يسعى الإنسان منذ فجر التاريخ للسفر حول العالم سواءً للرحلات الترفيهية أو الثقافية، وارتفعت متطلبات المسافرون مع انتشار الإنترنت والتغييرات التي أحدثها في الكثير من الصناعات والقطاعات إذ لم يعودوا مهتمين بالأماكن الترفيهية فقط، وإنما أصبحوا يهتمون بتجارب السفر المتكاملة والحقيقية والتي تضم الجانب الترفيهي والثقافي، وأصبحوا مهتمين باكتشاف الأماكن التاريخية أو القصص التي تحتويها هذه الآثار القديمة من معاني روحية وقصص تراثية، ولطالما كان الناس شغوفين لفهم واستكشاف ثقافات مختلفة، وكذلك للتعرف على مجموعة من السلع والخدمات الثقافية وتبادلها واستهلاكها.
كيف ظهرت السياحة التاريخية؟ ولماذا سطع نجمها في الآونة الأخيرة؟ وهل هي تستحق كل هذا الاهتمام والتمويل؟ لنكتشف ذلك معًا.
صعود السياحة التاريخية
اكتسبت السياحة الثقافية مفهومًا زخمًا خلال التسعينيات عندما ظهرت بعض القطاعات الفرعية، بما في ذلك السياحة التراثية وسياحة الفنون Arts Tourism وسياحة تذوّق الطعام Gastronomic Tourism وسياحة الأفلام Film Tourism والسياحة الإبداعية Creative Tourism. حدث هذا في خضم المد المتصاعد للعولمة والتقدم التكنولوجي والصناعي الذي سهل جزءًا مهمًا من المعادلة وهو السفر الجوي الرخيص، وزيادة إمكانية الوصول إلى مواقع وأصول ثقافية متنوعة، وانتشار وسائل الإعلام، وظهور السفر المستقل.
مرّت السياسة السياحية في ذلك الوقت بتحولات كبيرة بعدة اتجاهات، وشملت هذه زيادة التركيز على التنمية الإقليمية والقضايا البيئية والشراكات بين القطاعين العام والخاص والتنظيم الذاتي للصناعة والحدّ من المشاركة الحكومية المباشرة في توفير البنية التحتية للسياحة. والتركيز بصورة كبيرة على أهمية الحوار بين الثقافات لتعزيز التفاهم والتسامح خصيصًا مع السعي المتزايد من السياح الثقافيين لاستكشاف مختلف الثقافات حول العالم.
تبحث جميع البلدان عن طرائق لتعزيز الهوية المحلية والمناطق لحماية الثقافات التقليدية، وجذب المواهب، وتطوير موارد ومنتجات ثقافية جديدة، وإنشاء مجموعات إبداعية، وتعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية.تلعب السياحة الثقافية، ولا سيما من خلال المتاحف، دورًا مهمًا في نشر الثقافة والتعليم عنها. تساعد الاهتمامات السياحية أيضًا في ضمان نقل ممارسات التراث الثقافي غير المادي إلى الأجيال الشابة.
يُعد الدافع وراء السياحة الثقافية هو الاهتمام بالتجربة والتعامل مع الثقافة بطريقة مباشرة وذلك نظرًا لأنها قائمة أساسًا على المكان، وهي مدعومة بالرغبة في اكتشاف الأصول الثقافية الملموسة وغير الملموسة والتعرّف عليها والاستمتاع بها في وجهة سياحية متكاملة؛ بدءًا من بالتراث الوطني والفنون المسرحية ومرورًا الحرف اليدوية والطقوس وانتهاء بفنون الطهو والطبخ، والعديد من الأمور الأخرى.
تُعد السياحة الثقافية أولوية رئيسية بالنسبة لغالبية البلدان في جميع أنحاء العالم – وتحتلّ مكانة بارزة في السياسة السياحية لـ 90% من البلدان، بناءً على مسح عالمي أجرته منظمة السياحة العالمية لعام 2016. تدرج معظم البلدان التراث المادي وغير المادي في تعريفها للسياحة الثقافية، وتشمل أكثر من 80% من الثقافة المعاصرة – الأفلام وفنون الأداء والتصميم والأزياء ووسائل الإعلام الجديدة. توجد حاجة أكبر مع ذلك إلى توطين السياحة الثقافية بطريقة أقوى في السياسات، والذي يتجذر في تعزيز الأصول الثقافية المحلية وتعزيزها مثل جميع الأنشطة التراثية والطعام والمهرجانات والحرف اليدوية.
تبرز السياحة الثقافية بصورة رئيسية في سياسات النمو الاقتصادي، ولها فوائد متنوعة تشمل جوانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. توسّع السياحة الثقافية الأعمال التجارية وفرص العمل من خلال الاعتماد على الموارد الثقافية كميزة تنافسية في الأسواق العالمية.
إقرأ أيضًا: السياحة العلاجية: محرك اقتصادي هام يدعم النمو والازدهار
ما هو تعريف السياحة التاريخية Historical Tourism؟
تشير السياحة الثقافية والتراثية إلى السفر إلى أماكن أو مواقع ذات أهمية ثقافية أو تاريخية أو طبيعية. تشمل زيارة المتاحف والمعالم وغيرها من المؤسسات الثقافية، فضلًا عن المشاركة في أنشطة مثل الجولات المصحوبة بمرشدين أو المهرجانات الثقافية.
وجدت العديد من الدول في السياحة بديلًا استراتيجيًا لاستثمار مواردها الطبيعية السياحية وإبراز إمكانياتها الطبيعية بطريقة تضمن استدامتها وتجعلها لا تحتاج للاعتماد على مصادر ثروتها الطبيعية الخام، تتعلق السياحة التاريخيّة بالثقافات وخبرات الشعوب ومهرجاناتها وتقاليدها، كما تتعلق بالمواقع الجغرافية وفسيفسائها، وأنواع الفنون البصرية فيها، وتتعدد أنواع السياحة منها السياحة الرياضية والطبيعية …إلخ. تبقى ذكريات المناطق الأثرية غالبًا عالقة في ذهن السائح التاريخي والثقافي من خلال خوضه للتجارب السياحيّة مع القصص التي تحتويها هذه المناطق.
نمو السياحة الثقافية والتراثية
تُعد السياحة وتحديدًا السياحة الثقافية قطاعًا سريع النمو وذو عائد مجزي، إذ تشير الكاتبة كارولين تشايلدز في مقالها أن السياحة الثقافية والتراثية تستمر في النمو بسرعة، لا سيما في منطقتي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ. تُقدّر القيمة العالمية المباشرة للسياحة الثقافية والتراثية بأكثر من 1 مليار دولار، مع قيمة منطقة آسيا والمحيط الهادئ بحوالي 327 مليون دولار. وهي بالفعل مسؤولة مسؤوليةً مباشر عن أكثر من 50 مليون وظيفة في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ. ويُعتقد أن الفوائد غير المباشرة للسياحة الثقافية والتراثية تصل إلى مليار دولار وتشكّل 75 مليون وظيفة أخرى في جميع أنحاء المنطقة.
لا يمكن إنكار حقيقة أن السياحة الثقافية والتراثية تميل إلى جذب السياح ذوي العائدات المرتفعة. في حين أنه من الصعب الحصول على أرقام عالمية، فإن جميع الإحصاءات المتاحة حول السياحة في مختلف الأسواق الفردية مثل المملكة المتحدة ونيوزيلندا وأستراليا والهند وغيرها تكشف عن نمط ثابت. يقضي سائحو الثقافة والتراث غالبًا فترة أطول وينفقون عمومًا أموالًا أكثر بكثير مما يفعله السائحون الآخرون. أظهرت إحدى الدراسات أن سائح الثقافة والتراث يقضي ما يصل إلى 38% أعلى يوميًا وأطول بنسبة 22% عمومًا موازنةً بالأنواع الأخرى من المسافرين.
لا تُظهر الأدلة الإحصائية الاتساق عندما يتعلق الأمر بتكرار الزائرين، إلا أن بيانات السياحة حول زوار الثقافة والتراث في الولايات المتحدة تشير إلى أن مستوى تكرار الزيارة بين هذه المجموعة من المسافرين أعلى من مستوى السياح التقليديين.
السياحة التاريخية أبعد من مجرد سياحة
يرى الكاتب سايمون ثورلي من التراث الإنجليزي في كتابه “دورة التراث Heritage Cycle” أن السياحة التراثية لها فوائد تتجاوز مجرد الاقتصاد وتأثيرها أوسع بكثير من مجرد الإنفاق المباشر للسياح، لكن لا تُعد هذه الفوائد الاقتصادية هي السبب الوحيد الذي يجعل السياحة التراثية مفيدة للمجتمع.
يرى هؤلاء المسافرون أن الرحلات الثقافية لا تُنس موازنةً مع رحلات العطلات التقليدية لأنها تتيح لهم تعلّم شيء جديد. كما أن احتمالية تمديد إقامتهم كبيرة في حال وجود نشاط تراثي. يقيم غالبية هؤلاء المسافرين بين عشية وضحاها في الموتيلات المحلية والفنادق والسرير ووجبات الإفطار أو المخيمات. يميل سائحو الثقافة والتراث أيضًا إلى استثمار المزيد من الأموال في الاقتصاد المحلي، إذ ينفقون أكثر من الأنواع الأخرى من السياح في كل رحلة.
الفوائد الاقتصادية للسياحة الثقافية والتراثية
تفيد السياحة الثقافية والتراثية الاقتصاد الوطني والمحلي بالعديد من الفوائد ونذكر من أهمها:
- تعزيز نمو الشركات الناشئة والمشاريع الفردية
تدعم السياحة الثقافية الشركات الناشئة والمشاريع الفردية وتمكّنها من التوسع، مثل المرشدين المحليين والمترجمين الفوريين وشركات السياحية وغيرهم، كما تساعد زيادة قاعدة العملاء للشركات المحلية على توفير فرص بحثية وتعليمية وتوظيف للخريجين الجدد.
- تنويع الاقتصاد وتحفيز قطاعات متنوعة
تُنشئ السياحة الثقافية فعاليات ثقافية متنوعة، وتجذب هذه الفعاليات السياح، وتساعد في تنويع الاقتصاد المحلي، وتقليل الاعتماد على صناعة أو سوق واحد، وضخ أموال جديدة في الاقتصاد، كما تساعد في زيادة الإيرادات الضريبية للحكومات المحلية والوطنية وخفض تكاليف الخدمات الاجتماعية، والحدّ من الفقر والبطالة مما يخفف العبء عن الحكومات من تكاليف الخدمات ومعونات البطالة.
تؤثر السياحة الثقافية تأثيرًا إيجابيًا على قطاع السياحة عمومًا والقطاعات الفرعية لها مثل الضيافة والنقل وتجارة التجزئة. تخلق الوظائف وتدرّ الدخل من خلال بيع التذاكر والهدايا التذكارية وغيرها من المنتجات والخدمات المتعلقة بالسياحة. كما تحفّز السياحة الثقافية سوق العقارات وتعمل على زيادة أسعار العقارات من خلال جعل المنطقة أكثر رغبةً في العيش والزيارة.
- تحسين البنية التحتية ومشاريع التنمية
تسهم السياحة الثقافية والتراثية في تعزيز الاقتصاد بشكل غير مباشر، إذ تجذب الاستثمار في البنية التحتية ومواقع التراث الثقافي والطبيعي ومشاريع التنمية الأخرى مثل ترميم المباني التاريخية أو تطوير مناطق الجذب الثقافية، الأمر الذي يساعد على تحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل. يمكن استخدام الإيرادات والضرائب الناتجة عن الأنشطة السياحية لتمويل جهود الترميم والحفاظ على المناطق والمتاحف السياحية لضمان استفادة الأجيال القادمة منها.
يعزز الاستثمار المحلي في الموارد التراثية والمرافق التي تدعم الخدمات السياحية.
- زيادة الوعي العام وتحسين البيئة المحلية
إن للسياحة الأثرية أهمية في زيادة الوعي العام بالتراث الثقافي المشترك، وتشجيع الناس على زيارة المواقع الأثرية والأماكن التاريخية، كما أنها تدعو إلى الحفاظ على التراث الأثري في العالم من خلال إظهار أهميته خلال الزيارات التي يقوم بها السائح، علاوة على ذلك فإنها مهمة لإرضاء فضول وحواس الأشخاص المهتمين بفهم غموض الحضارات القديمة وما تركوا خلفهم من تراث، وقد يكون ذلك من باب الاهتمام فقط وليس البحث.
تساعد على تحسين وتجميل صورة المجتمع وثقافة الدولة كما تخلق فرصًا ممتعة لكل من السكان المحليين والزوار الذين ينجذبون إلى الفنون الثقافية والتاريخ، وتبني فرصًا لعلاقات وشراكات مجتمعية صحية ومفيدة، وتبني علاقات حيوية بين وداخل المجتمعات المحلية، وتساعد في بناء رأس المال الاجتماعي Social Capital.
- تنشيط الأبحاث الأثرية والتركيز على الأحداث التاريخية
تعزز السياحة الأثرية فضول علماء الآثار والباحثين للبحث الأثري النظري والعملي و لاستكشاف المناطق الأثرية، وتساعد هذه الأبحاث لاحقًا على التركيز على ما يجب فعله للحفاظ على السياحة الأثرية والأماكن التاريخية، وذلك لأن التراث الثقافي -غير المادي- لا يقلّ أهميةً عن المباني والمتاحف والآثار القديمة، يجذب التركيز ونقل القصص التاريخية السياح ويأسر تركيزهم عند إعادة تصوير المشهد المبني على قصص تاريخية؛ وتُعد بعض الأحداث التاريخية مهمة أيضًا كدروس وعبر للأجيال القادمة، لذلك يلعب إعادة هذه القصص من خلال الزيارات للمواقع الأثري دورًا مهمًا في فهم الناس لأهمية التاريخ ووجود الحضارات القديمة، وتدعم الدول التي تحافظ على العلماء والباحثين في هذا المجال اقتصادها المستقبلي.
السياحة التاريخية في الدول العربية
يزخر الوطن العربي بالعديد من المعالم التاريخية القديمة والتي تجعله وجهةً قويةً للسياحة التاريخية، والتي يجب أن تُستثمر بطريقة مناسبة لزيادة السياح والحفاظ على الأماكن السياحية، ومن بين الدول العربية القوية في هذا المجال نذكر:
السياحة التاريخية في مصر
تتميز مصر بآثارها الفرعونية والعمرانية، وتُعد الأشهر عالميًا لما بها من معالم شكّلت ألغازًا بكيفية بنائها منذ ملايين السنين، وتضم هذه الآثار على سبيل المثال أهرامات الجيزة، وتمثال أبو الهول، والمعابد القديمة في الأقصر، والمتحف المصري في القاهرة، والمعابد السياحية على ضفاف نهر النيل والرحلات الجميلة في جبال سيناء وغيرها.
تُعد أهرامات الجيزة من أكثر الأماكن جذبًا للسياح والتي بنيت على امتداد ثلاثة أجيال من الملوك وهم خوفو ومنقرع وخفرع، ويبلغ ارتفاع هرم خوفو 139 مترًا؛ أي ما يقارب 455 قدمًا وهو من أكبر الأهرامات في العالم، بالإضافة إلى وادي الملوك والذي يعود إلى عصور ما قبل الميلاد، يحتوي على غرف وحفر صغيرة و مقابر شُيّدت للملوك والنبلاء وزُيّنت جدرانه برسوم من الأساطير المصرية القديمة.
يُعد معبد الكرنك وأبو سمبل من أكبر المعابد الدينية القديمة، ويُمثل معبد الكرنك الأجيال العديدة من البناة المصريين، يتكوّن من 3 معابد متنوعة مثل المعبد الرئيسي والمعابد الصغيرة والخارجية، وتُعد قاعة الأعمدة الكبرى من أكثر الأماكن شهرة في الكرنك وتبلغ مساحتها 5000 متر مربع ويوجد فيها 134 عمود مرتّبة وموزّعة في 16 صف. أما معبد أبو سمبل فهو معبد أثري يضم اثنين من المعابد الضخمة في جنوب مصر، ويُعد من بين أكثر المناطق جذبًا للسياح، نُحتت هذه المعابد في عهد الملك رمسيس الثاني وزوجته الملكة نفرتاري في القرن الثالث عشر (1201-1300) قبل الميلاد كنصب دائم لهما.
دور المواطن في الحفاظ استدامة السياحة التاريخية
إن للمواطن دور كبير وأساسي في الحفاظ على آثار وطنه، فيمكن للمواطنين تشكيل مجموعات تطوعية للأشخاص المهتمين بالحفاظ على التراث الوطني، سواءً من خلال الترويج له بطباعة المنشورات لتشجيع السائحين على زيارته أو بالتثقيف من خلال التعريف أكثر عن آثار البلد واستخدام هذه المعرفة ليصبح الفرد دليلًا سياحيًا يصطحب السائحين ويشرح لهم عن هذه الآثار، وربما تُصبح هذه مهنته مع الوقت.
يجب الحفاظ على الأماكن الأثرية بتجنب إلقاء القمامة أو الرسم على الجدران، أو التدخين في الأماكن المغلقة وغيرها من العادات التي تضرّ المنطقة التراثية، كما يجب إخبار السلطات المعنية في حال رؤية أحد الأشخاص يسيء لمعلم تراثي معيّن، ويجب التواصل مع المنظمات المحلية المعنية بالمحافظة على الآثار عند اكتشاف أي معلم أثري مهمل أو مهدد بالتدمير وبحاجة جهة مختصة للاعتناء به.
تحديات اقتصاد السياحة الثقافية
يوجد أيضًا عدد من التحديات التي يمكن أن تنشأ في سياق السياحة الثقافية. وتشمل بعض هذه التحديات:
- اكتظاظ عدد السياح: يعد الاكتظاظ أحد أكثر التحديات شيوعًا للسياحة الثقافية، إذ يؤدي إلى مشكلات متنوعة مثل الطوابير الطويلة والازدحام والأضرار التي تلحق بالمواقع الثقافية والأثرية.
- الحساسية الثقافية: يتمثل التحدي الآخر في خطر الحساسية الثقافية من جانب المسافرين الذين لا يكونون على دراية بالعادات والتقاليد المحلية للدولة، ويؤدي ذلك لسوء فهم وعدم احترام الثقافة المحلية.
- الاستغلال: يوجد أيضًا خطر أن تؤدي السياحة الثقافية إلى استغلال السكان والموارد المحلية. يمكن على سبيل المثال أن تدفع بعض الشركات السياحية أجورًا منخفضة للعمال المحليين أو تفرض رسومًا باهظة على المسافرين للوصول إلى المواقع الثقافية.
- فقدان الأصالة: يمكن أن تلعب الشركات السياحية دورًا في فقدان الأصالة والثقافة المحلية للمنطقة التراثية. فمثلًا يمكن أن يسوّق لبعض المهرجانات أو الأحداث التقليدية بطريقة سيئة أو احتمالية تغيير المهرجانات لتلبية توقعات السياح وإهمال الثقافة الأصيلة الموروثة.
- الاستدامة: يكمن التحدي الأخير في ضمان استدامة السياحة الثقافية على المدى الطويل، ويشمل ذلك إيجاد طرائق لتحقيق التوازن بين احتياجات السياح واحتياجات المجتمع المحلي والحفاظ على التراث الثقافي.
الخاتمة
إن السياحة الثقافية عمومًا هي تجربة قيّمة و مثرية، ولكن من المهم أن تكون على دراية بالتحديات التي يمكن أن تنشأ واتخاذ خطوات لمواجهتها بطريقة مسؤولة ومحترمة.