تتعدد الوسائل التي يستطيع المستثمر العقاري كسب الأرباح منها، لكن يحتاج الأمر إلى بعض الحنكة والذكاء قبل الدخول في مجال الاستثمار العقاري، إذ توجد مجموعة من الأساسيات التي تضمن لنا استثمارًا ناجحًا، ويترتّب علينا أولًا معرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات حول المجال الذي نريد الدخول إليه، واتّباع القواعد الاستثمارية المعروفة به، وإذا كنا نريد تحقيق أفضل المكاسب من استثمارنا العقاري.
مبادئ الاستثمار العقاري
توجد مجموعة من الخطوات الرئيسية لتصبح مستثمرًا عقاريًا ناجحًا وهي على النحو التالي:
- وضع خطة استثمار عقاري واضحة
تضمن خطة العمل الواضحة لنا مراقبة الخطوات التي ننجزها ضمن أهدافنا الاستثمارية، سواءً أكانت طويلة الأمد أم قصيرة الأمد، كما تمنحنا بالإضافة إلى ذلك صورة شاملة عن الأوضاع التي ستواجهنا في مختلف الظروف، ويمكننا إنشاء خطة اعتمادًا على نظرتنا وتوجهنا الاستثماري أو اعتمادًا على تجارب الآخرين، وهنا يفضل استشارة أصحاب الخبرة لكي نُنشئ خطة استثمار عقاري فعّالة.
- دراسة وضع السوق العقاري بعناية
تُعد دراسة وضع السوق المرغوب من أهم العوامل التي تساهم في اتخاذ القرارات الاستثمارية الصحيحة والسليمة خصوصًا في القطاع العقاري، إذ لا يمكن اتخاذ قرار شراء عقار بغرض الاستثمار دون التأكد من إمكانية تحقيق عائد مجدٍ على هذا الاستثمار، وذلك من خلال تقييم آفاق نمو القطاع وأدائه السابق، ويُفضّل مراجعة تقارير الأداء الرسمية للقطاع لآخر 5 سنوات مضت إلى جانب التقارير التي تصدرها الشركات العقارية المتخصصة في رصد بيانات أداء القطاع أو الاستعانة بمستشاري شركات التطوير العقاري.
- التركيز على الأرباح طويلة الأمد
لا بدّ من التمييز بين العائدات طويلة الأجل والعائدات قصيرة الآجل، إذ يجب علينا كمستثمرين عقاريين معرفة أن الاستثمار العقاري ينطوي على فوائد بعيدة الأجل، ولا يمكن تحقيق عائدات سريعة وكبيرة دائمًا، إذ لا تأتي عائدات الاستثمار في القطاع العقاري إلا بعد مدة زمنية متوسطة نسبيًا، وهي مضمونة ومستدامة.
- اختيار المواقع الجديدة الناشئة
يُعرف موقع العقار بأنه العامل الأهم في تقييم العقار وزيادة سعره وعائداته، وبالتالي يعتمد اختيار الموقع المناسب أيضًا على مجموعة من العوامل، والتي تشمل مستقبل المنطقة وإقبال الناس وارتفاع الطلب عليها، لذلك يجب علينا التركيز على أفضل مناطق الاستثمار العقاري حتى ولو كان العقار المرغوب لا يزال قيد الإنشاء على المخطط، أي التركيز على المناطق السكنية أو الناشئة المتوقع أن تشهد نموًا عمرانيًا وسكانيًا هائلًا في المستقبل، إلى جانب التركيز على العقارات المطلّة على الشواطئ والمساحات الخضراء الكبيرة والواجهات المائية، إذ تتيح تلك الأمور للمستثمر تحقيق أفضل العائدات الاستثمارية الممكنة بسبب ازدياد قيمة هذه العقارات، بالإضافة لارتفاع عائداتها الإيجارية تكون أكبر من العقارات الأخرى.
إقرأ أيضًا: من الفقر إلى الثراء: كيف أتقن رون ليجراند لعبة الاستثمار العقاري؟
قواعد أساسية في الاستثمار العقاري الناجح
يجب اتباع مجموعة من القواعد من لاستثمار عقاري ناجح وهي كالآتي:
- الاستثمار في المدينة أو المنطقة التي تعرفها
يجب الاستثمار في المنطقة التي نعيش فيها أو التي نعرفها جيدًا، لنكون على دراية بخبايا المنطقة فهذا يختصر علينا عناء البحث الطويل عن المعلومات المرتبطة بتلك المنطقة أو المدينة، ويعزز من قدرتنا على اتخاذ القرارات الصحيحة الصائبة التي تصب في مصلحتنا في النهاية لتحقيق أهدافنا سريعًا، وفي حال لم نكن نعرفُ المنطقة التي نود الاستثمار بها، فيمكننا الاستعانة بالخبراء العقاريين وشركات التطوير العقاري الموثوقة التي يمكنها أن تزودنا بجميع المعلومات التي سنحتاجها.
- اتباع طريقة منهجية في البحث عن العقار المناسب
يجب ألّا يكون بحثنا عشوائيًا عن العقار الذي نريد الاستثمار به، فمن الضروري تحديد معايير معينة للبحث، مثل الموقع ومعدل شغل الوحدات السكنية والميزانية والأسعار والمرافق الخدمية المحيطة بالعقار، وذلك على الرغم من صعوبة إيجاد كل المعايير المطلوبة في عقار واحد.
- التعامل مع شركات تطوير عقاري كبيرة
لا بدّ من التعامل مع الجهات المعروفة ذات السمعة الحسنة عند عقد العزيمة على شراء عقار من أجل الاستثمار، لأنه يضمن راحة البال فيما يرتبط بالإجراءات والرسوم…إلخ.
- الاستثمار في العقارات الجاهزة
يُعد شراء العقارات الجاهزة هو الخيار الأنسب في حال كان الهدف الأساسي من الاستثمار هو تحقيق عائدات سريعة نسبيًا على المدى المتوسط، لأنه يمكن الاستفادة منها بعد شرائها مباشرةً بتأجيرها للغير، ولكن يجب الانتباه إلى أمر مهم وهو ضرورة فحص حالة العقار العامة قبل شرائه، وذلك بالاستعانة بأحد المتخصصين في الهندسة الإنشائية للاستفادة من ملاحظاتهم وآرائهم في حال كان العقار غير متوافق مع المعايير المطلوبة.
- تنويع المحفظة الاستثمارية العقارية
يجب التفكير بجدية في تنويع استثمارنا العقاري من ناحية موقع العقار وحجمه ونوعه في حال توفرت لدينا الإمكانيات المالية لشراء العديد من العقارات.
- الاحتفاظ بمبلغ من المال لحالات الطوارئ
يترتب على المستثمر أن يحتفظ بمبلغ مالي احتياطي عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في العقارات لكي يتمكن من تغطية جميع النفقات غير المتوقعة.
- الاطلاع على جميع المعلومات الخاصة بالاستثمار العقاري
يجب أن يطّلع المستثمر على جميع المعلومات الخاصة بالاستثمار العقاري مع التركيز على معرفة مستجدات السوق أولًا بأول، وذلك لأنها توفر للمستثمر أحيانًا فرصًا كثيرة، والتي يمكن الاستفادة منها في تحقيق الأهداف الاستثمارية سريعًا، ومن الضروري أيضًا قراءة الكتب المتخصصة في مفهوم الاستثمار العقاري، والتي تُزودُنا بمعلومات وطرائق كثيرة يجب اتباعها.
- التأمين على العقار
يُعد التأمين على العقار من شروط الاستثمار العقاري الناجح، إذ يضمن التأمين عدم خسارة كامل رأس مالك الاستثماري في حال تعرّض العقار لأيّ مخاطرة، ولا تقتصر أهمية التأمين على العقار على الحوادث الطبيعية، بل يمتد ليشمل الحوادث التي يتسبب فيها الإنسان، مثل التصدعات والحرائق والانهيارات التي تنشأ عند إجراء تعديلات على العقار…إلخ.
- تأسيس شبكة معارف في المنطقة
يمتلك المستثمرون الناجحون في مجال العقارات شبكة واسعة من العلاقات والمعارف، ويساعد هذا الأمر على اتخاذ القرارات المناسبة في كل مرحلة من مراحل الاستثمار، ويجب على المستثمر تكوين علاقة جيدة مع خبراء عقاريين في السوق المستهدف، والانضمام إلى جمعيات الملّاك في المنطقة التي نستثمر بها إذ يمكننا من خلال ذلك معرفة أدق الأسرار والمعلومات المفيدة جدًا، بالإضافة إلى ضرورة إنشاء علاقات جيدة مع شركات إدارة العقارات التي تساعدنا في إدارة عقارنا جيدًا لتحقيق أقصى الفوائد.
أخطاء يجب على المستثمرين العقاريين تجنبها
يوجد العديد من الأخطاء التي يقع بها المستثمرون العقاريون، والتي تؤدي إلى تأخر تحقيق الأهداف المحددة من الاستثمار، وبالرغم من أن الاستثمار العقاري يُصنف كواحد من أكثر الاستثمارات أمانًا، لكن يحتاج بالمقابل إلى معرفة شاملة بقواعد الاستثمار في مجال العقاري تفاديًا للوقوع في أخطاء بالإمكان تجنبها منذ البداية.
سنستعرض بعض الأخطاء التي يقع بها المستثمرون العقاريون وهي:
- استثمار كل المال في عقار واحد
يقع معظم المستثمرين الذين يمتلكون الأموال اللازمة لشراء أكثر من عقار في دفعة واحدة في هذا الخطأ الشائع، لذلك يُفضّل الاستثمار بمبالغ صغيرة إذا لم نكن خبيرين في هذا المجال العقاري، وذلك لاكتساب الخبرة اللازمة أولًا ومن ثم الدخول في استثمارات أكبر حجمًا في المستقبل.
- الإصرار على الاستثمار في عقارات بعينها
يُصرّ بعض المستثمرين الجدد بمجال الاستثمار العقاري على شراء عقارات محددة دون غيرها؛ لاعتقادهم بأنها توفر فرصًا ذهبية للاستثمار، ويكونوا مستعدين غالبًا لدفع كل ما يمتلكونه من أجل شرائه، ولكن يكون الأمر في الواقع مختلفًا تمامًا، وهنا يجب أن يكون التركيز منصبًا على الفوائد الاستثمارية بعيدًا عن العواطف.
- إهمال الصيانة الدورية للعقار
يقع المستثمرون العقاريون في خطأ إهمال الصيانة الدورية للعقارات التي يمتلكونها، ويؤثر ذلك سلبًا على المستثمر من ناحية تراجع قيمة العقار وانخفاض العوائد الإيجارية، وبالرغم من أن تكاليف هذه الصيانة تكون ضخمة، إلا أنها تضمن تحقيق عائدات مستدامة على المدى البعيد.
- السعي لتحقيق عائدات سريعة
يُصنّف الاستثمار العقاري كأحد أنواع الاستثمارات طويلة الأجل، والتي لا تحقق عائدات سريعة على المدى الذي يعتقده المستثمرون الجدد سريعًا، ويكونوا متأملين في تحقيق أرباح من ذلك الاستثمار، إذ يترتب على المستثمر أن يكون صبورًا لتحقيق أهدافه الاستثمارية سواءً بيع العقار أو تأجيره.
- الارتباط العاطفي بالعقار
يُفوّت الكثير من المستثمرين فرصًا كبيرة في تحقيق أهدافهم الاستثمارية بسبب تعلقهم عاطفيًا بالعقار الذي اشتروه أساسًا لغرض الاستثمار، فبإمكاننا تحقيق أرباح كبيرة من الفرص الذهبية لبيع العقار أو تأجيره، ويمكن ألا تتكرر إلا بعد فترة طويلة من الزمن.
- وهم امتلاك الخبرة في الاستثمار العقاري
يغفل العديد من المستثمرين الجدد عن أهمية مبادئ الاستثمار العقاري، إذ يعتقد البعض بأنهم يستطيعون الاستثمار في مجال العقارات بدون الاستعانة بالخبراء المتخصصين في هذا المجال، بالرغم من أن المستثمرين المخضرمين يحتاجون أحيانًا إلى المشورة المتخصصة في المجال العقاري.
الأسئلة الشائعة حول الاستثمار العقاري
توجد بعض الأسئلة التي تُراود أذهان الأشخاص الذين يريدون أن يدخلوا إلى عالم الاستثمار العقاري وهي؛ كيف أضمن تحقيق عائدات مستقرة من استثماري العقاري؟
توجد العديد من العوامل التي تساعدنا على تحقيق أقصى الفوائد الاستثمارية الممكنة، ومنها اتباع قواعد الاستثمار العقاري الصحيحة المذكورة أعلاه، بالإضافة إلى عوامل أخرى والتي تضم:
- اختيار التوقيت المناسب للاستثمار العقاري
يُعد اختيار التوقيت المناسب للاستثمار العقاري من العوامل الأكثر أهمية في الاستثمار العقاري، إذ يلعب دورًا حاسمًا في تحديد وجهة استثمارنا في المستقبل، فيجب الأخذ بالنصيحة ومشورة المختصين في مجال العقارات عن طريق التعامل مع أبرز المطوّرين العقاريين في الدولة.
- التأنّي في اتخاذ القرارات الاستثمارية المهمة
يُعد قرار شراء العقار أو بيعه خطوة كبيرة بالنسبة للمستثمر؛ لأنه سيتّخذ الفرصة المناسبة ويستعين بأكبر قدر ممكن من المعلومات بخصوص هذا الأمر.
هل يفقد العقار قيمته مع مرور الوقت؟
اقترن الاستثمار بالعقار بمفهوم الابن البار نظرًا لحاجة الإنسان للمسكن الخاص، وهو من الضروريات وليس الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها. بالرغم من ذلك لا يوجد استثمار آمن 100% ويعتمد الأمر على توقيت السوق وجودة القرار الاستثماري والتحديات والمخاطر المرتبطة بالاستثمار العقاري.
الخاتمة
تعرفنا على الاستثمار العقاري وكيف يمكن إنشاء استثمار عقاري ناجح وتحقيق الربح المالي منه، بالإضافة إلى الخطوات التي تمكّننا من تحقيق هذا الأمر، مثل وضع خطة عمل واضحة ودراسة وضع السوق بعناية والتركيز على الفوائد طويلة الأمد، واختيار موقع مناسب للعقار.