في عالم الأعمال الديناميكي، يزداد الطلب بشكل متسارع على أدوات تقييم فعالة ودقيقة لقياس أداء الشركات ومقارنتها مع مثيلاتها. وبرز نموذج التقييم النسبي كأداة ثورية تلبي هذه الحاجة، حيث يقدم منهجًا مبتكرًا لتقييم الأداء يعتمد على المقارنة النسبية بدلاً من القياسات المطلقة.
يُمكن تشبيه نموذج التقييم النسبي بسباق خيول، حيث لا يتم تقييم أداء كل حصان بشكل منفرد، بل تتم مقارنته بأداء الخيول الأخرى في السباق. فبدلاً من التركيز على الأرقام المطلقة، مثل حجم المبيعات أو أرباح الشركة، يركز نموذج التقييم النسبي على موقع الشركة مقارنة بمنافساتها في السوق.
ما هو نموذج التقييم النسبي Relative Valuation Model؟
يُصنف نموذج التقييم النسبي Relative Valuation Model كطريقة لتقييم الشركة أو العمل التجاري. يوازن هذا النموذج بين قيمة الشركة وقيمة الشركات المنافسة في الصناعة لتقييم القيمة المالية للشركة. تحلُّ نماذج التقييم النسبي بديلًا مناسبًا عن نماذج القيمة المطلقة، والتي تحاول تعيين القيمة الجوهرية للشركة باعتمادها على تدفقاتها النقدية الحرة المستقبلية المخصومة والمقدرة نسبةً إلى قيمتها الحالية، دون الرجوع إلى أي شركة أخرى أو المتوسط الشائع للصناعة، كما هو الحال في نماذج القيمة المطلقة، إذ يمكن أن يستعمل المستثمرون نماذج التقييم النسبية عند شراء أسهم الشركة فهل هي صفقة جيدة أم لا.
يُستخدم التقييم النسبي كعملية حاسمة تساعد المستثمرين والمحللين على تحديد القيمة الجوهرية للأصل في عالم التحليل المالي والاستثمار المعقد. يبرز نموذج التقييم النسبي من بين منهجيات التقييم المختلفة باعتباره نهجًا متعدد الاستخدامات ومستخدمًا على نطاق واسع.
يُعرف التقييم النسبي بأنه أسلوب يُحدد قيمة الأصل من خلال موازنته بأسعار السوق للأصول المماثلة، وتُعرف أيضًا باسم تحليل الموازنات أو التقييم المتعدد، فبدلًا من الاعتماد فقط على العوامل الجوهرية، كما هو الحال في تحليل التدفق النقدي المخصوم Discounted Cash Flow. يأخذ التقييم النسبي في عين الاعتبار القيمة النسبية للأصل فيما يتعلق بالأصول المماثلة داخل الصناعة أو القطاع نفس.
أنواع نماذج التقييم النسبي
يوجد العديد من الأنواع المختلفة لنسب التقييم النسبي، فمثلًا، نموذج السعر نسبةً إلى التدفق النقدي الحر، وقيمة المؤسسة Enterprise Value والتي يُشار إليها EV، والهامش التشغيلي، بالإضافة إلى سعر نسبةً إلى التدفق النقدي للعقارات، والسعر إلى المبيعات (P / S) للبيع بالتجزئة.
تُصنف نسبة السعر إلى الأرباح Price Earnings ratio بأنها أكثر النسب تداولًا لمضاعفات التقييم النسبي، وتُحسب عن طريق قسمة سعر السهم على ربحية السهم (P / E)، ويُعبّر عنها بسعر الشركة كمضاعف لأرباحها، كما يُشار إليها اختصارًا EPS. تتداول أسهم الشركة ذات نسبة السعر إلى الأرباح العالية في سوق الأوراق المالية بسعر أكثر ارتفاعًا من ربحية السهم موازنةً بأقرانها، وتُقدر بقيمة أعلى من قيمتها.
بالمقابل، تداول أسهم الشركة ذات نسبة سعر السهم إلى الأرباح المنخفضة بسعر أقل من قيمة ربحية السهم، وتُقدر بقيمة أقل من قيمتها، فيمكن تطبيق هذا الإطار لقياس القيمة السوقية النسبية بأي مضاعف للسعر، وبناء على ذلك، تُعد قيمة متوسط السعر بالنسبة إلى الربحية للصناعة هو 10 أضعاف. تتداول شركة في الصناعة بأرباح تبلغ 5 أضعاف، إلا أن قيمتها تكون أقل نسبيًا من الشركات الآخرى.
المكونات الرئيسية للتقييم النسبي
يتألف التقييم النسبي من مجموعة من المكونات وهي:
- اختيار الشركات المماثلة
يُصنف تحديد الشركات المماثلة كخطوة أولى في تحليل التقييم النسبي، فهي كيانات مشابهة للشركة المستهدفة من ناحية الصناعة والحجم وآفاق النمو والخصائص الأخرى ذات الصلة.
- حساب المضاعفات
تُستخدم المضاعفات من المقاييس الرئيسية في التقييم النسبي، مثل، السعر إلى الأرباح (P/E)، والسعر إلى المبيعات (P/S)، وقيمة المؤسسة إلى الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك (EV/EBITDA). تلتقط هذه المضاعفات جوانب مختلفة من الأداء المالي للشركة، ويعتمد الاختيار على طبيعة الصناعة والمقياس المالي المحدد المُحللة.
- تعديلات التطبيع
تُطبيق تعديلات التطبيع على المقاييس المالية لجعلها قابلة للموازنة عبر الشركات، فعلى سبيل المثال، إذا كان مستوى ديون إحدى الشركات أعلى من مستوى ديون شركة أخرى، فسوف تجري تعديلات لتطبيع قيمة المؤسسة.
- المرجعية
توازن المضاعفات المحسوبة مع تلك الخاصة بالشركات المماثلة، ويتضمن ذلك موازنة مضاعفات الشركة المستهدفة بمتوسط الصناعة أو بمضاعفات نظيراتها لتقييم إذا كان الهدف مُقيّم بأقل من قيمته الحقيقية أو مبالغ فيه موازنةً بالشركات الأخرى.
المضاعفات الشائعة المستخدمة في التقييم النسبي
هناك مجموعة من المضاعفات الشائعة المستخدمة في التقييم النسبي وهي:
- نسبة السعر إلى الأرباح (P / E)
توازن نسبة السعر إلى الربحية سعر سهم الشركة مع ربحية السهم، وتُستخدم على نطاق واسع، لأنه يُقدم نظرة ثاقبة حول كيفية تقييم السوق للأرباح الحالية للشركة.
- نسبة السعر إلى المبيعات (P/S)
توازن نسبة السعر إلى المبيعات بين سعر سهم الشركة بإيراداتها لكل سهم، وتعود هذه النسبة بالفائدة لكونها لا تعكس الأرباح بدقة الوضع المالي للشركة.
- نسبة قيمة المؤسسة إلى الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك (EV/EBITDA)
توازن نسبة EV/EBITDA بين قيمة مؤسسة الشركة بأرباحها قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والإطفاء EBITDA، وتُستخدم غالبًا في الصناعات ذات النفقات الرأسمالية الكبيرة.
- نسبة السعر إلى القيمة الدفترية
توازن نسبة السعر إلى القيمة الدفترية لسعر سهم الشركة بالقيمة الدفترية للسهم الواحد، وتوفر هذه النسبة نظرة ثاقبة للقيمة السوقية للشركة موازنةً بقيمتها المحاسبية.
مزايا التقييم النسبي
يواجه صناع القرار غالبًا تحدّي وهو تحديد القيمة الجوهرية للأصول في المشهد المعقد للتحليل والتقييم المالي، إذ يبرز التقييم النسبي من بين المنهجيات المختلفة المستخدمة باعتباره نهجًا متعدد الاستخدامات على نطاق واسع. قدّم التقييم النسبي مجموعة من المزايا وهي:
- تقييم سريع وفعال
تُصنف السرعة والكفاءة كإحدى المزايا الأساسية للتقييم النسبي، على عكس المنهجيات المعقدة، مثل، تحليل التدفقات النقدية المخصومة، والذي يتضمن التنبؤ بالتدفقات النقدية المستقبلية وخصمها إلى القيمة الحالية. يوفر التقييم النسبي لمحة سريعة عن تقييم الشركة، وهذه الكفاءة تجعلها ذات قوية في المواقف التي يكون فيها الوقت عاملًا حاسمًا، كما هو الحال أثناء عمليات الدمج والاستحواذ أو عند اتخاذ قرارات استثمارية سريعة.
- قياس الصناعة والقطاع
يتفوق التقييم النسبي في توفير سياق الصناعة والقطاع للتقييم من خلال موازنة مضاعفات الشركة، مثل، نسبة السعر إلى الأرباح أو نسبة السعر إلى المبيعات، مع مضاعفات نظيراتها في نفس الصناعة، ويكتسب المحللون نظرة ثاقبة حول كيفية تقييم السوق للشركات المماثلة. يُعد هذا الجانب المعياري أمرًا مهم جدًا في فهم كيفية تُقّيّم الشركة بما يتلائم مع معايير الصناعة، مما يساعد المستثمرين في اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على الأداء النسبي للشركة داخل قطاعها.
- معنويات السوق وتصورات المستثمرين
تلتقط المضاعفات المستخدمة في التقييم النسبي معنويات السوق وإدراك المستثمرين بطريقة فعّالة، على سبيل المثال، يمكن أن تُشير نسبة السعر إلى الأرباح المرتفعة إلى أن المستثمرين لديهم توقعات متفائلة بشأن نمو أرباح الشركة في المستقبل. بعكس ذلك، يمكن أن تُشير نسبة السعر إلى الربح المنخفض إلى مخاوف بشأن آفاق الشركة، وتضيف هذه الرؤية الثاقبة لمعنويات السوق بعدًا نوعيًا للتحليل الكمي، مما يوفر رؤية أكثر شمولية لكيفية إدراك السوق للشركة.
- مفيد في عمليات الاندماج والاستحواذ
يساعد في تقييم عدالة الصفقة من خلال موازنة تقييم الشركة المستهدفة بتقييمات نظيراتها، ويساعد هذا التحليل الموازنة في تحديد إذا كان سعر الشراء معقولًا، أو إذا كان المشتري يدفع علاوة أو خصمًا موازنة بمعايير الصناعة. بالرغم من أن معاملات الاندماج والاستحواذ تتضمن غالبًا قرارات حساسة للوقت، إلا أن كفاءة التقييم النسبي أصبحت ميزة واضحة.
- التكامل مع نماذج التقييم الأخرى
يستخدم التقييم النسبي غالبًا جنبًا إلى جنب مع نماذج التقييم الأخرى، مما يُعزز قوة التحليل. يسمح الجمع بين تحليل المضاعفات والتدفقات النقدية المخصومة أو تحليل المعاملات السابقة للمحللين بالتحقق من النتائج والحصول على فهم أكثر شمولًا لتقييم الشركة، ويخفف ذلك النهج المتكامل من القيود الكامنة في أي طريقة تقييم منفردة.
- الحساسية لديناميكيات السوق
يُعرف التقييم النسبي بأنه حساسًا لديناميكيات السوق والتغيرات في الوقت الفعلي. بالرغم من تغير ظروف السوق، إلا أن هذه المضاعفات تتكيف مع الشركات المماثلة، مما يعكس تطور المشاعر والبيئة الاقتصادية، وتُعد هذه القدرة على التكيف مفيدة، خصوصًا في الأسواق المتقلبة إذ يمكن أن تواجه نماذج التقييم التقليدية تحديات في عكس حقائق السوق الحالية بدقة.
- تطبيق أسهل للشركات الخاصة
يوفر التقييم النسبي حلًا عمليًا للوصول إلى المعلومات المالية التفصيلية المحدودة عند تقييم الشركات الخاصة، ويمكن للمحللين تقدير قيمة الشركة الخاصة من خلال موازنة المقاييس المالية لشركة خاصة مع مقاييس الشركات المماثلة المتداولة علنًا، والذي يجعل التقييم النسبي خيارًا أكثر سهولة وجدوى عندما لا تكون البيانات المالية الشاملة للشركات الخاصة متاحة بسهولة.
- الرؤى الكمية والنوعية
لا يوفر التقييم النسبي مقاييس كمية فحسب، بل يُقدم أيضًا رؤى نوعية حول مكانة الشركة في مجالها، فيمكن للمحللين تفسير المضاعفات في سياق آفاق نمو الشركة، وتحديد المواقع التنافسية، وظروف السوق العامة. يساهم مزيج التحليل الكمي والنوعي في إجراء تقييم دقيق وشامل.
- تخفيف المخاطر من خلال متوسطات الصناعة
يُسمح التقييم النسبي بتخفيف المخاطر من خلال موازنة مضاعفات الشركة بمتوسطات الصناعة، فإذا بدا تقييم الشركة مرتفعًا أو منخفضًا موازنةً بنظيراتها، فيؤدي ذلك إلى مزيد من التحقيق في العوامل المؤدية إلى هذا الانحراف. يساعد هذا النهج المدرك للمخاطر المستثمرين على تحديد القيم المتطرفة المحتملة واتخاذ قرارات استثمارية أكثر استنارة.
- تسهيل اتخاذ القرارات الاستثمارية
يستخدم المستثمرون التقييم النسبي غالبًا كأداة لموازنة فرص الاستثمار وتحديد الأسهم التي يمكن أن تكون مقوّمة بأقل من قيمتها أو مبالغ فيها موازنة بالشركات الآخرى. تسهل بساطة المنهجية وشفافيتها عملية اتخاذ القرار من خلال توفير إطار واضح لتقييم الاستثمارات المحتملة ضمن سياق السوق الأوسع.
- المرونة في اختيار المقاييس
يوفر التقييم النسبي المرونة في اختيار مقاييس التقييم اعتمادًا على الصناعة والجانب المحدد للأداء المالي للشركة قيد النظر، ويمكن للمحللين اختيار المضاعفات ذات الصلة، إذ يضمن ذلك القدرة على التكيف مع منهجية التقييم تتوافق مع الخصائص الفريدة لمختلف القطاعات والشركات.
- التكيف مع الاتجاهات التكنولوجية
يؤثر ظهور التكنولوجيا وتحليلات البيانات والتعلم الآلي على طريقة إجراء التقييم النسبي، إذ تسمح التحليلات المتقدمة بمعالجة كميات هائلة من البيانات، مما يمكّن المحللين من تحديد العوامل ذات الصلة التي يمكن أن تؤثر على المضاعفات، ويُعزز ذلك التكيف مع الاتجاهات التكنولوجية بدقة وعمق تحليل التقييم النسبي.
التحديات والقيود لنموذج التقييم النسبي
يعتمد التقييم النسبي على أسعار السوق، والتي يمكن أن تتأثر بديناميكية السوق ومعنوياته على المدى القصير، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى تقييمات لا تعكس القيمة الجوهرية للشركة بالضرورة.
لا يشمل التقييم النسبي على التدفقات النقدية المستقبلية بوضوح بعكس تحليل التدفقات النقدية المخصومة، فهو يعتمد على المضاعفات التاريخية والحالية، مما يجعله أقل ملاءمة للشركات التي لديها آفاق مستقبلية غير مؤكدة أو سريعة التغير. يؤثر اختيار الشركات المماثلة كثيرًا على نتائج التقييم النسبي، فيمكن أن يؤدي الاختيار غير الدقيق أو المتحيز إلى تقييمات مشوهة.
التطبيقات العملية لنموذج التقييم النسبي
تتكون التطبيقات العملية للتقييم النسبي من مجموعة من التطبيقات وهي:
- فهم وضعك التنافسي تحديد نقاط القوة والضعف
تسمح نماذج التقييم النسبية للشركات بمقارنة نفسها مع المنافسين الرئيسيين عبر مختلف المقاييس المالية والسوقية. يمكن أن يشمل ذلك تحليل البيانات المالية لتقييم نسب الربحية (على سبيل المثال، هامش الربح الصافي، والعائد على حقوق المساهمين)، ونسب الكفاءة (على سبيل المثال، معدل دوران المخزون، ودوران الأصول)، وأرقام المبيعات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن إجراء أبحاث السوق لقياس رضا العملاء، وتصور العلامة التجارية، وحصة السوق. من خلال تحليل هذه المعايير، يمكن للشركات تحديد نقاط القوة والضعف لديها مقارنة بالمنافسين. على سبيل المثال، قد تكتشف الشركة أنه على الرغم من المبيعات الإجمالية القوية، إلا أنها تتخلف عن المنافسين في درجات رضا العملاء. يمكن لهذه الرؤية الحاسمة أن تفيد القرارات الإستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز خدمة العملاء أو تجديد ميزات المنتج لتحسين تجربة المستخدم.
- تقييم الأداء الداخلي
يمكن تطبيق نماذج التقييم النسبية داخليًا لتقييم أداء الأقسام المختلفة. على سبيل المثال، يمكن لقسم الموارد البشرية الاستفادة من هذا النهج لتقييم فعالية فريق المبيعات لديه. من خلال مقارنة معدلات اكتساب العملاء الجدد للفريق، ومتوسط حجم الصفقة، ومقاييس الاحتفاظ بالعملاء مع تلك الخاصة بفرق المبيعات المنافسة، يكتسب قسم الموارد البشرية منظورًا أكثر موضوعية حول أداء الفريق. وهذا يسهل تخصيص الموارد، مما يسمح لقسم الموارد البشرية بتوفير التدريب الموجه أو الدعم للإدارات التي تحتاج إلى التحسين.
كما يمكن لأقسام التسويق مقارنة حملات التوعية بالعلامة التجارية الخاصة بها بالمنافسين، ومقارنة تفاعل وسائل التواصل الاجتماعي، وحركة المرور على موقع الويب، ومقاييس تذكر العلامة التجارية. وبالمثل، يمكن لفرق تطوير المنتجات تقييم مسار الابتكار من خلال مقارنة الإنفاق على البحث والتطوير وعدد براءات الاختراع المودعة ضد قادة الصناعة.
- قياس معنويات العملاء فهم تصور العملاء
يمكن للشركات الاستفادة من نماذج التقييم النسبي لفهم مشاعر العملاء وتحديد المجالات التي تكون فيها عروضهم أقل مقارنة بالمنافسين. ويمكن تحقيق ذلك من خلال مقارنة نتائج استطلاعات رضا العملاء مع نتائج المنافسين. يكشف تحليل المقاييس مثل جودة المنتج وفعالية خدمة العملاء وسهولة استخدام موقع الويب عن الجوانب التي تتطلب الاهتمام. تسمح حلقة التعليقات القيمة هذه للشركات بتحسين منتجاتها وخدماتها، مما يؤدي في النهاية إلى قاعدة عملاء أكثر رضاًا وولاءً.
كما يمكن ترجمة الأفكار المستمدة من نماذج التقييم النسبية إلى إجراءات ملموسة. على سبيل المثال، إذا اكتشفت إحدى الشركات أن أوقات انتظار خدمة العملاء لديها أطول بكثير من تلك الخاصة بالمنافسين، فيمكنها تنفيذ استراتيجيات لتحسين الكفاءة، مثل تعيين موظفين دعم إضافيين أو الاستثمار في تقنية chatbot.
- تقييم أداء الموظف الداخلي
يمكن استخدام نماذج التقييم النسبية لتقييم أداء الموظفين الداخليين. ومن خلال مقارنة مقاييس أداء مندوبي المبيعات الفرديين، مثل حجم المبيعات الفردية، ومعدل تحويل العملاء المحتملين، وأرقام اكتساب العملاء الجدد، مع مقاييس زملائهم، يمكن للشركات تحديد أصحاب الأداء الأفضل وأولئك الذين يحتاجون إلى دعم إضافي. وهذا يسهل تنفيذ برامج التدريب المستهدفة ويحفز الموظفين ذوي الأداء العالي، ويعزز بيئة عمل صحية وتنافسية.
كما يمكن أيضًا استخدام نماذج التقييم النسبية لتقييم فعالية ديناميكيات الفريق والروح المعنوية الشاملة للإدارات. ومن خلال مقارنة معدلات دوران الموظفين واستطلاعات الرضا الداخلي مع بيانات المنافسين، يمكن للشركات تحديد المجالات التي قد تكون فيها مشاركة الموظفين غير موجودة. وهذا يمكن أن يفيد المبادرات لتحسين ثقافة الشركة، وتعزيز بيئة عمل أكثر تعاونية وإنتاجية.
التطور والاتجاهات في التقييم النسبي
شهد التقييم النسبي تطورات متعددة تشمل التكامل مع نماذج أخرى، واستخدام التقنيات الحديثة. المحللون غالبًا ما يدمجون التقييم النسبي مع نماذج أخرى، مثل التدفقات النقدية المخصومة أو تحليل المعاملات السابقة، للحصول على تقييم أكثر شمولاً وقوة. يساعد هذا الدمج في تحسين دقة التقييمات وتقديم صورة أوسع عن القيمة.
كما ساهم ظهور تقنيات مثل التعلم الآلي وتحليلات البيانات المتقدمة في تحسين التقييم النسبي، من خلال تمكين المحللين من تحليل كميات ضخمة من البيانات وتحديد العوامل المؤثرة. بالإضافة إلى ذلك، أصبح الاهتمام بالعوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة جزءًا أساسيًا من التقييم، حيث يستخدم المحللون هذه العوامل لتقييم استدامة الشركات. أيضاً، تختلف بعض الصناعات في مقاييسها المالية، مما يدفع المحللين لاستخدام مضاعفات خاصة بكل قطاع لضمان دقة أكبر.
الفرق بين نموذج التقييم النسبي ونموذج القيمة المطلقة
يستعمل نموذج التقييم النسبي المضاعفات والنسب والمعايير من أجل تحديد قيمة الشركة، فيمكن اختيار معيار محدد عن طريق إيجاد متوسط ما على مستوى الصناعة، ومن ثم استعمال هذا المتوسط لتحديد القيمة النسبية. من جهة أخرى، لا يعطي المقياس المطلق أي مرجع خارجي لمعيار أو متوسط، ويكون التعبير عن القيمة السوقية للشركة وهي القيمة السوقية الإجمالية لكل أسهمها القائمة كمبلغ عادي بالدولار، ولا يقدّم إلا كمية قليلة من المعلومات عن قيمتها النسبية.
تُمكّن نسبة السعر إلى الأرباح المحللين من العودة إلى السعر الذي يجب أن يتداول به السهم بناءً على وضع أقرانه، بالإضافة إلى تأمين مقياس للقيمة النسبية، فمثلًا، إذا كان نسبة متوسط السعر إلى الربحية لصناعة التجزئة المتخصصة هو 20 ضعفًا، فهذا يدل على أن متوسط سعر السهم في شركة في الصناعة سيكون سعره بمعدل 20 ضعفًا ربحية السهم.
خاتمة
تعرفنا على نموذج التقييم النسبي Relative Valuation Model وهي طريقة لتقييم الشركة أو العمل التجاري وتعرفنا إلى أنواع نماذج التقييم النسبي إذ يوجد العديد من الأنواع المختلفة لنسب التقييم النسبي
يظهر التقييم النسبي كأداة متعددة الاستخدامات وقيمة في ترسانة المحللين الماليين، إذ يقدم مجموعة من المزايا التي تلبي تعقيدات السوق الحديثة، بدءًا من توفير التقييمات السريعة ومعايير الصناعة وصولًا إلى التقاط معنويات السوق وتسهيل معاملات الاندماج والاستحواذ، ويمثل التقييم النسبي نهجًا عمليًا قابلًا للتكيف، تستمر مزايا التقييم النسبي في وضعه كحجر زاوية في عملية تقييم قيمة الأصول في عالم التمويل الديناميكي مع تطور المشهد المالي والتقدم التكنولوجي الذي يشكل الطريقة التي تُتبع لإجراء التحليلات.
يُصنف التقييم النسبي كطريقة متعددة الاستخدامات، إذ تُستخدم على نطاق واسع في مجموعة أدوات المحلل المالي، وتجعل قدرتها على توفير منظور موازن لتقييم الشركة، مع الأخذ في الاعتبار معايير الصناعة ومعنويات السوق، منها أداة قيمة للمستثمرين والمحللين وصناع القرار، فبالرغم من التحديات التي يواجهها، إلا أن تطور التقييم النسبي، مدفوعًا بالتقدم التكنولوجي واتجاهات السوق المتطورة يضمن ذلك.