يعتمد النجاح في الأسواق المالية على مزيج من المعرفة والخبرة والقدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة في الأوقات المناسبة. تتطلب البيئة الديناميكية لهذه الأسواق فهماً عميقاً للعوامل المؤثرة وقدرة على تحليل البيانات وتوقع التحركات المستقبلية. ومع ذلك، لا يعتمد التفوق فيها على المعرفة الفنية فقط، بل يشمل أيضاً اتباع استراتيجيات مدروسة وإدارة المخاطر بعناية، مما يمكّن المستثمرين من تحقيق أداء متميز ومستدام.
تعريف المتداول Trader
يُعرف المتداول Trader بأنه الشخص الذي يشتري ويبيع الأصول المالية في أي سوق مالي من أجل الاستفادة من عمليات التداول، ويختلف المتداول عن المستثمر اختلافًا جذريًا وذلك تبعًا للأفق الزمني إذ يحتفظ المتداول بالأصول لمدة زمنية أقصر ويرغب بالاستفادة من تحرك الأسعار على المدى قصير الأجل.
تفكيك مفهوم المتداول
يُعرف المتداولون بأنهم إما محترفون ومهنيون يعملون في شركة أو مؤسسة مالية بمرتبات مختلفة، أو أنهم أفراد يعملون لحسابهم الخاص، ويعملون في بيع وشراء الأدوات الأصول المالية المتداولة في الأسواق المالية والبورصات، والتي تضم أسواق الأوراق المالية والأسهم والسندات وأسواق المشتقات المالية وأسواق السلع الأساسية.
يتوجه الكثير من المتداولين والمستثمرين الأفراد الجدد إلى سوق الفوركس Forex؛ وهو عبارة عن شبكة من المشترين والبائعين من أجل تحويل عملة إلى عملة أخرى، ويُعد واحدًا من أكثر الأسواق المُتداولة نشاطًا في العالم، على أمل تحقيق ثروة في مدة قصيرة، ولسوء الحظ، فإن الغالبية العظمى من هؤلاء المستثمرين والمتداولين ليس لديهم استراتيجية تداول واضحة؛ لذلك يفشلون في تحقيق أرباح كبيرة ويمكن أن يخسروا أموالهم، ولمواجهة ذلك، قللت شركات الوساطة الكثير من عمولات التداول والرسوم بالنسبة للمتداولين الأفراد، في حين تطبق منصات التداول الإلكترونية فروق أسعار قليلة في سوق الصرف الأجنبي. كما يوجد عقبة أخرى يمكن أن تقف عثرة في طريق النجاح أمام المتداول، وهي الضريبة العالية التي تفرض على أرباح رأس المال من التداولات قصيرة الأجل في الولايات المتحدة.
استراتيجيات التداول
كما ذكرنا سابقًا، يشتري المتداولون الأصول المالية ويبيعونها خلال فترة زمنية قصيرة، سواء كانوا يعملون لدى مؤسسات مالية كبيرة برواتب ثابتة أو لديهم أعمال تجارية خاصة بهم ويحتفظون بجميع الأرباح. يملك جميع المتداولين أسلوبهم الخاص ويستخدمون استراتيجيات تداول مختلفة، والتي تحتوي على:
- المضاربة السريعة أو السكالبنج Scalping وهو إجراء العديد من الصفقات الصغيرة خلال وقت زمني قصير جدًا للحصول على ربح من كل صفقة.
- التداول مع الزخم؛ وهو شراء الأصول عندما تبدأ في الارتفاع، ثم بيعها عندما تبلغ أسعارها ذروتها.
- استخدام التداول الفني وتحليل الرسوم البيانية لحركة الأسعار والمؤشرات الفنية المختلفة لتحديد أفضل وقت للدخول والخروج من الصفقات.
- متابعة التداول الأساسي ومراقبة الأحداث والأخبار الاقتصادية المهمة التي يمكن أن تؤثر على سعر الأصل وتقدير القوة الاقتصادية للأصل.
- التداول المتأرجح وهي طريقة يشتري ويبيع المتداولون الأوراق المالية خلالها من أجل الاحتفاظ بها لعدة أيام أو أسابيع، والاحتفاظ بالمراكز والصفقات لمدة أطول من يوم واحد للاستفادة من التغير المتوقع في الأسعار.
هناك طرق متعددة لتنظيم التجربة في التداول، ويمكن للمتداولين العمل بطريقة مستقلة أو بمساعدة شركات الوساطة، ولا يُشترط أن تكون شهادة المستثمر الدراسية في الاقتصاد والمال للبدء في التداول.
إقرأ أيضًا: كيف يمكن تطوير عقلية المقامرة إلى عقلية محترفة في التداول؟
الفرق بين المتداول المؤسسي والمتداول الفرد
يُعد المتداولون المؤسسيون من أكبر اللاعبين في سوق الفوركس. توفر المؤسسات المالية الكبيرة للمتداولين البيئة والأدوات اللازمة لشراء وبيع مجموعة واسعة الأصول المالية والمنتجات نيابة عن الشركة. ويُمنح كل متداول حدًا أقصى متفق عليه لحجم الصفقات والمراكز التي يمكنه فتحها والتداول بها، وأقصى مدة يمكنه الاحتفاظ بها، وكذلك مقدار الخسارة التي يمكن أن يتحملها قبل إغلاق الصفقة أو المركز، وفي هذه الحالة، تتحمل الشركة المخاطر الأساسية وتحتفظ بمعظم الأرباح، بينما يتلقى المتداول راتبًا ومكافآت فقط.
يمتلك معظم المتداولين الأفراد حسابات خاصة ويتداولون من مكاتبهم أو منزلهم عن طريق منصات تداول إلكترونية توفرها شركات الوساطة، ويضعون أيضًا حدود صفقاتهم التي تعتمد على حجم رأس مال المستثمر، ويتحملون كل الخسائر ويحتفظون بكل الأرباح لأنفسهم.
شركات الوساطة دون عمولة
يُطلق هذا المصطلح على سمسار البورصة الذي ينفذ الصفقات بأسعار أقل من شركات الوساطة الخدمة الكاملة، ولكنه لا يقدم أي نصيحة استثمارية.
سابقًا، استطاع المتداولون الأغنياء فقط تحمل تكلفة خدمة شركات الوساطة والمشاركة في تداول العملات وفي سوق الأسهم لأنه كان الإنترنت غير متاح للجميع. يمكن أن يقلل العمل مع شركات الوساطة دون عمولة الكثير من تكاليف التداول والاستثمار، وهذا يؤدي إلى أرباح أفضل، في الوقت ذاته، لا تقدم شركات الوساطة دون عمولة نفس مجموعة الخدمات التي تقدمها شركات الوساطة ذات الخدمة الكاملة.
تقدم الكثير من شركات الوساطة دون عمولة حسابات التداول بالهامش، والتي تسمح للعميل باستعمال الرافعة المالية لشراء الأوراق المالية، وهذا يعني أنه يمكن لصاحب الحساب الحصول على قرض من شركة الوساطة للتداول والاستثمار.
منصات الإلكترونية لتداول العملات الأجنبية
تُعرف منصة التداول الإلكترونية بأنها برنامج حاسوبي يستخدم لمطابقة والربط بين مشتري العملات والبائعين في الحال وتنفيذ المعاملات داخل الأسواق المالية، وتسمح منصات الفوركس للمتداولين بالتسجيل في عالم التداول واتباع القواعد التي وضعتها المؤسسات المالية، ويسمح هذا النوع من البرمجيات بتقديم وتنفيذ أوامر التداول والاستثمار عن طريق وسيط مالي مثل البنك أو البورصة أو شركة الوساطة.
الخاتمة
تعرفنا على المتداول وهو الشخص الذي يشتري ويبيع الأصول المالية في أي سوق مالية بهدف الربح من البيع السريع، سواء عند ارتفاع الأسعار أو هبوطها في أسواق الأسهم العالمية أو في أسواق الفوركس أو السلع أو العملات الرقمية المشفرة.