تعد السندات عنصرًا أساسيًا في السوق المالية العالمية، وتمثل أداة استثمارية رئيسية للأفراد والشركات والحكومات. وتلعب دوراً حيوياً في تنويع المحافظ الاستثمارية، وتوفير الدخل، ودعم التنمية الاقتصادية.
تتناول هذه المقالة الأنواع المختلفة من السندات، وخصائصها، والفوائد والمخاطر المرتبطة بها، وأهميتها في المشهد المالي الأوسع.
ما هي السندات Bonds؟
السندات هي أدوات دين تصدرها كيانات مثل الحكومات والبلديات والشركات والمنظمات فوق الوطنية. عند شراء سند، فإنك تقرض المال بشكل أساسي للمصدر مقابل دفعات فائدة دورية وإرجاع القيمة الاسمية للسند، أو أصل السند، عند الاستحقاق. السندات هي وسيلة للمصدرين لجمع رأس المال لأغراض مختلفة، بما في ذلك عمليات التمويل ومشاريع البنية التحتية والاستثمارات الأخرى.
يدفع المقترض فائدة لطالما الدين مازال قائمًا، وبنهاية فترة القرض المتفق عليها، يسدد المقترض أصل القرض، وتُسمى الجهة التي تعطي أو تبيع السند بالجهة المصدرة للسند Bond issue.
تُبين القيمة الإسمية للسند القيمة التي سيأخذها حامل السند في تاريخ الإستحقاق، وهي القيمة المدفوعة لأول مرة عند طرح الأسهم للاكتتاب، وتشكل 100% من قيمة السند، وتصلُ القيمة الإسمية لسندات الشركات إلى 1000 دولار، وهي ليست القيمة الاسمية بسعر السند. تاريخ الإستحقاق هو تاريخ سداد الجهة المصدرة Maturity date.
يُطلق على سعر الفائدة بالقسيمة أو الكوبون Coupon، وهي قيمة الفوائد التي يأخذها حامل السند، لأنه تقطع القسائم الورقية دوريًا من السند وإرسالها لاستعادة قيمتها نقدًا. في يومنا هذا، تُحفظ السجلات إلكترونيًا، وتُمنح فوائد السندات كل ستة أشهر، ولكن بالمقابل يمكن دفعها شهريًا أو فصليًا أو سنويًا. تشكل القسيمة نسبة معينة من القيمة الإسمية، فمثلًا، إذا كانت قسيمة السند 10% وقيمة السند الاسمية 1000 دولار، يكون عائد الفائدة السنوي 100دولار.
تُشكل الفائدة نسبة ثابتة من القيمة الإسمية للسند. بالمقابل، يمكن أن يكون سعر الفائدة غير ثابت وفي هذه الحال يُسمى السند بسعر فائدة متغيّر أو معوّم Floating-rate bond، يرتبط سعر الفائدة بأسعار السوق عن طريق سعر ليبور LIBOR (سعر الفائدة السائد بين بنوك لندن).
تُعرف السندات بأنها أوراق مالية تتميز بعائدها الثابت Fixed income، مع الاحتفاظ بقيمة السند حتى تاريخ الإستحقاق، ويتغير سعر السند خلال عمره إستجابةً لعدد من التقلبات، ويعين السعر على أساس رقم الـ100 :
يُباع السند بعلاوة عند تداوله بسعر يفوق 100.
يُباع السند بخصم عند تداوله بسعر أدنى من 100.
خصائص السندات
تملكُ السندات بعض الخصائص التي تميزها عن غيرها من أدوات الدين وهي كالاتي:
- القيمة الإسمية Face value
تُعرف القيمة الاسمية للسند بأنها المبلغ الذي تسدده الشركة المُصدره لحامل السند أو المستثمر في يوم استحقاق السند، وهي مدة تحدد بداية الاستثمار، فربما يكون هذا المبلغ أقل أو أكثر أو مساوي سعر السند الأصلي تبعًا لقيمة الفائدة التي رافقت عملية الاستثمار بالسندات.
- تاريخ الاستحقاق
لكل سند تاريخ استحقاق محدد، وهو التاريخ الذي تسدد القيمة الإسمية للسند للمستثمرين فيه، لذلك نستنتج أن تاريخ استحقاق السند يحدد العمر الفعلي للسند، وهنا نصنف تاريخ استحقاق السند حسب مدته إلى 3 أنواع كالآتي:
- استحقاق قصير الأجل: تقدر مدة استحقاق السندات فيه بسنة إلى 5 سنوات.
- استحقاق متوسط الأجل: تمتد مدة استحقاق هذا النوع من السندات إلى ما يقارب 5-10 سنوات.
- استحقاق طويل الأجل: يمتد استحقاق هذا النوع من السندات بعد 10-30 سنة من إصدارها.
كلما طالت مدة استحقاق السند، ارتفع معدل الفائدة والأرباح على السند، وزادت المخاطر المالية للسند.
- القسائم أو سعر الفائدة Interest Rate
يكون لكل سند سعر فائدة محدد عند الاستثمار فيه، وتنقسم السندات وفقًا لطبيعة سعر الفائدة إلى قسمين:
- السندات ذات سعر الفائدة الثابت: تولّد هذه السندات معدل فائدة ثابتة على طول مدة الاستثمار بها، لأنها تتلقى نفس الفائدة كل شهر أو سنة أو غيرها تبعًا لطبيعة الاستثمار.
- السندات ذات سعر الفائدة المتغير: هي السندات التي يتغير سعر الفائدة لها كل عام، تبعًا لأسعار الفائدة في السوق المالية لذلك العام.
يمكن أن تزيد قيمة السندات ذات سعر الفائدة المتغير خلال مدة معينة، فمثلًا ترتفع بمقدار 4% في السنة الأولى للاستثمار، و4.5% في السنة الثانية، و5% في السنة الثالثة، وتستمر بالزيادة، أو يمكن أن تتعرض قيمتها للزيادة أو النقصان حسب أسعار الفائدة في السوق المالي.
من المهم ذكر أن السندات ذات سعر الفائدة الثابت لأمنه أكثر من السندات ذات سعر الفائدة المتغير، ولكن يمكن أن يكون عائدها الاستثماري أقل.
- جودة الائتمان Credit quality
يمتلك كل سند جودة ائتمان محددة له، وتختلف تبعًا لقدرة الشركات على سداد الديون، أو مخاطر التخلف من سدادها، ويكون السند ذو جودة عالية في حال أجمع الدائنين على الجدارة الائتمانية للشركة في المدى البعيد.
- قابلية التداول
تتميز السندات بأنها قابلة للتداول في السوق المالية، لذا يمكن أن تنتقل ملكية السند لأي مستثمر عن طريق مدة محددة بحسب رغبة الدائنين ببيع سنداتهم لمختلف المستثمرين في حال تخطي سعر السوق للسهم قيمته الإسمية.
- قابلية الاستدعاء أو الاسترجاع Callability
تعني خاصية قابلية استرجاع السند أنه يمكن لمُصدر السند سداده أو إعادة شرائه قبل تاريخ الاستحقاق المتفق عليه تبعًا على رغبته في حال كان السند يتضمن على بند الاستدعاء، فيكون سداده في التواريخ السابقة، ويرافق هذه العملية دفع علاوة طفيفة على القيمة الحقيقية للسند للمستثمرين.
شروط إصدار السند
هناك مجموعة شروط لاإصدار السند وهي:
- دفع قيمة أسهم الشركة كاملة
لا يمكن للشركات أن تلجأ للاقتراض، وهي لم تُحصّل بعد على كامل رأس مالها الذي يمثل الضمان العام لدائنيها، في حالة عجز الشركة عن دفع قيمة السندات، في المواعيد المتفقة.
- موافقة الجمعية العامة للشركة
تُعرف الجمعية العامة بأنها الجهة الوحيدة، التي تعطي الحق في اتخاذ القرار في شأن إصدار سندات؛ لأن إصدار السندات لا يمثل عملًا دارجًا من أعمال الشركة، وإنما هو عمل يرتبط بنسبة مرتفعة بمركزها المالي وسياستها المالية بوجه عام، فيما يرتبط بتحديد شروط القرض وتفاصيله (مثل مدته، وسعر الفائدة)، يجوز للجمعية العامة للشركة، أن تعطيه إلى مجلس إدارتها.
- عدم تجاوز قيمة القرض رأس مال الشركة
يُشكل الضمان العام للدائنين في الشركة رأس مال الشركة، فيجب ألّا يرتفع نسبة الدين عن هذا الضمان، وألاّ سوف يتَعرض الدائنون لضياع حقوقهم في حال عدم قدرة الشركة على تسديد قيمة السندات في مواعيد استحقاقها.
تاريخ استحقاق السند
هو تاريخ محدد في المستقبل، ويُقصد فيه إعادة تسديد أصل قيمة السند للمستثمر، عمومًا، تتراوح مدة السندات بين سنة واحدة و30 سنة، وتصنف في معظم الأوقات كالآتي:
- سندات قصيرة الأجل: الإستحقاق حتى 5 سنوات.
- سندات متوسطة الأجل: الإستحقاق بين 5 و12 سنة.
- سندات طويلة الأجل: الإستحقاق أكثر من 12 سنة.
يعتمد إختيار الأجل على التاريخ الذي يحدده المستثمر لإسترجاع أصل السند وعلى درجة تحمل المخاطر، إذ تُعطي سندات قصيرة الأجل عائدات أدنى وثابتة وآمنة نسبيًا، بسبب إعادة تسديد الأصل في وقت أبكر. أما السندات طويلة الأجل فتعطي عائدات إجمالية أكبر للتعويض على المستثمر عن تغيير أكبر في الأسعار وغيرها من مخاطر السوق.
يتوقع المستثمر الحصول على تعويض عن تحمله للمخاطر الإضافية، فيمكن إظهار هذه العلاقة من خلال رسم خط بين العائدات المتاحة على سندات مشابهة بآجال متنوعة، ويُسمى هذا الخط باسم منحنى العائد Yield Curve.
أنواع السندات
شهدت السندات تطورًا سريعًا منذ بداية السبعينيات حتى يومنا هذا، مما جعل في سوق السندات أنواع كثيرة تُلبي معظم رغبات المساهمين وتخدم احتياجاتهم، سواء كانت متحفظة أو تتميز بالجرأة والمغامرة، وإلى الآن تبتكر البيئة التجارية أنواعًا حديثة يومًا بعد يوم.
هناك عدة أنواع من السندات، ولكل منها ميزات وأغراض فريدة. فيما يلي بعض الفئات الأكثر شيوعًا:
- السندات الحكومية Government Bonds
تصدر الحكومات الوطنية هذه السندات وتعد من بين الاستثمارات الأكثر أمانا بسبب انخفاض مخاطر التخلف عن السداد. فمثلًا في الولايات المتحدة الأمريكية يوجد هنالك أنواع مختلفة من السندات مثل:
- سندات الخزانة T-Bonds: أوراق مالية طويلة الأجل تتراوح فترات استحقاقها عادةً بين 10 إلى 30 عامًا.
- سندات الخزانة T-Notes: أوراق مالية متوسطة الأجل ذات فترات استحقاق تتراوح من 1 إلى 10 سنوات.
- أذونات الخزينة T-Bills: أوراق مالية قصيرة الأجل بمدة استحقاق سنة أو أقل.
- السندات البلدية Munis: تصدرها حكومات الولايات والحكومات المحلية، وغالبًا ما تكون معفاة من الضرائب على المستوى الفيدرالي.
- سندات الشركات Corporate Bonds
سندات الشركات هي أدوات دين تصدرها الشركات لجمع الأموال لأغراض مختلفة، مثل توسيع العمليات، أو تمويل عمليات الاستحواذ، أو إعادة تمويل الديون القائمة. عندما يشتري المستثمر سندات الشركات، فإنه يقرض الأموال بشكل أساسي للشركة المصدرة مقابل دفعات فائدة دورية (تُعرف باسم مدفوعات القسيمة) وإرجاع القيمة الاسمية للسند عند الاستحقاق.
- سندات الوكالة Agency Bonds
تصدر المنظمات التابعة للحكومة سندات الوكالة، مثل فاني ماي، وفريدي ماك، والبنوك الفيدرالية لقروض الإسكان. تحمل هذه السندات عادةً مخاطر أعلى قليلاً من سندات الخزانة ولكنها تقدم عوائد أعلى.
- السندات الأجنبية Foreign Bonds
إصدار السندات الأجنبية من قبل كيانات غير محلية وغالبا ما تكون مقومة بالعملات الأجنبية. وتشمل هذه:
- السندات السيادية: تصدرها الحكومات الأجنبية.
- سندات اليورو: يتم إصدارها بعملة غير أصلية للبلد الذي تم إصدارها فيها (على سبيل المثال، سندات صادرة في أوروبا بالدولار الأمريكي).
- السندات القابلة للتحويل Convertible Bonds
يمكن تحويل السندات القابلة للتحويل إلى عدد محدد مسبقًا من أسهم أسهم الشركة المصدرة. أنها توفر زيادة رأس المال المحتملة جنبا إلى جنب مع دخل الفائدة الثابتة.
- سندات القسيمة الصفرية Zero-Coupon Bonds
تُباع السندات ذات القسيمة الصفرية بخصم من قيمتها الاسمية ولا تدفع فائدة دورية. وبدلا من ذلك، يحصل حامل السند على القيمة الاسمية عند الاستحقاق، مع الفرق بين سعر الشراء والقيمة الاسمية التي تمثل الفائدة المكتسبة.
- السندات المرتبطة بالتضخم Inflation-Linked Bonds
صممت السندات المرتبطة بالتضخم لحماية المستثمرين من التضخم. في الولايات المتحدة، تُعرف هذه الأوراق المالية باسم سندات الخزانة المحمية من التضخم TIPS. تعدل القيمة الرئيسية لهذه السندات مع التغيرات في مؤشر أسعار المستهلك.
- السندات القابلة للاستدعاء Callable Bonds
يمكن للمصدر استردادها قبل تاريخ الاستحقاق، وعادةً ما يكون ذلك بعلاوة على القيمة الاسمية. تفيد هذه الميزة الجهات المصدرة في حالة انخفاض أسعار الفائدة، مما يسمح لها بإعادة التمويل بأسعار أقل.
- السندات القابلة للطرح Putable Bonds
يمنح هذا حامل السند الحق في بيع السند مرة أخرى إلى المصدر بسعر محدد قبل الاستحقاق. وهذا مفيد للمستثمرين إذا ارتفعت أسعار الفائدة، مما يسمح لهم بإعادة الاستثمار بمعدلات أعلى.
- السندات الدائمة Perpetual Bonds
هذه السندات ليس لها تاريخ استحقاق وتدفع الفائدة إلى أجل غير مسمى. غالبا ما يتم إصدارها من قبل المؤسسات المالية.
التأثير على أسعار السندات
تحمل أسعار السندات بعض التأثيرات على:
- مخاطر الإئتمان وتصنيف السندات Credit risk and Bond rating
يُعرف هذا الخطر بعدم وفاء المصدر بالتزامه بدفع الفائدة في وقتها المحدد أو بإعادة تسديد أصل القرض في موعد الاستحقاق.
يُسمى حامل السند دائن المصدر، لذلك يحق له الأفضلية في الحصول على الأصول قبل المساهم لدى صرف عائدات التصفية أو إعادة هيكلة المصدر. نُحدد نوع السند الذي يوازي وضعنا المالي في حال الإفلاس.
يُقصد بالسند المضمون Secured bond السند المدعّم بضمانات، إذ يتمتع حامل سند الدين المضمون بأولوية المطالبة بالضمانة المرافقة للسند. بالمقابل يُقصد بالسند غير المضمون Unsecured bond السند غير المدعّم بضمانة، إذ يعطي سند الدين غير المضمون سعر فائدة مرتفع أكثر من سعر فائدة لسند الدين المضمون بسبب ارتفاع درجة المخاطر.
تقيس جودة الإئتمانية خطر الإئتمان عن طريق وكالات التصنيف التجارية، ويساهم نظام تصنيف السندات المستثمر في تعيين خطر الشركة الإئتماني، ويشرح الجدول أدناه درجات تصنيف السندات في وكالات التصنيف الأساسية في الولايات المتحدة الأميركية: موديز، وستاندرد أند بورز وفيتش.
تُصاب نسبة ضئيلة من مصدري السندات بالإعسار المالي، ولكن ما يُشغل المستثمر أكثر هو تغيّر التصنيف الإئتماني وما يتبعها ذلك من أثر مباشر على القائمة للمصدر أو سعر الديون الجديدة. يتراجع سعر سندات في حال تراجع التصنيف الائتماني للمصدر مما يُلحق خسائر بحملة السندات الذين لديهم رغبة في بيعها قبل موعد الاستحقاق.
يجب الحذر في حال انخفاض التصنيف الإئتماني لأي شركة دون درجة محددة، سوف تتغيّر الدرجة من نوعية إستثمارية إلى نوعية غير إستثمارية (أي نوعية قليلة الجودة)، بالمقابل تكون السندات عالية المخاطرة خطيرة جدًا، ويترتب عليها إتاحة عائدات مرتفعة أكثر من سندات الدين الأخرى. وهنا تظهر نقطة مهمة، ليست جميع السندات آمنه أكثر من الأسهم، لأن هناك بعض أنواع للسندات تساوي خطورة الأسهم، هذا إذا لم تتخطاها من ناحية الخطورة.
- مخاطر سعر الفائدة Interest rate risk
يرتبط سعر الفائدة مع سعر السند بعلاقة عكسية، في حال زيادة أسعار الفائدة سوف تتراجع أسعار السندات في السوق، وبالتالي يزداد العائد على السندات الأقدم فتصبح مطابقة للسندات الأحداث التي تُصدر بكوبونات مرتفعة أكثر، أما في حال انخفاض أسعار الفائدة، تزداد أسعار السندات في السوق، وبالتالي يقل العائد على السندات الأقدم فتصبح مطابقة للسندات الأحدث التي تُصدر بكوبونات أدنى.
على سبيل المثال، إذا إشتريتَ سند استحقاق مدته 5 سنوات فرضًا، وبقسيمة فائدة تبلغ 5%، وبقيمة إسمية (أي 100%) مستثمرًا 1000 دولار، لذلك سوف تتقاضى فائدة سنوية قدرها 50 دولار (1.000*5% = 50 دولار)، إضافة إلى العائد على القيمة الأصلية بتاريخ الاستحقاق، لكن القيمة السوقية لسندكَ ستتغير بعد شرائك للسند تبعًا لارتفاع أو هبوط أسعار الفائدة.
لنفترض أن أسعار الفائدة ازدادت إلى 7%، وبما أنه يُصدر السندات الحديثة الآن بقسيمة تبلغ 7%، لم يعد يساوي سندك بقسيمة 5% ما كان يساويه لدى شرائك له. السؤال هنا لماذا؟ في حال تمكّن المستثمر من توظيف الـ1000 دولار، وشراء سند بسعر فائدة أعلى، لماذا سيدفع 1000 دولار مقابل سندك بسعر فائدة أدنى؟ في هذه الحال، ستنخفض قيمة سندك لأقل من 1000 دولار، بالتالي، سيكون التداول سندك بخصم. والعكس بالعكس، أي في حال انخفضت أسعار الفائدة بعد شرائك للسند، ستزداد قيمة سندك لأن المستثمر لن يتمكن من شراء سند صادر حديثًا بقسيمة تعادل قسيمة سندك، في هذه الحال، ستتخطى قيمة سندك الـ1000 دولار، وبالتالي سيكون تداوله بعلاوة. بالمختصر، ستتغير القيمة السوقية للسند تبعًا لزيادة أو هبوط أسعار الفائدة.
- مخاطر التضخم Inflation risk
عندما يشتري المستثمر السند، فإنه يلتزم باستلام نسبة عائد (متغير أو ثابت) طوال مدة السند أو طوال مدة الاحتفاظ به، ولكن ماذا يحدث إذا ارتفعت تكلفة المعيشة والتضخم كثيرًا، وبمعدل أسرع من الاستثمار في الدخل؟ عندما يحدث ذلك، سوف تتآكل القوة الشرائية للمساهمين، ويمكن أن تحقق ببعض الأوقات معدل عائد سلبي. لنفترض أن المستثمر يكسب معدل العائد 4% على السندات، فإذا ازداد معدل التضخم إلى 5% بعد شراء السندات، فإن معدل العائد الحقيقي للمساهم (بسبب انخفاض القوة الشرائية) هو ناقص 1%.
- مخاطر السيولة Liquidity risk
إذا انخفضت الدرجة الائتمانية للسند أو إذا ازدادت أسعار الفوائد أو معدلات التضخم فهناك خطر من أن المسلهم يمكن ألّا يكون لديه القدرة على بيع سنداته بسرعة بسبب قلّة عدد المشترين والبائعين للسندات.
- مخاطر إعادة الاستثمار Reinvestment risk
هو الخطر الذي يواجهه المساهم في السندات عندما تنخفض أسعار الفائدة وعندما يسترجعها المصدرين قبل الاستحقاق، لذلك، يتلقى حامل السندات علاوة طفيفة ولكن يمكن ألّا يكون قادر على إعادة استثمار الأموال المرتجعة في معدل مماثل لِمّا كان عليه في السابق.
كيف تشتري السندات؟
يمكن أتمتة معظم عمليات شراء أو بيع السندات عبر الوسيط أو البنك، كما يمكن شراء صندوق السندات. يتيح صندوق السندات مجموعة من السندات المختارة بإدارة وحرفية، فيمكن للمستثمر تنويع المخاطر وإختيار باقة من اتجاهات الاستثمار عن طريق صندوق السندات، مثل، خيار إعادة إستثمار مدفوعات الفوائد أو توزيعها دوريًا.
الخاتمة
تعرفنا على السندات فهي أوراق مالية ذات قيمة معينة، وهي إحدى أدوات الاستثمار، وتُدين مالك السند إلى الجهة المصدرة للسند، سواء حكومة أو شركة، أو مشروع، واطلعنا على شروط إصدار السند، مثل، دفع قيمة أسهم الشركة كاملة، وموافقة الجمعية العامة للشركة، بالإضافة إلى خصائص السندات مثل جودة الائتمان وقابلية الاستدعاء أو الاسترجاع…إلخ.