مقدمة في الأصول الرأسمالية: فهم الاستثمارات طويلة الأجل للشركات

تلعب الأصول الرأسمالية دورًا محوريًا في عالم التمويل والمحاسبة، وتُعد استثمارات مهمة يقوم بها الأفراد والشركات والمؤسسات لتوليد الدخل وتوفير قيمة طويلة الأجل، وتُعرف أيضًا باسم الأصول طويلة الأجل. سوف نتعمق في مفهوم الأصول الرأسمالية، ونستكشف أنواعها المختلفة، ونناقش أهميتها، ونلقي الضوء على معالجتها المحاسبية.

تعريف الأصول الرأسمالية Capital Assets

تُعد الأصول الرأسمالية في مجال الأعمال نوع من الأصول ذات العمر الإنتاجي الأطول من عام، وغير مخصصة للبيع في الأوقات الطبيعية، وتساعد على تطوير النشاط الاقتصادي للشركة. على سبيل المثال، إذا اشترت إحدى الشركات جهاز حاسوب لاستعماله في المكاتب، فيُعد الحاسوب أصل رأسمالي، ولكن إذا اشترت شركة أخرى نفس الحاسوب للبيع، فإنه يُعد مجرد مخزون.

تُعد الأصول الرأسمالية Capital Assets ممتلكات ذات أهمية عالية مثل السيارات والمنازل والعقارات الاستثمارية والسندات والأسهم وحتى المقتنيات أو براءات الاختراع.

أنواع الأصول الرأسمالية

1. الأصول الرأسمالية الملموسة: هي أصول مادية يمكن لمسها ورؤيتها، وتشمل على سبيل المثال الأراضي والمباني والمركبات والآلات والمعدات والأثاث والتركيبات.
2. الأصول الرأسمالية غير الملموسة: هي أصول غير مادية تفتقر إلى الشكل المادي ولكنها تمتلك قيمة وتولّد منافع مستقبلية، وتشمل على سبيل المثال براءات الاختراع وحقوق النشر والعلامات التجارية وأسماء العلامات التجارية وتراخيص البرامج والعلاقات مع العملاء.

أهمية الأصول الثابتة

توفّر الأصول الرأسمالية الملموسة وغير الملموسة العديد من الفوائد التي تساهم في النمو والاستدامة والميزة التنافسية. سنستكشف بالتفصيل أهمية الأصول الرأسمالية وكيف تؤثر على الأفراد والشركات والاقتصاد ككل.

1. توليد الإيرادات

يُعد أحد الأسباب الرئيسية لأهمية الأصول الرأسمالية هو دورها في توليد الإيرادات. تعد هذه الأصول بالنسبة للشركات حيوية لعملياتها الأساسية، مما يتيح إنتاج وتوزيع وبيع السلع والخدمات، إذ تعتمد شركات التصنيع على سبيل المثال على الآلات والمعدات والتكنولوجيا لتعزيز كفاءة الإنتاج وخفض التكاليف وتسليم المنتجات إلى السوق، كما توفّر أصول الملكية الفكرية مثل براءات الاختراع أو العلامات التجارية حقوقًا حصرية تولّد إيرادات من خلال اتفاقيات الترخيص أو حقوق الملكية، وتعمل الأصول الرأسمالية كأدوات لتوليد الدخل، وتقود إلى الربحية والنجاح المالي.

2. قيمة طويلة الأجل

تمتلك الأصول الرأسمالية قيمة متأصلة وتساهم في الاستقرار والنمو المالي على المدى الطويل. توفر الأصول الرأسمالية قيمة ثابتة على مدى فترة ممتدة وذلك على عكس الأصول قصيرة الأجل التي غالبًا ما تستهلك أو تباع بسرعة. تُقدّر الاستثمارات بالنسبة للأفراد في العقارات أو الأسهم من حيث القيمة وبناء الثروة الشخصية والأمن المالي، أما بالنسبة للشركات يؤدي الحصول على الأصول الرأسمالية وإدارتها إدارةً استراتيجيةً إلى زيادة صافي الثروة وتعزيز مركز السوق. يساهم تراكم الأصول الرأسمالية القيمة في الاستقرار المالي على المدى الطويل والقدرة على التغلب على عدم اليقين الاقتصادي.

3. ميزة تنافسية

توفّر الأصول الرأسمالية ميزة تنافسية للأفراد والشركات على حد سواء، ويُعد البقاء في صدارة المنافسة في الأسواق الديناميكية السريعة اليوم أمرًا بالغ الأهمية، كما يؤدي تطوير التكنولوجيا والاستثمار في البحث والتطوير والحصول على معدات حديثة أو أصول متخصصة إلى تحسين الإنتاجية والجودة ورضا العملاء، إذ تكتسب على سبيل المثال شركة البيع بالتجزئة التي تستثمر في نظام فعّال لإدارة المخزون ميزة تنافسية من خلال ضمان توفر المنتج وتقليل التكاليف وتقديم تجربة عملاء سلسة، وأخيرًا تمكّن الأصول الرأسمالية المؤسسات من تمييز نفسها وجذب العملاء والحفاظ على ريادتها في السوق.

4. زيادة كفاءة العمليات في الشركة

يساهم الاستخدام الفعّال للأصول الرأسمالية في تبسيط العمليات وفعالية التكلفة، إذ تعمل الآلات والمعدات التي يُجرى عليها عمليات صيانة دورية على النحو الأمثل، مما يقلل من وقت التوقّف عن العمل، ويعزز الإنتاجية، ويقلل من تكاليف الإصلاح أو الاستبدال، ويمكن للشركة من خلال الاستثمار في الأصول الصحيحة وصيانتها بانتظام تحقيق التميّز التشغيلي، وزيادة استخدام الموارد، وتحسين الكفاءة العامة، ويؤثر هذا بدوره إيجابيًا على الربحية ويمكّن الشركات من تخصيص الموارد لمجالات النمو الحيوية الأخرى.

5. توسيع الأعمال والابتكار

تُعد الأصول الرأسمالية محركات أساسية لتوسيع الأعمال والابتكار، ويؤدي الوصول إلى الأصول الرأسمالية الكافية إلى تسهيل نمو الأعمال من خلال دعم توسيع السعة واختراق السوق والتوسّع الجغرافي. تعمل على سبيل المثال شركة التكنولوجيا التي تستثمر في البحث والتطوير لتطوير منتجات برمجية جديدة على تقوية موقعها في السوق وتفتح فرصًا لتدفقات إيرادات جديدة، كما تمكّن الأصول الرأسمالية المؤسسات من التكيّف مع متطلبات السوق المتغيرة، واستكشاف أسواق جديدة، ودفع الابتكار، وتعزيز الاستدامة والنجاح على المدى الطويل.

أمثلة على الأصول الثابتة

تُصنف الأصول الثابتة إلى أصناف وفئات مختلفة تبعًا لخصائصها وهي كالآتي:

1. المباني: تضم جميع المرافق التي تمتلكها الشركة.
2. المعدات الحاسوبية: تضم جميع أشكال المعدات الحاسوبية مثل الحواسيب المكتبية والحواسيب المحمولة والخوادم.
3. البرامج الحاسوبية: تضم أنواع مختلفة من البرامج المُكلفة التي تشتريها الشركة وتحدّثها.
4. الأثاث والتجهيزات: تضم الخزائن والكراسي وطاولات المكاتب…إلخ.
5. الأراضي: تضم تكاليف شراء الأراضي التي تهيئها وتُعّدها الشركة لإنشاء مبانيها، وغيرها من التطويرات والتحسينات التي تجريها.
6. الترميم والإصلاح: تضم جميع النفقات التي يجب على الشركة إصلاحها، أو ترميم مساحات العمل.
7. الأجهزة: تضم جميع الأجهزة المُدرجة ضمن عمليات الإنتاج.
8. معدّات المكتب: تضم أجهزة الطباعة والفاكس..إلخ.
9. المركبات: تضم الشاحنات والسيارات والجرافات والحافلات والرافعات وغيرها من مركبات النقل التي تمتلكها الشركة وتستخدمها في إجراء عملياتها اليومية.

التخلص من الأصول الرأسمالية

تتصرف الشركات في الأصول الرأسمالية من خلال استعمالها أو تأجيرها أو بيعها أو التخلّي عنها أو حتى خسارتها في الرهن، ويمكن أن تتكبد الشركة خسائر أو تحقق أرباح عندما تقرر بيع الأصل الرأسمالي.

تتمثل الأصول الرأسمالية في قائمة المركز المالي للشركة بحساب الممتلكات والمعدات والآلات، ويضم هذا الحساب الأراضي والآلات والمباني، وتُصفّى هذه الأصول فقط في حال كانت الشركة في أسوأ حالاتها، كما لو كانت تُعيد الهيكلة أو تُعلن الإفلاس. وتتخلص الشركات في حالات أخرى من الأصول الرأسمالية للحصول على أصول أفضل، فتبيع الشركة مثلًا عقارًا واحدًا وتشتري عوضًا عنه عقارًا في موقع أكبر وأفضل.

إهلاك الأصول الثابتة

تُستهلك وتُستخدم الأصول الثابتة مثل الآلات والمعدات والمباني لعدة سنوات، وتنخفض قيمة كلًا منها مع مرور الوقت، لذلك يُفضّل حساب إهلاك كلّ أصل ثابت ما عدا الأراضي لأنها لا تستهلك بل تزداد قيمتها مع مرور الوقت، لكن السؤال هنا لماذا تُهتلك الأصول الثابتة؟

تتآكل الأصول الثابتة مع مرور الوقت بسبب استهلاكها في العملية الإنتاجية، ويلحق بها أضرار، وتنخفض قيمتها مع مرور الزمن، فلا يمكن أن نشتري آلة اليوم ويبقى سعرها ثابتًا بعد البدء باستخدامها.

ولذلك يعد الإهلاك مصروفًا يُحمّل بقيمة سالبة إلى جانب الأصول كل فترة مالية في المركز المالي للشركة ويُسمى بمخصص الإهلاك Depreciation Allowance.

كيف يمكن حساب إهلاك الأصول الثابتة؟

توجد طريقتان لحساب إهلاك الأصول الثابتة وهما:

1. طريقة القسط الثابت.
2. طريقة القسط المتضاعف المتناقص.

سنشرح كل واحدة منها بالتفصيل.

1. طريقة القسط الثابت

يُحسب قسط الإهلاك من خلال هذه المعادلة:

قسط الإهلاك السنوي = (تكلفة الأصل الثابت – قيمة الخردة) / إجمالي العمر الإنتاجي للأصل الثابت

مثال:

إذا اشترت الشركة آلة بقيمة 30 ألف دولار أمريكي من 5 أعوام وقيمتها كخردة اليوم 3000 دولار أمريكي فيكون قسط الإهلاك هو:

(30000 – 3000) / 5 سنوات = 5400 دولار شهريًا.

2. طريقة القسط المتضاعف المتناقص

تُحسب في هذه الطريقة نسبة الإهلاك الخاصة بالأصل الثابت، ومن ثم يُحسب قسط الإهلاك في كل سنة مع خصم إهلاك السنة السابقة من قيمة الأصل.

يُطبّق ذلك على المثال السابق كالآتي:

%40 =2 × 5 /1 =

قسط الإهلاك الأول = 30000 × 40% = 12000 

قسط الإهلاك الثاني= 30000 – 12000 × 40% = 7200 

قسط الإهلاك الثالث= 30000 – 12000 – 7200 × 40%= 4320 

وهكذا تُخصم كل الأقساط السابقة في القسط الرابع والخامس، ويُحسب في نهاية الخمس أعوام الإهلاك المجمّع للآلة.

كيفية تحسين محاسبة الأصول الثابتة للشركات؟

تحصل الشركة على الأصل الثابت من خلال الشراء النقدي أو كهدية أو صفقة.

يُسجّل كل أصل ثابت فى دفتر اليومية، ولكلّ أصل ثابت مراحل ودورة حياة يمرّ بها ولذلك يجب محاسبة الأصول الثابتة بطريقة دقيقة، وهذه المراحل هي:

1. الحصول على الأصل: تحصل الشركة على الأصل من خلال شرائه أو اكتسابه كهدية أو صفقة بالإضافة إلى جميع التكاليف التي حصلت عليها.
2. ​استهلاك الأصل: يُحسب إهلاك الأصول في دفاتر اليومية، وتوضع برقم سالب في قيمة الأصول في المركز المالي للشركة.
3. إعادة التقييم: تُحسب القيمة الفعلية للأصل في السوق.
4. التلف: تكون قيمة الأصل فى السوق أقل من قيمته فى المركز المالي.
5. التغيير: يمكن تغيير الأصل الثابت إما من خلال بيعه أو التخلص منه مقابل شراء أصل غيره.

نصائح لتحسين محاسبة الأصول الثابتة

1. تسجيل الأصول الثابتة بتكلفة الشراء وجميع النفقات الأخرى لكي يُستخدم الأصل الثابت مثل تكاليف الشحن ومصاريف النقل وضريبة المبيعات والتركيب.
2. إعادة تقييم الأصول كل فترة بسبب وجود إهلاك للأصل الثابت، ولذلك يجب أن تكون الدفاتر المحاسبية بها القيمة الدقيقة للأصل.
3. حساب الاستهلاك الخاص بكلّ أصل ثابت وتسجيله، إذ يُعد أهم الحسابات للتحسين لأنه يُعبّر عن القيمة الحقيقية للأصل، وبالتالي معرفة أرباح وإيرادات الشركة بدقة.
4. عدم إغفال أو إهمال النفقات التي تحدث للأصل أثناء عملية الإنتاج مثل نفقات الصيانة للآلات والمعدات مثل نفقات التجديد للمباني.
5. وجود تأمين خاص بالأصل الثابت لكي تتمكّن الشركة من معالجة الأضرار التي تقع على الأصول الثابتة.

سنحصل عند تطبيق هذه النصائح على تقارير وبيانات محاسبية دقيقة تساعد الشركة في التطوير والتحسين وعدم حدوث السرقة.

الخاتمة

تعرفنا على الأصول الرأسمالية Capital assets وهي ممتلكات ذو أهمية عالية، وتُعد نوع من الأصول ذات العمر الإنتاجي الأطول من عام، وتتمثل في قائمة المركز المالي للشركة، ويمكن للشركات أن تتصرف بها كما تريد.