هل تساءلت يومًا كيف تستفيد من شراء منتج بسعر أقل مما كنت مستعدًا لدفعه؟ هذا الفارق هو ما يُعرف بفائض المستهلك، وهو مفتاح لفهم كيفية تحقيقك لقيمة إضافية من السوق. اكتشف في هذا المقال كيف يؤثر فائض المستهلك على رفاهيتك الاقتصادية ومدى استفادتك من تغيرات الأسعار والطلب.
تعريف فائض المستهلك Consumer Surplus
يُعرف فائض المستهلك Consumer Surplus ويحدث فائض المستهلك عندما يدفع المستهلك مبلغًا أقل من المبلغ الذي يرغب بدفعه مقابل المنتج أو الخدمة. وهو مقياس فائض المستهلك للمزايا الإضافية التي يتلقاها المستهلكين عندما يدفعون سعر أقل مقابل منتج أو خدمة تحتاج إلى تكلفة أكبر للحصول عليها.
يُصنف مفهوم فائض المستهلك كأداة ضرورية في مجال اقتصادات الرفاهية، وهو قائم على نظرية المنفعة الحدية الاقتصادية، أيّ الرضا الإضافي الذي يتولد عند المستهلك نتيجة حصوله على وحدة إضافية من المنتج أو الخدمة، وتختلف المنفعة الناتجة عن الخدمة أو المنتج من شخص لآخر تبعًا لتفضيلاتهم الشخصية.
كلما ازداد مقدار الخدمة أو المنتج التي يتلقاها المستهلك، قلّ المبلغ الذي يرغب في إنفاقه عليها؛ بسبب تناقص المنفعة الحدية أو المنفعة الإضافية التي يتلقونها، ويحدث فائض المستهلك عندما يرغب المستهلك في تسديد مبلغ أكبر من المبلغ السوقي الفعلي مقابل الحصول على منتج أو خدمة محددة.
إقرأ أيضًا: أسرار الاستثمار الناجح: سمات ومهارات تميز المستثمرين المتميزين
مثال على فائض المستهلك
لنفترض أننا اشترينا تذكرة طيران لرحلة أثناء الإجازة المدرسية مقابل 1000 دولار أمريكي، ولكن توقعنا أن ندفع 3000 دولار أمريكي مقابل تلك التذكرة ونحن على استعداد لدفعها، بالتالي تُعد 2000 دولار أمريكي هي فائض المستهلك.
قياس فائض المستهلك
يُشكل منحنى الطلب تمثيلًا بيانيًا يُستعمل في حساب فائض المستهلك، ويوضح المنحى العلاقة بين سعر المنتج والكمية المطلوبة منه عند هذا السعر، مع رسم السعر على المحور الصادي للرسم البياني، والكمية المطلوبة على المحور السيني، وينحدر منحنى الطلب إلى الأسفل؛ وذلك بسبب قانون تناقص المنفعة الحدية.
يُقاس فائض الطلب باعتباره المنطقة الواقعة أسفل أو تحت منحنى الطلب المنحدر إلى أسفل، أو المبلغ الذي يرغب المستهلك في دفعه للحصول على كمية محددة من المنتج، وبسعر أعلى من سعر الفعلي للمنتج في السوق، ويُصوّر كخط أفقي مرسوم بين المحور الصادي ومنحنى الطلب، ويمكن حساب فائض المستهلك إما على أساس جماعي أو أساس فردي، إذ يعتمد ذلك على نوع منحى الطلب (جماعي أم فردي).
ولتوضيح كيفية حساب فائض المستهلك نستعين بالمثال الآتي:
فائض المستهلك | سعر الطلب | سعر التوازن | الكمية |
---|---|---|---|
50 | 150 | 100 | 1 |
30 | 130 | 100 | 2 |
20 | 120 | 100 | 3 |
15 | 115 | 100 | 4 |
35 | 135 | 100 | 5 |
0 | 100 | 100 | 6 |
20 | 125 | 100 | 7 |
0 | 100 | 100 | 8 |
سعر التوازن= هو السعر الذي دفعه فعلًا
سعر الطلب= هو السعر الذي توقعه المستهلك
يتبين لنا من الجدول أن المستهلك يحقق فائضًا نتيجة لاختلاف السعر الفعلي عن السعر الذي توقعه المستهلك عند شراء الكمية (4) كان يتوقع المستهلك أن السعر 115 بينما وجد السعر الفعلي الذي كان بموجبه الشراء كان 100 دولار أمريكي وبالتالي حقق فائضًا مقداره (100-115= 15).
الخاتمة
تعرفنا على فائض المستهلك Consumer Surplus وهو مقياس اقتصادي للمنافع أو المزايا التي يحققها المستهلك، ويحدث فائض المستهلك عندما يكون المبلغ الذي يدفعه المستهلك مقابل تلقي المنتج أو الخدمة أقل من المبلغ الذي يرغب في دفعه، فكلما ازداد مقدار الخدمة أو المنتج التي يتلقاها المستهلك، كلما قلّ المبلغ الذي يرغب في إنفاقه عليها بسبب ما يُعرَف بتناقص المنفعة الحدية أو المنفعة الإضافية التي يتلقونها، وتعرفنا على كيفية قياس فائض المستهلك، ومثال عنه.