودة
تشمل هذه الاسهم مستقبلًا ماليًا آمنًا في حالة تحقيق الشركة عوائد كبيرة ونموًا مرتفعًا، ولا يتعرض المستثمرون أيضًا لخطر خسارة أموال أكثر مما استثمروا في الأسهم، كونهم حاملين سلبيين، فإن التزامات مستثمري الاسهم العادية محدودة أيضًا، ولا داعي للقلق بشأن الأحداث التي تحدث خارج نطاق الاستثمار المالي، وبخلاف ذلك، تميل كل هذه الأمور إلى مساعدة المستثمرين لتحقيق أقصى استفادة مرجوة من جوانب نمو الاسهم العادية دون التورط في التزامات قانونية غير مبررة.
إمكانية تسييل الاسهم بسهولة
يمكن تسييل الاسهم العادية من خلال بيعها والحصول على الأموال، وكما يمكن للمستثمرين شراء المزيد من الاسهم وزيادة حصصهم في شركة محددة، وبالمثل، يمكنهم التنازل عنها بسهولة إذا لم يكن استثمارهم مربحًا بدرجة كافية، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن شراء هذه الاسهم بسعر عادل دون التعرض لأية متاعب؛ مما يجعلها أداة استثمار مناسبة لغالبية المستثمرين.
إقرأ أيضًا: ما الذي تحتاج معرفته قبل الاستثمار في الأسهم؟ دليل شامل للمبتدئين
لماذا تصدر الشركات الاسهم العادية؟
تُعد الاسهم العادية من أبرز أدوات التمويل التي تلجأ إليها الشركات عند حاجتها إلى رأس مال جديد. ففي حالات كثيرة، يكون إصدار الاسهم العادية خيارًا بديلًا عن اللجوء إلى الاقتراض عبر بيع السندات أو الصكوك، أو حتى عن إصدار الاسهم الممتازة. ويكمن الدافع الأساسي وراء هذا الخيار في جمع الأموال لتمويل خطط النمو والتوسع.
وتتنوع الأهداف التي تسعى الشركات إلى تحقيقها من خلال هذا التمويل، ومن أبرزها:
- توسيع نشاط الشركة عبر افتتاح أقسام جديدة أو التوسع الجغرافي في أسواق محلية أو دولية.
- الاستحواذ على شركات أصغر وواعدة في نفس القطاع لتعزيز القوة التنافسية أو اكتساب تقنيات جديدة.
- سداد الديون لتحسين الوضع المالي وتقليل الأعباء التمويلية.
- تكوين احتياطي نقدي يُستخدم عند الحاجة، كخطوة استراتيجية لمواجهة ظروف السوق المتغيرة أو اغتنام الفرص الاستثمارية.
لماذا تصدر الشركات الاسهم العادية؟
تُعد الاسهم العادية من أبرز أدوات التمويل التي تلجأ إليها الشركات عند حاجتها إلى رأس مال جديد. ففي حالات كثيرة، يكون إصدار الاسهم العادية خيارًا بديلًا عن اللجوء إلى الاقتراض عبر بيع السندات أو الصكوك، أو حتى عن إصدار الاسهم الممتازة. ويكمن الدافع الأساسي وراء هذا الخيار في جمع الأموال لتمويل خطط النمو والتوسع.
تتنوع الأهداف التي تسعى الشركات إلى تحقيقها من خلال هذا التمويل، ومن أبرزها:
- توسيع نشاط الشركة عبر افتتاح أقسام جديدة أو التوسع الجغرافي في أسواق محلية أو دولية.
- الاستحواذ على شركات أصغر وواعدة في نفس القطاع لتعزيز القوة التنافسية أو اكتساب تقنيات جديدة.
- سداد الديون لتحسين الوضع المالي وتقليل الأعباء التمويلية.
- تكوين احتياطي نقدي يُستخدم عند الحاجة، كخطوة استراتيجية لمواجهة ظروف السوق المتغيرة أو اغتنام الفرص الاستثمارية.
إصدار المزيد من الاسهم العادية يحمل آثارًا محتملة على المساهمين الحاليين، إذ يؤدي إلى ما يُعرف بتخفيف الملكية Dilution، أي تراجع نسبة حصة كل مساهم من إجمالي أسهم الشركة. ولهذا السبب، يقيّم ملاك الشركات والإدارة التنفيذية هذا القرار ومخاطره بحذر شديد قبل أي عملية إصدار جديدة.
ما الفرق بين الاسهم والسندات؟
الفرق بين الاسهم والسندات هو أن الاسهم هي حصص ملكية في أعمال تجارية، في حين أن السندات هي نوع من أنواع الدين الذي يجب سداده في وقت محدد في المستقبل، ومن أبرز الاختلافات الأساسية بين الاسهم والسندات نذكر:
- أولوية السداد: يمتلك حاملي السندات أولوية عند تصفية الشركة اعتمادًا على شروط السندات، أما الاسهم العادية فلها أولوية متأخر ويحصل أصحابها على أموالهم في حال تبقى نقود بعد توزيع الأموال لأصحاب السندات والاسهم الممتازة.
- المدفوعات الدورية: لدى الشركة خيار مكافأة مساهميها بأرباح الأسهم، أما في حالة السندات تكون مجبرة على دفع فائدة دورية بمبالغ أو نسب محددة.
- حقوق التصويت: يمكن لحاملي الاسهم التصويت على بعض قضايا الشركة، مثل انتخاب أعضاء مجلس الإدارة، في حين لا يملك حاملو السندات هذه الحقوق.
الأسئلة الشائعة حول الأسهم العادية
ما هو الاستثمار في الأسهم العادية؟
هو شراء حصص ملكية في شركة من خلال اقتناء أسهمها العادية، مما يمنح المستثمر الحق في المشاركة في أرباح الشركة والنمو المحتمل لقيمتها، بالإضافة إلى إمكانية التصويت في قرارات الشركة.
ما هي الأسهم العادية؟
هي وحدات ملكية في شركة تمثل جزءًا من رأس مالها، وتمنح مالكها حقوقًا مالية وإدارية مثل الحصول على أرباح الشركة والمشاركة في التصويت، لكنها تأتي بدون ضمان أرباح ثابتة أو أولوية في توزيع الأصول.
ما هي خصائص الأسهم العادية؟
تشمل حق التصويت في اجتماعات الجمعية العامة، الحق في الأرباح المتغيرة حسب أداء الشركة، التعرض لمخاطر أكبر مقارنة بالأسهم الممتازة، وعدم وجود ضمان على توزيع أرباح محددة، وأولوية أقل عند تصفية الأصول.
ما هو الفرق بين الأسهم العادية والأسهم الممتازة؟
الأسهم العادية تمنح حقوق التصويت وأرباح غير مضمونة بينما الأسهم الممتازة توفر أرباحًا ثابتة وأولوية في التوزيع ولكن عادة لا تمنح حقوق التصويت، مما يجعل الأسهم الممتازة أقل خطورة وأقل تقلبًا.
الخاتمة
الاسهم العادية ليست مجرد أوراق مالية تُتداول في البورصات، بل تمثل جوهر الملكية في الشركات وركيزة أساسية في هيكل رأس المال. وقد تناولنا في هذا المقال الجوانب المختلفة لهذا النوع من الأسهم، من خصائصها وحقوقها ومزاياها، إلى المخاطر التي قد ترافقها، فضلًا عن دوافع الشركات لإصدارها والفرق بينها وبين السندات والاسهم الممتازة.