تشير الضائقة المالية إلى الموقف الذي يواجه فيه الفرد أو الشركة أو المنظمة صعوبات كبيرة في الوفاء بالتزاماتهم المالية. تتسم هذه الفترة غالبًا بعدم القدرة على سداد الديون، وتزايد الضغوط المالية، وانخفاض الصحة المالية العامة. يمكن أن تنشأ الضائقة المالية من عوامل مختلفة مثل الانكماش الاقتصادي، والديون المفرطة، وسوء الإدارة المالية، والمنافسة الصناعية، أو الأحداث غير المتوقعة.
عندما يواجه شخص أو شركة ما ضائقة مالية، يكون لها عواقب وخيمة على عملياتهم وسمعتهم وقدرتهم على البقاء على المدى الطويل، وتؤدي الضائقة المالية في حالة الأفراد إلى الإفلاس الشخصي، وفقدان الأصول، وانخفاض درجة الائتمان. كما تؤدي في حالة الشركات إلى الإفلاس، أو تقليل الوصول إلى الائتمان، أو تسريح العمال، أو حتى الإفلاس.
يُعد التعرّف على علامات الضائقة المالية أمر بالغ الأهمية لمعالجة القضايا الأساسية واتخاذ التدابير المناسبة للتخفيف من حدة الموقف، وتشمل هذه العلامات مشاكل التدفق النقدي، أو مدفوعات الديون الفائتة، أو انخفاض المبيعات أو الإيرادات، أو زيادة مستويات الديون، أو تقلص هوامش الربح، أو الإجراءات القانونية من قبل الدائنين.
الاستقرار المالي Financial Stability
يُعرف الاستقرار المالي Financial Stability بأنه حالة اتزان تعيشها النظم المالية بسبب عدم وجود حلقات مفقودة داخل النظام المالي مما يؤدي إلى العمل بكفاءة مالية وبأفضل المستويات، وينعكس الاستقرار المالي مباشرةً على أداء النظم المالية للشركة، إذ يتمكن النظام المالي المستقر من تخصيص الموارد واستثمارها بكفاءة، وتقييم وإدارة المخاطر المالية، والحفاظ على معدلات شبه ثابتة للتوظيف، فضلًا عن قدرة المنظمات أو الشركات المستقرة ماليًا في التصدي للأزمات المالية، ولكن تحدث في بعض الحالات مشكلات داخل المنظومات الاقتصادية في النظام المالي تؤدي إلى اختلاله، وهذا ما يقود إلى مفهوم العسر المالي.
تعريف العسر المالي Insolvencies
يُعرف العسر المالي Insolvencies الحالة التي يفشل فيها الفرد أو الشركة من تسديد الديون عند استحقاقها، ويُعد من أحد المؤشرات المهمة التي تعكس الأداء المالي للشركة خلال فترة زمنية محددة، كما يُطلق على الحالة التي تصل فيها الشركة أو الفرد إلى تجاوز في الالتزامات المترتبة عليهم مقابل الأصول الخاصة بهم، ويحدث على المستوى المنظّمي من خلال عدم كفاية النقد للوفاء بالالتزامات المالية في الوقت المحدد، بما في ذلك المستحقات النقدية والديون التي تصبح مستحقة الدفع مع تقادم السنوات في وقت معين من العام، وقد تضطر المنظمة للتخلي عن بعض الأصول لتوفير السيولة المطلوبة، أو لجوئها إلى الاقتراض من الخارج لتغطية التزاماتها في الوقت المناسب.
الأسباب التي تؤدي إلى العسر المالي في المنظمات
توجد مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى العسر المالي في المنظمات، ومن أبرزها:
- سوء إدارة حركة النقدية في المنظمة مما يؤدي إلى تراجع في كمية السيولة النقدية وعدم قدرة المنظمة على الوفاء بالالتزامات للمقرضين في الموعد المحدد.
- انخفاض في قيمة التدفقات النقدية الواردة إلى المنظمة مع مرور الوقت لينتج عن ذلك انخفاض في قيمة النقد على المدى القصير، أو يمكن أن ينتج العسر المالي بسبب الزيادات غير المتوقعة في النفقات التي تتكبدها المنظمة أو بعض المصروفات غير الطبيعية التي تدفعها لإتمام عملياتها الحيوية وأنشطتها.
تتخذ المنظمة جملة من الإجراءات مع الدائنين أو المقرضين في فترة حدوث العسر المالي فيما يرتبط بالمستحقات المالية المترتبة على المنظمة لهذه الجهات، كوضع خطة زمنية مستقبلية أخرى لدفع المستحقات المالية بشروط يُتفق عليها بين الطرفين.
يكون السداد تبعًا لخطط جديدة تضعها المنظمة وذلك حتى تستطيع سداد المستحقات المالية المترتبة عليها لكل من الدائنين والمقرضين عند حدوث العسر المالي، فلابد للمنظمة من أخذ بعض الإجراءات التي تساعدها على توفير المزيد من السيولة المالية خلال فترات زمنية لاحقة، ومن أبرز ما يمكن أن تشمله هذه الإجراءات هي إيجاد طريقة لخفض النفقات التي تتكبّدها المنظمة في أنشطتها وعملياتها التجارية دون التأثير المباشر على العملية التجارية بحد ذاتها، لأن العملية التجارية بطبيعتها تُصنف من أهم المصادر التي تعتمد عليها المنظمة لتوليد النقد وتحريك عجلة السيولة التي تساعدها للوفاء بالتزاماتها.
بالإضافة إلى محاولة إيجاد بعض الحلول للأسباب التي أدت إلى تراجع المتحصّلات النقدية من العمليات التجارية الطبيعية، على سبيل المثال، ضبط تكلفة المبيعات، وتطوير الخدمات والسلع التي تنتجها المنظمة لتواكب المتطلبات السوقية لزيادة المبيعات وتوليد عائدات نقدية أكبر.
إقرأ أيضًا: كيف تنفد الأموال من الشركات الناشئة؟ 8 نصائح قبل الحصول على أي استثمار
الفرق بين العسر المالي الفني والعسر المالي الحقيقي
يتألف مفهوم العسر المالي من نوعين وهما:
- العسر المالي الفني Technical Insolvency.
- العسر المالي الحقيقي Real Insolvency.
يحدد هذان النوعان الحالة التي تبدو عليها المنظمة أثناء مرورها بفترة العسر المالي، والطريقة المناسبة التي يجب على المنظمة أن تتبعها بناءً على كل نوع من أنواع العسر المالي للحدّ من أضراره.
- العسر المالي الفني Technical Insolvency
تكون في هذه الحالة موجودات الشركة أكبر من مطاليبها، ويُطلق على هذا النوع من أنواع العسر المالي اسم العسر المحاسبي، وتكون المنظمة في هذه الحالة معسرة في دفاترها، إذ يظهر هذا العسر في الميزانية العمومية، وتضطر هنا المنظمة لإعادة هيكلة أعمالها التجارية لتتمكن من التخفيف من قيمة الالتزامات المفروضة عليها مع مرور الزمن، أما السبب المباشر الذي يؤدي إلى حدوث العسر المالي الفني فهو حدوث انخفاضات في قيمة الأصول التي تمتلكها المنظمة مع مرور الوقت دون حدوث انخفاض في قيمة الالتزامات المطلوبة منها، مما يؤدّي في النهاية إلى تجاوز قيمة الالتزامات للأصول في الميزانية العمومية.
- العسر المالي الحقيقي Real Insolvency
تحدث هذه الحالة عندما لا تستطيع المؤسسة تسديد التزاماتها، بالإضافة إلى نقص إجمالي الأصول عن إجمالي الخصوم، ويُطلق عليها أيضًا العسر في التدفق النقدي، كما تعاني بعض المنظمات من هذه الحالة بسبب عدم وجود السيولة المالية أو التفقد النقدي لتغطية قيمة الالتزامات على الرغم من وجود الأصول المطلوبة لتغطية قيمتها، ويتسبب هذا بعدم قدرة الشركة على الوفاء بالالتزامات لفترات قصيرة الأجل من قروض وغيرها.
يحدث العسر المالي الحقيقي بسبب وجود انخفاض قوي في إيرادات المبيعات، وتلجأ المنظمة في حال تعرّضها للعسر المالي الحقيقي إلى القروض قصيرة الأجل من المصارف التي تجعلها قادرة على تغطية التزاماتها القريبة، بالإضافة إلى التفاوض مع مستحقي الدفعات وإنشاء تسويات مالية معهم.
الخاتمة
تعرفنا على مفهوم العسر المالي وهي الحالة التي لا يستطيع فيها الشخص أو الشركة من تسديد الديون عند استحقاقها، واطّلعنا على الأسباب التي تؤدي إلى العسر المالي في المنظمات، وهي سوء إدارة حركة النقدية في المنظمة وانخفاض في قيمة التدفقات النقدية الواردة إلى المنظمة، بالإضافة إلى الفرق بين العسر المالي الفني والعسر المالي الحقيقي.