يعتمد سوق العقارات على الوسيط العقاري ولا يستطيع الاستغناء عنه، فهو الذي يربط بين أطراف السوق ببعضها البعض ويحرص على إتمام معاملات الإيجار والبيع، ولكن ازدادت المشاكل بسبب عدم التنظيم وزاد سوء الفهم في ما يخص الوساطة العقارية.
ما الوساطة العقارية؟
تعرف الوساطة العقارية Real Estate Brokerage بأنها التوسط بين المشترين وملاك العقارات أو المستأجرين من أجل إتمام عمليات بيع العقارات وتأجيرها، ويكون ذلك التوسط بهدف الحصول على نسبة من سعر العقار، وتتغير النسبة من وسيط إلى آخر ومن مكان إلى آخر تبعًا للأعراف والميزات التي طرحها الوسيط العقاري.
ماذا يفعل الوسيط العقاري؟
يكون الهدف الأول للوسيط العقاري هو تسهل عمليات البيع والإيجار العقاري وإيصال الأطراف إلى اتفاق مرضي لجميع الأطراف، ويُعطي الوسيط العقاري عروضًا مختلفة لعملائه ليستفيدوا من أفضل العروض المتاحة، لأن غاية الوسيط العقاري هي إرضاء العميل على المدى الطويل ليكون أول من يُراود بال العميل في وقت معاملته العقارية القادمة.
ويمكن أن يتخصص الوسيط العقاري في خدمة المشترين أو خدمة ملاك العقارات، ويكن أن يقدم خدماته للعملاء من الطرفين وفق ما يراه مناسبًا لظروفه وإمكانياته.
مميزات العمل كوسيط عقاري
تتعدد مميزات العمل كوسيط عقاري والذي يعتمد سوق العقارات عليه ولا يستطيع الاستغناء عنه، وهي كالآتي:
- مرونة مواعيد العمل
لا أحد يأمر الوسيط العقاري متى يبدأ عمله ومتى ينهيه، فهو المتحكم الوحيد الذي ينظم كيف يسير يومه، ويضمن ذلك المزيد من الحرية في تخصيص وقت محدد للعمل وتخصيص أوقات أخرى لقضائه مع الأصدقاء والعائلة، وهي ميزة يسعى إليها كثير من الناس.
- دخل غير محدود
على خلاف معظم الأعمال الأخرى، فإن العمل كوسيط عقاري يفتح أبواب رزق كبيرة أثناء نشاط السوق العقاري وازدهاره، فلا حد للمقدار الذي يستطيع أن يجنيه من العمل، ويعني ذلك أننا كلما طورنا أنفسنا وزادت خبرتنا وأخذنا بأسباب النجاح كان ذلك أقرب لنا لزيادة دخلنا.
- تعدد مصادر فرص العمل
يمكننا التواجد داخل القطاع العقاري عند فهمه فهمًا جيدًا، مما يفتح أمامنا أبواب أعمال كثيرة ودخل كبير؛ لأن مجالات العمل في السوق العقاري متقاربة جدًا، على سبيل المثال، إذا ازدادت خبرتنا في العقارات والأمور المالية التي تجعل لدينا خلفية واسعة عن العقار مما تجعله فرصة جيدة فنستطيع أن ندخل في مجال الاستثمار العقاري متسلحين بما نملك من معلومات وخبرة.
- إمكانية بناء سمعة حسنة
يعتمد مجال الوساطة العقارية على المعاملات مع العملاء، وكلما كانت معاملتنا حسنة كانت سمعتنا أفضل، وهذا يذيع الصيت في المجال ويجعلنا من أفضل العملاء.
ومن الضروري أن ينتبه الوسيط العقاري في الكثير من الأحيان يساعد عمله الكثير من الناس في اتخاذ قرارات مهمة جدًا في حياتهم، ويستدعي ذلك وجود عدد من الصفات في الوسيط مثل، الأمانة والصدق والحرص على مصلحة العميل والشفافية والتحذير من أي شيء يمكن أن يؤذي العميل بأي شكل من الأشكال.
عيوب العمل كوسيط عقاري
هناك عدة عيوب للعمل كوسيط عقاري، وتشمل:
- ساعات العمل الطويلة
جميعنا نظن أن ميزت مرونة المواعيد تجعل الوسطاء العقاريون يعملون قليلًا، ولكن في الحقيقة أن الغالبية العظمة يعملون لساعات طويلة، ويمكن أن يأتي عملٌ في موعد غير متوقع ونضطر إلى أن نغير شيئًا في مواعيدنا.
- التأثر بفتور سوق العقارات ماديًا
لا يوجد حدود لمكاسب الوسيط عند نشاط سوق العقارات، فكذلك لا يوجد حد أدنى من المال يدخل محفظة الوسيط العقاري عند فتور السوق، لذلك يجب أن يكون الوسيط العقاري فطنًا في تنظيم أموره المالية وأن يميز جيدًا بين أوقات الفتور وأوقات النشاط وما يجب عليه أن يفعله في كل وقت منهما.
- منافسة عالية وعملاء متطلبون
يعد مجال العقارات مجالًا تنافسيًا للغاية، وغالبًا ما يكون هناك العديد من الوسطاء الذين يتنافسون على نفس العملاء. هذا يصعّب على الوسطاء الجدد تأسيس أنفسهم في السوق. كما يتحمل الوسيط العقاري مسؤولية إدارة توقعات عملائه، وهذا يُشكل تحديًا إذا كان لدى العملاء توقعات غير واقعية أو يصعب التعامل معهم.
- المخاطر المالية
غالبًا ما يضطر سماسرة العقارات إلى استثمار الأموال في الإعلان والتسويق والنفقات الأخرى للترويج لأعمالهم. إذا لم يحققوا مبيعات كافية لتغطية هذه التكاليف، فقد ينتهي بهم الأمر بخسارة المال.
- المسؤوليات القانونية
يتحمل الوسطاء العقاريون مسؤوليات قانونية تجاه عملائهم، بما في ذلك الكشف عن أي عيوب في الممتلكات والتأكد من التعامل مع جميع المعاملات بشكل صحيح. يمكن أن يؤدي عدم الوفاء بهذه المسؤوليات إلى مشاكل قانونية والإضرار بسمعة الوسيط.
كيف تصبح وسيطًا عقاريا ناجحًا
هناك مجموعة من الخطوات التي يجب الالتزام بها من أجل أن نصبح وسيطًا عقاريًا ناحجًا وهي كالآتي:
- تعلم المهارات الأساسية
يمكننا الالتحاق بمجموعة من الدورات التي نتعلم بها أسس التسويق العقاري والمحاور الرئيسية لمجال العقارات، وبالإضافة إلى القراءة في مجال العقارات بانتظام ليجعلنا أفضل على أقراننا، خصيصًا إذا فهمنا كيفية اختيار المحتوى المفيد، ومن محاور التعلم الأساسية أن نعرف السوق الذي سنعمل فيه معرفة قوية، وأن نكون على علم بالأسعار المتنوعة للعقارات وقيمة العقارات المشابهة، ومن أهم الأمور في مرحلة التعلم هو أن نطبق ما نتعلمه على أرض الواقع وأن نبدأ في استكشاف السوق بالتوازي مع رحلة التعلم.
- التعاون مع وسطاء آخرين
يتميز مجال الوساطة العقارية الأداء الجماعي، فنجد عددًا من الوسطاء يبحثون عن أفضل عرض للعميل، ويمكن أن نظن أن هذا يقلل من ربح الوسيط ويجعله يتقاسم مكسبه مع الآخرين، ولكن التعاون مع الوسطاء الآخرين يجعلنا أقوى على إتمام الصفقات واستكشاف مناطق أكثر ومساحات أوسع؛ وكما أن لكل وسيط خبرته التي تميزه عن غيره، وكل تلك الخبرات تجتمع لخدمة العميل، وفي النهاية تجد أن التعاون مع بقية الوسطاء العقاريين يسعد على تحقيق ربح أعلى لا أقل.
- تطوير الشخصية
هناك بعض السمات التي يتميز بها الوسطاء العقاريين الناجحين، مثل، قوة الشخصية والشعور بالعميل والتعامل المرن مع الرفض وعدم الخوف من الفشل واللطف في التعامل مع العملاء، فيجب على الوسيط العقاري الجديد أن يُراجع شخصيته ويحدد ما ينقصه من هذه السمات ويعمل على التحلي بها من أجل تحقيق النجاح.
- ابحث عن وسيط عقاري أكثر خبرة منا واتخذه مرشدًا
ربما تبين لنا أن مجال الوساطة العقارية ليس مجالًا سهلًا وإنما يحتاج إلى تعلم وشخصية مناسبة ومرونة، ويمكن أن يكون من الصعب اكتساب ذلك بأنفسنا، لذلك من أكثر الخطوات حكمة هي أن نبحث عن وسيط خبير نتعلم منه أسرار مجال الوساطة العقارية ودقائقه.
- إتقان فن التفاوض
يتعامل الوسيط العقاري مع عدة أطراف ويحاول مع كل طرف لكي يحصل على العرض الأفضل من خلال التفاوض، لذلك يجب أن يُتقن الوسيط العقاري فن التفاوض، وهو الأمر الذي سيعطيه فوائد كثيرة أهمها الحصول على أفضل العروض لعملائه وتعظيم الربح.
- الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة
يزيد استخدام التكنولوجيا من الكفاءة في إنجاز المهام اليومية ويسهل علينا أمورًا عديدة، ولكن هناك من يشغل باله بالتكنولوجيا أكثر من اللازم فلا يستفيد شيئًا من محاسنها ويهدر وقتًا أكثر، لذلك يجب الحرص على أخذ ما ينفعنا من الأدوات التقنية الحديثة وندع عنا ما يستهلك وقتنا ويضيعه.
الفرق بين الوسيط العقاري و المسوق العقاري
كما ذكرنا سابقًا، يتمثل دور الوسيط العقاري الرئيسي في الربط بين أطراف معاملات البيع والحرص والتأجير لإتمام العملية من خلال تقديم أفضل العروض الممكنة.
ويخلط كثير من الناس بين دور المسوق ودور الوسيط العقاري، إذ يهدف كلاهما إلى إتمام المعاملات في النهاية، ولكن يكمن الاختلاف بينهما في طبيعة عمل كل منهما، فالمسوق العقاري يبدأ عمله مع تحليل السوق واكتشاف فرص الاستثمار العقاري والبدء في استثمارها، من بعد ذلك يتعاون المسوق مع المطور العقاري في تنفيذ المشروع وجلب السيولة لإتمامه، ويستعمل المسوق بعد ذلك كل الأدوات التسويقية الممكنة لجذب المشترين إلى المشروع الذي يعمل عليه.
الخاتمة
تعرفنا على دور الوسيط العقاري وأهميته وطبيعة المهنة والصفات التي تميز وسيط عقاري عن آخر، كما اطلعنا أيضًا على الطريقة التي نصبح بها وسيطًا عقاريًا ناجحًا.