شكل التحليل الاساسي Fundamental Analysis أداة مميزة للمستثمرين لتقييم قيمة الشركات وتحديد جدوى الاستثمار فيها. يعتمد هذا النوع من التحليل على دراسة العوامل الاقتصادية والمالية المرتبطة بالشركة والصناعة التي تنتمي إليها، إضافة إلى الظروف الاقتصادية الكلية. يهدف التحليل الأساسي إلى الوصول إلى القيمة الجوهرية للشركة، من خلال دراسة بياناتها المالية وتقييم أدائها المستقبلي المحتمل.

تعريف التحليل الاساسي Fundamental Analysis
يُعرف التحليل الاساسي Fundamental Analysis بأنه دراسة لجميع العوامل التي تؤثر على الأوضاع الاقتصادية للدولة وعلى قوى عرض وطلب عملتها عن طريق قياس حالة النمو الاقتصادي ومعدلات الفائدة والتضخم والقدرات الصناعية والخدمية ومعدلات البطالة وسوق العمل والاستقرار السياسي للدولة، ويسعى هذا التحليل للوصول إلى القيمة العادلة والحقيقية للسهم بالاعتماد على تحليل الكثير من العوامل الداخلية للشركة والقطاع الذي تنتمي له الشركة، وكذلك العوامل الخارجية مثل الاقتصاد الدولي أو المحلي وغيرها.
يجري التحليل الأساسي أنطلاقًا من منظور كلي إلى صغير لتحديد الأوراق المالية التي لا يُسعرها السوق بطريقة صحيحة، ويدرس المحللون التحليل عادة بالترتيب ليضمن وصولهم إلى القيمة السوقية العادلة للسهم، وهو كالآتي:
- التحليل الاقتصادي: أي الحالة العامة للاقتصاد.
- تحليل الصناعة: قوة الصناعة المحددة.
- تحليل الشركة: الأداء المالي للشركة المصدرة للسهم.
يستخدم التحليل الأساسي البيانات المالية المتاحة للجمهور من أجل تقييم قيمة الاستثمار، وتُسجل البيانات في التقارير المالية مثل التقارير الفصلية والسنوية لأن الشركات العامة يجب أن تقدم هذه التقارير بأي وقت يقع فيه حدث يجب الإبلاغ عنه، مثل الاستحواذ أو تغيير الإدارة إلى المستوى الأعلى، ويستخدم التحليل الأساسي مجموعة من إيرادات الشركة والأرباح، وهوامش الربح، والعائد على حقوق الملكية، وغيرها من البيانات لتحديد القيمة الأساسية للشركة وإمكانية النمو المستقبلي.
تبين معظم الشركات العامة والشركات الخاصة تقارير سنوية عن أقسام علاقات المستثمرين في مواقعها الإلكترونية، مع توضيح القرارات المالية المتخذة والنتائج المحققة على مدار العام.
إقرأ أيضًا: الدليل الشامل لتحليل القوائم المالية لأغراض الاستثمار
القيمة الجوهرية للشركة
إحدى الافتراضات الرئيسية وراء التحليل الأساسي هو أن السعر الحالي للسهم في معظم الأحيان لا يعكس قيمة الشركة بصورة كامل عند موازنتها بالبيانات المالية المتاحة للجمهور، أما الافتراض الثاني هو أن القيمة المنعكسة من البيانات الرئيسية للشركة من المرجح أن تكون أقرب إلى القيمة الفعلية للسهم.
تعني القيمة الجوهرية شيئًا مختلفًا لتقييم الأسهم عنه في تداول الخيارات، ويستخدم تسعير الخيار حسابًا قياسيًا للقيمة الجوهرية، بينما يمكن حساب القيمة الجوهرية بطرق عدة ومختلفة للسهم.
على سبيل المثال، لنفترض أن سهم إحدى الشركات كان يُتداول بسعر 20 دولارًا، وبعد إجراء بحث مكثف حول الشركة، قرر أحد المحللين أنه يجب أن تكون قيمة السهم 24 دولارًا، ويُجري محلل آخر بحث مساوٍ لكنه يقرر أنه يجب أن يكون بقيمة 26 دولارًا.
سيأخذ المستثمرين هذه التقديرات بعين الاعتبار متوسط ويفترضون أن القيمة الجوهرية للسهم ربما تكون قريبة من 25 دولارًا، ويعدو المستثمرون هذه التقديرات ذات صلة كبيرة غالبًا لأنهم يرغبون في شراء الأسهم المتداولة بأسعار أقل بكثير من أسعار القيم الجوهرية.
يؤدي هذا إلى افتراض ثالث رئيسي للتحليل الأساسي على المدى الطويل الذي سيعكس سوق الأسهم الأساسيات، والمشكلة أنه لا أحد يعلم كم هو حقًا المدى الطويل، ويمكن أن تكون أيام أو سنوات.
هذا ما يدور حوله التحليل الأساسي، عن طريق التركيز على عمل محدد، ويتمكن المستثمر من تقدير القيمة الجوهرية للشركة وإيجاد فرص للشراء بخصم أو البيع بعلاوة، سنجني ثمار الاستثمار عندما نُطبق أساسيات السوق.
يستخدم التحليل الأساسي في معظم الأحيان للأسهم، ولكنه مفيد لتقييم أي ورقة مالية أخرى بدأ من السند وصولًا إلى المشتق، إذا فكرنا في الأساسيات، من الاقتصاد الأوسع إلى تفاصيل الشركة، فإننا نجري التحليل الأساسي.
مراحل التحليل الاساسي
يمر التحليل الأساسي بثلاث مراحل أساسية وهي:
- التحليل الاقتصادي الكلي Macro Analysis
تبدأ رحلة التحليل الأساسي من الصورة الكبرى، أي من دراسة البيئة الاقتصادية العامة التي تعمل في إطارها الشركات. يهدف هذا المستوى من التحليل إلى فهم اتجاهات الاقتصاد الوطني والعالمي وتحديد مدى جاذبيتهما للاستثمار في الفترة القادمة. يركّز المحلل هنا على مجموعة من المؤشرات الاقتصادية التي تشكّل نبض الاقتصاد، مثل معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي (GDP) الذي يعكس وتيرة النشاط الاقتصادي، ومعدل التضخم الذي يؤثر في القوة الشرائية والاستقرار السعري، وأسعار الفائدة التي تحدد تكلفة التمويل، ومعدلات البطالة التي تعبّر عن صحة سوق العمل، إضافة إلى السياسات الحكومية والنقدية التي يمكن أن تعزز أو تحدّ من النشاط الاستثماري.
يمكن أن يضم تحليل الظروف الاقتصادية ما يلي:
- أسعار الفائدة: تؤثر التغيرات في أسعار الفائدة على تكلفة التمويل إذ توجد علاقة عكسية بين سعر السهم وسعر الفائدة. يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى انخفاض أسعار الأسهم، ويؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى ارتفاع أسعار الأسهم.
- معدل التضخم: يؤدي ازدياد نسبة التضخم إلى انخفاض أرباح الشركات، وبالتالي انخفاض أسعار أسهمها.
- الحالة الاقتصادية العامة: يزداد الطلب على الأسهم في حالة الرواج مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها، والعكس في حالة الكساد إذ ينخفض الطلب على الأسهم وبالتالي تنخفض أسعارها.
- السياسة المالية بالنسبة للإيرادات الحكومية: يرتفع صافي دخل الشركات في حالة انخفاض مقدار الضرائب المدفوعة للدولة أو الحصول على إعفاءات ضريبية وبالتالي تزداد أسعار أسهمها، والعكس في حال ارتفاع مقدار الضرائب. أما بالنسبة للإنفاق الحكومي: تنخفض التكاليف الإنتاج في حال كان الإنفاق الحكومي موجه لدعم بعض الصناعات مما يؤدي إلى زيادة أرباحها وبالتالي ترتفع أسعار أسهمها.
- السياسة النقدية: يؤدي زيادة المعروض النقدي في الدولة إلى حدوث تضخم وبالتالي تنخفض أسعار أسهمها.
فعندما يلاحظ المستثمر مثلًا أن البنك المركزي يتجه إلى خفض أسعار الفائدة، يستنتج أن التمويل سيصبح أرخص وأن الشركات ستتمكن من التوسع في الاقتراض والإنتاج، مما قد يدفع بأسعار الأسهم إلى الارتفاع. وعلى العكس، إذا ارتفعت الفائدة والتضخم، فإن السيولة تتقلص ويزداد الضغط على الأرباح، ما يجعل البيئة أقل ملاءمة للاستثمار. بالتالي، يساعد التحليل الاقتصادي الكلي المستثمر على اختيار التوقيت المناسب للدخول إلى السوق وفهم الاتجاهات الكبرى التي تؤثر في جميع القطاعات تقريبًا، من التكنولوجيا إلى الطاقة والعقار.
- تحليل القطاع الصناعي Industry Analysis
بعد تحديد الصورة الاقتصادية العامة، ينتقل المحلل إلى مستوى أكثر دقة: تحليل القطاع الصناعي الذي تنتمي إليه الشركة المستهدفة. يدرس المستثمر الظروف التنافسية والهيكل الاقتصادي لكل صناعة لتحديد القطاعات التي تمتلك إمكانات نمو حقيقية مقابل تلك التي تواجه تحديات هيكلية. فكل قطاع يمر بدورة حياة تتكون عادة من أربع مراحل: النشوء، النمو، النضوج، والانحدار.
بالإضافة إلى ذلك يمكن النظر إلى تحليل الشركات بحسب الصناعة من خلال جانبين الجانب الأول وهو دورة حياة الصناعة وهو يشمل:
- مرحلة النشأة: تكون الشركة حديثة ضمن القطاع، ويمكن أن تحقق خسائر لذا ينصح بالحذر عند الاستثمار في هذه المرحلة.
- مرحلة النمو: تحقق الشركات أرباح كبيرة وبالتالي ترتفع أسعار أسهمها لذا ينصح الاستثمار في هذه المرحلة.
- مرحلة النضوج: تستقر أسعار أسهم الشركات في مرحلة النضوج، كما يمكن أن ترتفع نسبة التوزيعات النقدية؛ لذا ينصح الاستثمار بهذه الشركات إذا فضل المستثمر التوزيعات النقدية.
- مرحلة الهبوط: تقل أرباح الشركات، وبالتالي تنخفض أسعار أسهمها؛ لذا لا ينصح بالاستثمار في هذه المرحلة.
الجانب الثاني هو تصنيف الصناعة تبعًا لدرجة تأثرها بالدورة الاقتصادية
- صناعات مصاحبة للدورة الاقتصادية: هي الصناعات التي يتحسن أداؤها في فترات الرواج، ويضعف في أوقات الكساد.
- صناعات لا تتأثر بالدورة الاقتصادية: هي الصناعات التي تنتج منتجات لا يستطيع الفرد تأجيل قرار شرائها على سبيل المثال الأدوية.
- صناعات مغايرة للدورة الاقتصادية: هي الصناعات التي يتحسن أداؤها في أوقات الكساد، ويضعف في أوقات الرواج على سبيل المثال المنتجات منخفضة الجودة.
يُستثمر في حالة الرواج في أسهم الصناعات المصاحبة للدورة الاقتصادية أما في أوقات الكساد يُستثمر في الصناعات المغايرة للدورة الاقتصادية.
تساعد هذه المعرفة المستثمر على اختيار القطاعات الواعدة التي تقع في مرحلة النمو، حيث ترتفع المبيعات وتتوسع الحصص السوقية وتزداد ربحية الشركات. كما يستخدم المحللون أدوات علمية مثل نموذج بورتر للقوى الخمس Porter’s Five Forces لتحليل البيئة التنافسية. يُقيّم هذا النموذج عناصر مثل:
- قوة المنافسة الداخلية بين الشركات،
- تهديد دخول منافسين جدد،
- قوة الموردين والمشترين،
- احتمال ظهور منتجات بديلة.
من خلال هذا التحليل، يستطيع المستثمر فهم الربحية المحتملة للقطاع ومدى استقراره على المدى الطويل. فعلى سبيل المثال، قد يلاحظ المحلل أن قطاع الطاقة المتجددة يشهد دعمًا حكوميًا وتنمية في البنية التحتية، ما يجعله من أكثر القطاعات جاذبية للاستثمار المستقبلي، بينما يُظهر قطاع العقار تباطؤًا بسبب ارتفاع أسعار الفائدة وتراجع الطلب تمكّن هذه المرحلة المستثمر من الانتقال من الرؤية العامة إلى الانتقاء القطاعي الذكي.
- تحليل الشركة Company Analysis
تمثل هذه المرحلة جوهر التحليل الأساسي وأدقّ مراحله، إذ ينتقل فيها المستثمر إلى تفكيك الأداء الداخلي للشركة لفهم قدرتها الحقيقية على توليد الأرباح والنمو المستدام. يرتكز تحليل الشركة على البيانات المالية المنشورة في القوائم الرسمية مثل قائمة الدخل والميزانية العمومية وقائمة التدفقات النقدية، إضافة إلى الإيضاحات المالية التي تكشف تفاصيل السياسات المحاسبية والمخاطر.
يُجري المحلل تقييمًا شاملاً لمؤشرات الربحية من خلال هذه البيانات (مثل هامش الربح الصافي والعائد على حقوق المساهمين ROE)، ومؤشرات السيولة (مثل النسبة الجارية Current Ratio)، ومؤشرات المديونية (Debt-to-Equity Ratio)، إلى جانب تحليل الكفاءة التشغيلية (مثل معدل دوران الأصول).
لا يقتصر التحليل على الأرقام فقط؛ بل يتعمّق أيضًا في الجوانب النوعية Qualitative Factors مثل جودة الإدارة، ورؤية القيادة التنفيذية، وسمعة العلامة التجارية، والميزة التنافسية للشركة، ومستوى الابتكار في منتجاتها. فعلى سبيل المثال، قد تتفوّق شركتان في القطاع ذاته من حيث الأرقام، لكن الشركة التي تمتلك إدارة أكثر كفاءة وابتكارًا تملك قدرة أكبر على النمو طويل الأجل.
في هذه المرحلة أيضًا، يُستخدم التحليل لتقدير القيمة الجوهرية (Intrinsic Value) للسهم عبر نماذج تقييم مثل التدفقات النقدية المخصومة (DCF).
يمكن تحليل إدارة الشركة عن طريق النظر في عدة جوانب من العمل الإداري والتنظيمي. وفيما يلي بعض العناصر التي يمكن مراجعتها لتحليل إدارة الشركة:
- هيكل التنظيم: يتضمن هيكل التنظيم كيفية توزيع الصلاحيات والمسؤوليات والاختصاصات بين الأفراد والأقسام والوحدات في الشركة. كما يتضمن أيضًا الرؤية والأهداف الاستراتيجية والخطط الشاملة للشركة.
- الإدارة التنفيذية: يشمل هذا الجانب تحليل القيادة والإدارة العليا للشركة وكيفية تحديد الأهداف واتخاذ القرارات والتخطيط للمستقبل والتعامل مع الأزمات والمخاطر.
- العمليات الإدارية: يتضمن هذا الجانب كيفية تنفيذ العمليات الإدارية بشكل فعال وتحسينها، بما في ذلك إدارة المشاريع وإدارة الجودة والتدقيق الداخلي والمراجعة.
- إدارة الموارد البشرية: يتضمن هذا الجانب كيفية إدارة وتنظيم الموارد البشرية في الشركة، بما في ذلك التوظيف والتدريب والتطوير وإدارة الأداء والمكافآت.
- إدارة المالية: يشمل هذا الجانب كيفية إدارة وتحليل الأموال والموارد المالية في الشركة، بما في ذلك الميزانية والتحليل المالي والإدارة الضريبية والتقارير المالية.
- الاتصالات الداخلية والخارجية: يشمل هذا الجانب كيفية التواصل مع الموظفين والشركاء والعملاء والمجتمعات المحلية والحكومية، بما في ذلك العلاقات العامة والتسويق والاتصال
بالإضافة إلى ذكل يجب النظر إلى حوكمة الشركات والتي هي مجموعة الإجراءات والممارسات التي تتحكم في إدارة الشركات وتضمن أن تدار الشركة بشكل فعال وشفاف ومسؤول. تهدف حوكمة الشركات إلى زيادة قدرة الشركة على تحقيق أهدافها وخفض المخاطر التي تواجهها وزيادة قدرتها على جذب رأس المال.
تصف حوكمة الشركات السياسات المعمول بها داخل المنظمة للدلالة على المسؤوليات والعلاقات بين الإدارة والمدراء وأصحاب المصلحة. تُحدد هذه السياسات في ميثاق الشركة ولوائحها الداخلية وقوانين الشركة. يجب التعامل مع شركة تُدار بطريقة أخلاقية وعادلة وفعالة وشفافة، نُلاحظ أيضًا إذا كانت تحترم الإدارة حقوق المساهمين ومصالحهم وتكون اتصالاتهم مع المساهمين مفهومة وشفافة وواضحة.
تتضمن حوكمة الشركات مجموعة من المبادئ والأسس التي تتحكم في عمليات الشركة وتشمل على سبيل المثال:
- تحديد دور ومسؤوليات مجلس الإدارة وإعداد السياسات والإجراءات اللازمة لضمان تنفيذ مهامه بشكل فعال.
- توفير المعلومات والبيانات اللازمة لمجلس الإدارة والمساهمين لاتخاذ القرارات المناسبة.
- تحديد دور ومسؤوليات الإدارة التنفيذية وضمان أن تدار الشركة بشكل فعال ووفقًا لأفضل الممارسات.
- تعزيز شفافية الشركة وضمان توفير المعلومات والبيانات المالية بشكل مفصل للمساهمين والجمهور.
- تطوير آليات محاسبية قوية وفعالة للتأكد من اتباع الشركة للمعايير المحاسبية والقوانين المالية.
- تعزيز دور المساهمين في اتخاذ القرارات الرئيسية للشركة.
- توفير الضمانات اللازمة للمساهمين والمستثمرين بحيث تحافظ الشركة على سمعتها وتستمر في تحقيق النجاح.
ما الفرق بين التحليل الاساسي والتحليل الفني؟
جانب الموازنة | التحليل الأساسي | التحليل الفني |
---|---|---|
الهدف الرئيسي | يركّز التحليل الأساسي على تقييم القيمة الحقيقية للأصل أو السهم من خلال دراسة العوامل الاقتصادية والمالية المؤثرة في الشركة. يسعى المستثمر إلى معرفة ما إذا كان السهم مقوَّمًا بأقل أو أكثر من قيمته العادلة في السوق. | يهدف التحليل الفني إلى التنبؤ باتجاهات الأسعار المستقبلية اعتمادًا على الأنماط التاريخية لحركة السوق، دون النظر إلى القوائم المالية أو البيانات الأساسية للشركات. |
منهج التحليل | يعتمد التحليل الأساسي على دراسة البيانات المالية المعلنة مثل الأرباح، الإيرادات، الديون، ونسب الأداء. ينشئ المحلل نسبًا مالية مثل نسبة السعر إلى الأرباح (P/E) أو العائد على حقوق المساهمين (ROE) لقياس قوة الشركة مقارنة بمنافسيها. | يستند التحليل الفني إلى قراءة حركة الأسعار وحجم التداول على الرسوم البيانية. يقوم المحلل بمراقبة الاتجاهات والأنماط المتكررة التي تكشف عن سلوك السوق المحتمل، مستخدمًا أدوات بصرية ومؤشرات إحصائية. |
أدوات التحليل | تشمل أدوات التحليل الأساسي: القوائم المالية، البيانات المحاسبية، التقارير السنوية، التوقعات الاقتصادية، وتحليل القطاع الصناعي الذي تنتمي إليه الشركة. | يستخدم التحليل الفني أدوات مثل المؤشرات الفنية (كالـ RSI و MACD)، الأنماط السعرية (مثل الرأس والكتفين Head & Shoulders)، وخطوط الدعم والمقاومة التي تحدد نقاط الانعكاس أو الاستمرار في الاتجاه. |
الأساس المنطقي | يبني التحليل الأساسي قراراته على القيمة الجوهرية للأصل، معتقدًا أن السوق قد يُخطئ مؤقتًا في تسعير السهم، لكن السعر سيعود في النهاية إلى قيمته الحقيقية مع مرور الوقت. | ينطلق التحليل الفني من فرضية أن السوق يعكس كل شيء في السعر، وأن التاريخ يعيد نفسه من خلال سلوك المتداولين المتكرر، مما يسمح بالتنبؤ بالحركات المستقبلية عبر دراسة الماضي. |
طريقة التنبؤ | يقوم المحلل الأساسي بتقييم أداء الشركة المالي والتشغيلي لتحديد فرص الاستثمار طويلة الأجل. يعتمد التنبؤ على التحليل الاقتصادي والقطاعي، وليس فقط على حركة السعر. | يعتمد المحلل الفني على أنماط الأسعار السابقة لتحديد اللحظة المثلى للدخول أو الخروج من السوق. يفسر الاتجاهات البيانية لتقدير ما سيحدث مستقبلاً. |
أمثلة تطبيقية | عندما تُصدر شركة تقارير مالية قوية أو تُعلن عن توسّع ناجح، يقوم المستثمر باستخدام التحليل الأساسي لتحديد ما إذا كانت أسهمها تستحق الشراء بناءً على قيمتها الجوهرية. | عندما يُظهر الرسم البياني نمط الرأس والكتفين، يتوقع المحلل الفني انعكاس الاتجاه من الصعود إلى الهبوط. كما تُستخدم الأشكال الأخرى مثل المثلث المتماثل أو الوتد لتوقع التحركات القادمة. |
إقرأ أيضًا: كيف نفهم الميزانية العمومية للشركة؟
ما الفرق بين التحليل الاساسي الكمي والنوعي؟
جانب الموازنة | التحليل الأساسي الكمي | التحليل الأساسي النوعي |
---|---|---|
التعريف | يركّز التحليل الأساسي الكمي على البيانات القابلة للقياس بالأرقام، ويعتمد على المعلومات المالية الدقيقة التي يمكن التعبير عنها بالمعادلات والنسب المئوية. يقوم المحلل باستخدام البيانات الرقمية لتقييم الأداء المالي للشركة وتقدير قيمتها العادلة بناءً على مؤشرات رقمية واضحة. | يعتمد التحليل الأساسي النوعي على العوامل غير الملموسة التي لا يمكن قياسها بالأرقام، مثل جودة الإدارة، قوة العلامة التجارية، سمعة الشركة، الابتكار، والملكية الفكرية. يركّز على الجوانب المعنوية التي تؤثر في نجاح الشركة على المدى الطويل. |
طبيعة المعلومات | تُعرض المعلومات في هذا النوع من التحليل عبر الأرقام والجداول والمعادلات. تشمل بيانات مثل: الإيرادات، الأرباح، التدفقات النقدية، نسب السيولة، ومؤشرات الربحية. هذه المعلومات تُستمد غالبًا من القوائم المالية وتقارير الأداء الدورية. | تتسم المعلومات هنا بالطابع النوعي أو المعنوي، أي أنها تصف الخصائص والمستويات وليس القيم العددية. تشمل مفاهيم مثل جودة القيادة، وولاء العملاء، وابتكار المنتجات، والتفوق التقني للشركة مقارنة بالمنافسين. |
الهدف الأساسي | يسعى المحلل الكمي إلى تحديد القيمة الجوهرية للشركة بدقة حسابية، مستخدمًا أدوات القياس المالي والنسب التحليلية لتقدير ما إذا كان السهم مقومًا بأقل أو أكثر من قيمته الفعلية. | يهدف المحلل النوعي إلى فهم هوية الشركة وثقافتها وقدرتها على النمو المستقبلي من خلال دراسة العناصر التي لا يمكن اختزالها في أرقام، لكنها تؤثر بعمق في الأداء المستدام. |
المصادر الرئيسية للبيانات | يعتمد التحليل الكمي على البيانات المالية المنشورة في القوائم الرسمية، مثل: قائمة الدخل، الميزانية العمومية، قائمة التدفقات النقدية، إضافة إلى البيانات الاقتصادية الكلية كالناتج المحلي ومعدلات الفائدة. | يعتمد التحليل النوعي على المصادر غير الرقمية مثل المقابلات مع الإدارة، تقارير السمعة، تقييمات الابتكار، مراجعات المستهلكين، ودراسات السوق حول قوة العلامة التجارية. |
المنهجية التحليلية | ينفّذ المحلل عملية التحليل من خلال النماذج الرياضية مثل نموذج التدفقات النقدية المخصومة (DCF) أو تحليل النسب المالية (مثل هامش الربح والعائد على الاستثمار). يعتمد على دقة الحسابات والمقارنات الرقمية بين الشركات. | ينفّذ المحلل النوعي التقييم عبر الملاحظة والتحليل الاستراتيجي والسلوكي، من خلال دراسة الرؤية الإدارية، وثقافة الابتكار، ومستوى التفاعل بين الشركة والمجتمع، وقوة ميزة المنتج التنافسية. |
أمثلة تطبيقية | عندما يحلّل المستثمر شركة مدرجة في السوق، يقوم بمراجعة بياناتها المالية لمعرفة إن كانت أرباحها تنمو بمعدل مستقر، وإن كانت نسبتها السعرية إلى الأرباح (P/E) مبررة مقارنة بالمنافسين. | عندما يقيّم المستثمر نفس الشركة نوعيًا، ينظر إلى سمعة إدارتها، واستراتيجيتها في التوسع، ورضا العملاء، وبراءات الاختراع التي تحمي منتجاتها المستقبلية. |
نقطة القوة | يمنح التحليل الكمي دقة موضوعية ونتائج قابلة للقياس والمقارنة، ما يجعله أداة قوية لتقييم الأداء المالي الحالي. | يضيف التحليل النوعي فهمًا عميقًا للأبعاد البشرية والاستراتيجية التي تحدد قدرة الشركة على الاستمرار والتميّز في المستقبل. |
الحدود أو القيود | قد يُغفل التحليل الكمي الجوانب غير الرقمية التي تؤثر فعليًا في النجاح، مثل القيادة الجيدة أو ثقافة العمل. | يفتقر التحليل النوعي إلى الدقة العددية، وقد يتأثر بالتقديرات الشخصية أو الانطباعات الذاتية للمحلل. |
كيفية تحليل البيانات المالية بفعالية
تُعد البيانات المالية بأنها الوسيلة التي تكشف بها الشركة عن المعلومات المرتبطة بأدائها المالي. يستخدم أتباع التحليل الاساسي المعلومات الكمية من البيانات المالية من أجل اتخاذ قرارات الاستثمار، ومن أهم ثلاث بيانات مالية هي بيانات الدخل وبيانات التدفقات النقدية والميزانية العمومية.
الميزانية العمومية Balance Sheet
تعد الميزانية العمومية سجلًا لأصول الشركة وخصومها وحقوق ملكيتها في وقت محدد، ويطلق عليه اسم الميزانية العمومية لأن الأقسام الثلاثة الأصول والخصوم وحقوق المكلية يجب أن توازن باستعمال الصيغة:
الأصول = الخصوم + حقوق المساهمين
تشمل الأصول الموارد التي تمتلكها الشركة أو تتحكم بها بوقت محدد، إذ يشمل ذلك عناصر مثل النقد والآلات والمخزون والمباني، يمثل الجانب الآخر من المعادلة إجمالي قيمة التمويل التي استخدمتها الشركة لتحصل على تلك الأصول.
التمويل يأتي نتيجة حصص الملكية أو الالتزامات، إذ تمثل الالتزامات الديون أو الالتزامات التي يجب تسديدها. بينما تمثل حقوق الملكية القيمة الإجمالية للأموال التي ساهم بها الملاك في العمل بما فيها الأرباح المحتجزة، وهي الربح المتبقي بعد دفع جميع الالتزامات الحالية والضرائب وأرباح الأسهم.
قائمة الدخل Income Statement
تعمل قائمة الدخل على قياس أداء الشركة خلال إطار زمني محدد، من الناحية الفنية، يمكن أن يكون لدينا ميزانية عمومية لمدة شهر أو حتى يوم واحد، لكننا سنرى فقط تقارير الشركات العامة كل ثلاثة أشهر وكل سنة.
تعرض قائمة الدخل المصروفات والإيرادات والأرباح الناتجة عن عمليات الأعمال لتلك المدة.
قائمة التدفقات النقدية Cash Flow Statement
تمثل قائمة التدفقات النقدية سجلًا للتدفقات النقدية الخارجة والداخلة للشركة على مدار مدة زمنية محددة. تركز قائمة التدفقات النقدية عادة على الأنشطة التالية المرتبطة بالنقد مثل:
- النقد من الاستثمار Cash From Investing: يُستخدم النقد في الاستثمار بالأصول، وكذلك عائدات بيع المعدات أو الأعمال أو الأصول طويلة الأجل الأخرى.
- النقد من التمويل Cash From Financing: أي النقد المستلم أو المدفوع من إصدار واقتراض الأموال.
- التدفق النقدي التشغيلي Cash from Operating: وهو النقد الناتج من العمليات التجارية اليومية.
يُعد بيان التدفق النقدي ضروريًا لأنه يمثل تحديًا لشركة عند تلاعبها في وضعها النقدي، وهناك الكثير مما يمكّن المحاسبين الجريئين للتلاعب بالأرباح، ولكن من الصعب تزوير الأموال النقدية في البنك، ولهذا السبب، يستعمل بعض المستثمرين بيان التدفق النقدي كمقياس أكثر تحفظًا لأداء الشركة.
يعتمد التحليل الاساسي على استخدام النسب المالية المستمدة من البيانات الموجودة في القوائم المالية للشركات لجمع استنتاجات حول آفاق الشركة وقيمتها.
الأسئلة الشائعة حول التحليل الأساسي
ما هو التحليل الاساسي وهدفه؟
يستخدم التحليل الأساسي التقارير والمعلومات المالية المتاحة للجمهور لتحديد إذا كان يُقيّم السوق الأسهم والشركة المصدرة بطريقة صحيحة.
ما هي أنواع التحليل الاساسي؟
هناك نوعان من التحليل الأساسي، النوعي والكمي.
ما هي الطبقات الثلاث للتحليل الاساسي؟
عند إجراء التحليل، نبدأ بالتحليل الاقتصادي، ثم تحلل الصناعة، ثم الشركة.
لماذا التحليل الاساسي مهم؟
يسمح التحليل الأساسي بمعرفة القيمة السوقية التي يجب أن تكون عليها الشركة، وينظر الكثير من المستثمرين فقط إلى السعر الذي تُتداول فيه الأسهم حاليًا وما تُداول به عوضًا عن تحليل ما يكمن وراء السهم، وتُصدر الشركة الأسهم، لذلك يتعلق أدائها العام بالأداء المالي للشركة.
ما هي أدوات التحليل الاساسي؟
يستخدم المحللون الكثير من الأدوات للتحليل الأساسي، على سبيل المثال، التقارير المالية وجداول البيانات والنسب من التقارير والرسوم البيانية وتقارير السوق وتقارير الوكالات الحكومية عن الصناعات والاقتصاد.
الخاتمة
تعرفنا على التحليل الاساسي Fundamental analysis وهو تحليل يسعى للوصول للقيمة العادلة والحقيقية للسهم اعتمادًا على تحليل الكثير من العوامل الداخلية للشركة والقطاع الذي تنتمي له الشركة، وكذلك العوامل الخارجية، ويعتمد التحليل الأساسي على فرضية أن المستثمر يشتري السهم إذا كانت قيمته السوقية أقل من قيمته الذاتية، ويبيع السهم إذا كانت قيمته السوقية أكبر من قيمته الذاتية، وتعرفنا على مراحل التحليل الأساسي.