تتبنى العديد من الشركات والحكومات نظام الموازنة الصفرية في إطار سعيها لتحقيق كفاءة عالية في إدارة الموارد المالية وضمان تخصيص الميزانيات بشكل دقيق وفعال. تعد الموازنة الصفرية تحولاً جذريًا عن الأساليب التقليدية لإعداد الميزانيات، حيث يتطلب تقييم جميع النفقات من الصفر دون الاعتماد على موازنات سابقة. يهدف هذا النهج إلى تحقيق مراجعة شاملة لجميع الأنشطة والبرامج لضمان توجيه الموارد إلى الأماكن الأكثر احتياجًا وفعالية.
سنستعرض مفهوم الموازنة الصفرية، وأهميتها في تحسين إدارة الموارد المالية، بالإضافة إلى التحديات والفرص التي يقدمها هذا النظام لضمان استخدام أمثل للميزانيات وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسات.
ما هي الموازنة الصفرية Zero Based Budgeting؟
تُستخدم الموازنة الصفرية Zero Based Budgeting لوضع الموازنة بطريقة تستلزم تبرير كل النفقات في كل مدة جديدة، وتبدأ عملية وضع الموازنة الصفرية من قاعدة صفرية Zero Base، وتحلل تكاليف واحتياجات كل وظيفة داخل الشركة، من ثم توضع الميزانيات اعتمادًا على ما تحتاجه المرة القادمة، وبغض النظر عما إذا كانت كل ميزانية أكبر من الميزانية السابقة لها أم أصغر.
أساس الموازنة الصفرية
تُتيح الموازنة الصفرية تطبيق الأهداف الاستراتيجية ذات المستوى العالي على عملية وضع الميزانية لأن أهدافها تتعلق بمجالات وظيفية معينة في الشركة، إذ تجمّع التكاليف أولًا من ثم تقيسها وتقارنها بالنتائج السابقة والتوقعات الحالية.
تعتمد الميزانية الصفرية على التفاصيل، ولذلك يمكن أن تصبح عملية تمتد تُجري على مدار عدّة سنوات، ويراجع المدراء أو قادة المجموعة بعض المجالات الوظيفية من وقت لآخر، وتساهم الميزانية الصفرية في التخفيف من التكاليف من خلال الابتعاد عن التخفيضات أو الزيادات على ميزانية الفترة السابقة، ولكنها تستغرق مدة طويل طويلة أطول من عملية وضع الميزانية التقليدية المعتمدة على التكلفة، وتفضّل العملية المجالات التي تحقق إيرادات مباشرة أو إنتاج مباشر لأن مساعدتها سهلة التبرير بنسبة أكبر من نفقات الأقسام مثل خدمة العملاء والبحث والتطوير.
إقرأ أيضًا: الفرق بين القيمة الدفترية والقيمة السوقية للشركات
الفرق بين الميزانية الصفرية والميزانية التقليدية؟
تعتمد الميزانية التقليدية على زيادة تدريجية في الإنفاق مقارنة بالميزانيات السابقة، حيث يتم مثلاً زيادة الإنفاق بنسبة 2% دون الحاجة إلى تبرير النفقات الحالية. في المقابل، تتطلب الميزانية الصفرية مراجعة شاملة لكل بند من بنود الإنفاق، سواء كانت نفقات جديدة أو قديمة، حيث يبدأ التحليل من الصفر. وعلى عكس الميزانية التقليدية التي تُركز على تحليل النفقات المتكررة فقط، تضع الميزانية الصفرية ضغطًا على المدراء لتبرير كل نفقات، مما يسهم في تحسين إدارة التكاليف وتعزيز قيمة الشركة من خلال زيادة الكفاءة وليس مجرد زيادة الإيرادات.
مثال على الميزانية الصفرية
لنفترض أن هناك شركة تصنيع معدات إنشاءات تطبق ميزانية صفرية وتحتاج للفحص الدقيق لمصاريف قسم التصنيع. لاحظت الشركة أن تكلفة قطع محددة مُستخدَمة في منتجاتها النهائية ومُورّدة من مُصنّع آخر ترتفع سنويًا بنسبة 5%. تمتلك الشركة القدرة على تصنيع تلك القطع داخليًا باستعمال عمالها، وبعض الموازنة بين إيجابيات وسلبيات التصنيع الداخلي وجدت الشركة بأنها تستطيع تصنيعها بسعر أقل من شرائها من مورد خارجي.
يمكن للشركة أن تقرير إذا كان بإمكانها تصنيع القطع بنفسها أو شراءه من مورد خارجي، واتخاذ القرار الملائم لها. ربما لا تتيح الميزانية التقليدية تحديد عناصر التكلفة الموجودة داخل الأقسام، بعكس الميزانية الصفرية إذ تُعرف بأنها عملية منتظمة أكثر تهدف إلى تحديد وتبرير النفقات، وبالتالي يجب الموازنة بين تكاليف العملية نفسها وبين الوفورات التي ستحققها.
الخاتمة
تعرفنا على الموازنة الصفرية Zero Based Budgeting طريقة لوضع الموازنة بطريقة تستلزم تبرير كل النفقات في كل مدة جديدة وتعرفنا على أُسس الموازنة الصفرية والفرق بين الميزانية الصفرية والميزانية التقليدية ومثال عنها.