يُعرف التصنيع حسب الطلب Make to Order بأنه استراتيجيات للإنتاج تسمح للمستهلكين بشراء منتجات مصنعة خصيصًا لهم تبعًا للمواصفات المطلوبة. يبدأ فيها إنتاج المنتج بعد أخذ طلب مؤكد من العميل ببدء التصنيع. يُطلق عليه أيضًا بالتخصيص الشامل Mass Customization مجموعة من المسميات الأخرى وهي الإنتاج حسب الطلب On-Demand Production، أو التصنيع السحابي Cloud Manufacturing، أو التصنيع المخصص Custom Manufacturing، ويُشار إليها اختصارًا MTO.
تُوضح استراتيجية التصنيع حسب الطلب بأن الشركة تُصنّع المنتج النهائي عندما يطلبه المستهلك، وتختلف هنا المدة التي يجب على المستهلك انتظارها لإستلام المنتج، يتيح ذلك للمستهلك مرونة أكثر ليحدد مواصفات المنتج التي يُريدها موازنةً بشراء منتج مُصنّع سابقًا موجود على رفوف المتاجر. يُطلق على هذا النوع من استراتيجيات التصنيع باسم عملية سلسلة توريد من نوع السحب Cloud Manufacturing لأن المنتجات لا تُصنع إلا عند وجود طلب مؤكد من المستهلك عليها.
تستخدم صناعة التجميع نموذج الإنتاج بالسحب، إذ تصل الكمية المطلوب إنتاجها من كل منتج بمواصفات محددة إلى منتج واحد فقط أو منتجات قليلة، ويشمل ذلك الصناعات المتخصصة، مثل، الإنشاءات، وإنتاج الطائرات والسفن، وبناء الجسور …إلخ.
إيجابيات التصنيع حسب الطلب
تتبنى بعض الشركات استراتيجية التصنيع حسب الطلب لكي تتحكم في مستويات المخزون، وتوفر مستويات تخصيص أعلى للمنتجات، لأنها توضح استراتيجية التصنيع حسب الطلب مشكلة المخزون الفائض المتداولة في استراتيجية التصنيع حسب التخزين Make to Stock، مثلًا، من الشركة التي تستخدم استراتيجية التصنيع حسب الطلب هي شركة ديل Dell لأجهزة الحواسيب إذ تتيح للمستهلكين طلب حاسوب كامل مُصنّع تبعًا لمواصفات يحددونها بأنفسهم عبر الإنترنت، واستلامه خلال أسبوعين.
يمتلك التصنيع حسب الطلب مجموعة من الإيجابيات وهي كالآتي:
- تخصيص المنتجات
إحدى الفوائد الرئيسية للتصنيع حسب الطلب هي القدرة على تخصيص المنتجات لتلبية متطلبات العملاء الفردية عن طريق إنتاج عناصرًا اعتمادًا على متطلبات العملاء المحددة، فيمكن للشركات تقديم حلول مخصصة وتعزيز رضا العملاء، ويؤدي هذا المستوى من التخصيص إلى زيادة ولاء العملاء وتمايز الشركة عن المنافسين في السوق.
- انخفاض تكاليف المخزون
يقلل التصنيع حسب الطلب من الحاجة إلى الحفاظ على مستويات كبيرة من المخزون، لأن المنتجات لا تُصنع حتى تستلم الشركة الطلب، ويمكن للشركات تفادي تكاليف المخزون الزائدة، مثل، التخزين والتقادم والإهلاك الممكن حدوثه، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى توفير كبير في التكلفة وتحسين إدارة التدفق النقدي.
- انخفاض مخاطر زيادة الإنتاج
يساعد التصنيع حسب الطلب على تقليل مخاطر الإنتاج الزائد عن طريق مواءمة الإنتاج مع طلب العملاء، فيمكن للشركات تفادي تراكم المخزون غير المباع والتكاليف المتعلقة به، ويساعد ذلك النهج الأصغر للإنتاج في زيادة كفاءة سلسلة التوريد والتقليل من الهدر.
- المرونة والقدرة على التكيف
يؤمن التصنيع حسب الطلب المرونة في استيعاب متطلبات السوق المتغيرة، ويمكن للشركات تعديل عمليات الإنتاج الخاصة بها بسرعة من أجل تلبية تفضيلات العملاء المتطورة واتجاهات السوق، وتسمح هذه المرونة للشركات بالاستجابة بفعالية لتقلبات الطلب، والمحافظة على القدرة التنافسية، واغتنام الفرص الجديدة.
سلبيات التصنيع حسب الطلب
تتعدد سلبيات التصنيع حسب الطلب لتشمل:
- وقت انتظار كبير
ينطوي التصنيع حسب الطلب على بدء عملية الإنتاج بعد تلقي لطلبية ما، يؤدي ذلك عمومًا إلى فترات زمنية أطول موازنةً مع الإنتاج الضخم أو مناهج التصنيع حسب التخزين، فيمكن أن تؤدي هذا المهلة الممتدة إلى تأخير التسليم، مما يؤثر على رضا العملاء ومن الممكن أن تخسر الشركة أمام المنافسين.
- تكاليف إنتاج عالية
يتكبد التصنيع حسب الطلب غالبًا تكاليف إنتاج أكبر بسبب الحاجة إلى التخصيص، ودفعات الإنتاج الأصغر، والتغييرات المتكررة في الإنتاج، فيمكن أن تؤدي المكونات المخصصة وإدارة عمليات الإنتاج الفردية والعمالة المتخصصة إلى زيادة التكاليف وتقليل هوامش الربح.
- تخطيط الإنتاج المعقد
تحتاج إدارة التصنيع حسب الطلب إلى تخطيط وتنسيق دقيق للإنتاج، فيجب أن تضمن الشركات امتلاكها العمالة الماهرة والموارد اللازمة والمواد الخام المتاحة للوفاء بالطلبات فورًا، وتصبح جدولة الإنتاج الفعال والتنسيق أمرًا حاسمًا لتلبية توقعات العملاء والحفاظ على عمليات سلسة.
- عدم وجود معايير المنتج
يؤدي التخصيص في التصنيع حسب الطلب إلى نقص في التوحيد القياسي عبر المنتجات؛ أي إﻗرار ﻤواﺼﻔﺎت ﺘﻘﻨﻴﺔ أو أﺴﺎﻟﻴب أو ﻤﻌﺎﻴﻴر أو إﺠراءات أو ﻤﻤﺎرﺴﺎت ﻤوﺤدة وﻤﻘﺒوﻟﺔ ﻋﻤوﻤًا، ويمكن أن يكون لكل عنصر مميزات ومواصفات فريدة، مما يجعل مراقبة الاتساق والجودة أكثر صعوبة، يتطلب ضمان جودة المنتج المتسقة والحفاظ على عمليات موحدة جهودًا إضافية وإجراءات لضمان الجودة.
التجميع حسب الطلب
يُعرف التجميع حسب الطلب Assemble To Order بأنه استراتيجيةً تصينع وتخزين الشركة المصنعة أجزاء التجميع الفرعي وتجمعها في المنتج النهائي لتلبية طلب العميل عندما يُقدم طلب، وتعتمد الإستراتيجية على قدرة الشركة في تجميع البضائع وتسليمها فوريًا.
يتوقع المُصنع في هذه الإستراتيجية الطلبات الخاصة بالخدمات والسلع المنتجة، هو عنصر ملموس يُطرح في السوق للاكتساب أو الاستهلاك أو لجذب الاهتمام، وبينما تكون الخدمة عنصرًا غير ملموس ينشأ استنادًا على البيانات التاريخية واتجاهات الاقتصاد الكلي وحالة السوق العامة، واعتمادًا على التوقعات، تطلب الشركة المصنعة بتخزين أجزاء التجميع الفرعي للسلع النهائية.
من ثم يضع العميل طلبًا يمكن تخصيصه نظرًا لعدم اكتمال السلعة، بناءًا على الطلب المحدد، تجمع الشركة المصنعة أجزاء التجميع الفرعي في المنتج النهائي الذي سيُسلم إلى العميل.
تتألف استراتيجية التجميع حسب الطلب في الأساس من مزيج بين استراتيجيات الإنتاج حسب الطلب والتجهيز حسب المخزون، ويُعد نظام التجميع حسب الطلب Assemble To Order والذي يُشار إليه اختصارًا ATO والذي يرتبط بالتصنيع حسب الطلب، تُعد استراتيجية إنتاج تجارية تُنتج فيها المنتجات التي يطلبها العملاء بسرعة كبيرة، وتخصصها ضمن درجة محددة، وتحتاج استراتيجية التجميع حسب الطلب إلى تصنيع قطع المنتج الأساسية بالفعل ولكن دون تجميعها، بمجرد استلام الطلب، تجمع القطع بسرعة وترسل إلى العميل.
الفرق بين التصنيع حسب الطلب والتصنيع حسب المخزون
تُنتج طرق الإنتاج التقليدية المنتجات وتحتفظ بها كمخزون لكي يشتريها المستهلك، ويُطلق على هذه العملية التصنيع حسب المخزون Make To Stock، والتي يُشار إليها اختصارًا MTS ولكن هذا النظام عُرضة للهدر والتقادم، لأن المخزون يبقى مركون على الرفوف بانتظار من يشتريه. ترتفع حدّة هذه المشكلة في صناعات، مثل، التكنولوجيا، لأنها تتطور بسرعة، ومشكلة تقادم المخزون تظهر فيها سريعًا.
تُعرف عملية التصنيع حسب المخزون بأنها طريقة رائعة، لأنها تجهز الشركة لارتفاع وانخفاض الطلب في أرقام المخزون وبالتالي الإنتاج مأخوذ من توقعات الطلب المستقبلي اعتمادًا على بيانات الطلب في الماضي.
يُواجه أسلوب الإنتاج للتخزين خطرًا كبيرًا يتمثل في عدم دقة التوقعات، حتى لو كانت بنسبة قليلة. ففي حال حدوث أي خطأ في التنبؤ بكمية الطلب الاقتصادي، تُواجه الشركة تراكمًا في المخزون أو نقصًا فيه، مما يُؤدي إلى خسائر مالية كبيرة. يُعدّ تراكم المخزون العيب الرئيسي لهذا الأسلوب، إذ يُصبح رأس المال عالقًا في منتجات لا تُباع ، ممّا يُؤثّر سلبًا على سيولة الشركة. تزداد خطورة هذا الأمر في القطاعات سريعة التطور، مثل، صناعة الإلكترونيات أو الحواسيب، فيُصبح المخزون الفائض قديمًا سريعًا ويُفقد قيمته.
من العيوب الرئيسية في إدارة التصنيع حسب الطلب بأنها تحتاج لوقت أطول، بالإضافة إلى تكلفة التخصيص، وفي حال كانت المنتجات متاحة للبيع فوريًا بالفعل كما هو الحال في التصنيع للتخزين، فلن يحتاج العميل للانتظار حتى الانتهاء من تصنيع المنتج، وتجميعه، وتسليمه حسب المواصفات. تعد التكلفة عامل ضروري أيضًا، فالمنتجات المُصنّعة مسبقًا والمتاحة للبيع الفوري جميعها متشابهة، وبالتالي تكاليف تصنيعها أقل بسبب وفورات الحجم. سيكون التصنيع حسب الطلب مكلف أكثر بالنسبة للعميل لأنه يتطلب قطع وتشطيب مخصصين.
الخاتمة
تعرفنا على التصنيع حسب الطلب Make to Order وهو استراتيجيات للإنتاج تسمح للمستهلكين بشراء منتجات مصنّعة خصيصًا حسب مواصفاتهم، وتعني استراتيجية التصنيع حسب الطلب أن الشركة تصنّع المنتج النهائي بمجرد أن يطلبه المستهلك، وتعد الميزة الرئيسية لنظام هي قدرته على تأدية الطلب تبعًا لمواصفات العميل بالضبط، وتعرفنا على الفرق بين التصنيع حسب الطلب والتصنيع حسب المخزون.