تُعد كفاءة إدارة الأصول بمثابة البوصلة التي تُرشد الشركات نحو تحقيق النجاح في عالم الأعمال. تلعب نسب النشاط دورًا مهمًا في هذا الصدد، إذ تُمثل مفاتيح التحليل التي تُكشف أسرار تحويل الأصول إلى أرباح.
تُقدم نسب النشاط نافذة ثاقبة على استراتيجيات الشركة في توزيع مواردها المالية، وتُقيّم قدرتها على استخدام أصولها بفعالية لتحقيق أقصى عائد ممكن. تُشبه هذه النسب الميكروسكوب الذي يُتيح للمستثمرين ومحللي الائتمان ومديري الشركات رؤية تفاصيل أداء الشركة بدقة وموضوعية.
تُوازن نسب النشاط صافي المبيعات باستثمارات الشركة في مختلف أنواع الأصول، مع التركيز خاصوصًا على تلك الأصول التي تُساهم كفي تحقيق المبيعات، خاصةً في الشركات ذات الطابع التجاري.
ما هي نسب النشاط Activity Ratios
تُعرف نسب النشاط Activity Ratios بأنها نسب تقيس مدى كفاءة إدارة الشركة في توزيع مواردها المالية توزيعًا مناسبًا على مختلف أنواع الأصول. يطلق على نسب النشاط أيضًا نسب الأداء Performance Ratios ونسب إدارة الأصول Asset Management Ratios.
كما تقيس هذه النسب مدى كفاءة استخدام أصولها لإنتاج أكبر قدر ممكن من السلع والخدمات، وتحقيق أكبر حجم ممكن من المبيعات وأعلى ربح ممكن.
أنواع نسب النشاط في الشركات
تتعدد أدوات نسب النشاط عائلة واسعة، إذ تلعب كل نسبة دورًا محددًا في تقييم كفاءة إدارة الشركة لأصولها. تسعى جميع هذه النسب إلى تحقيق توازن بين صافي المبيعات واستثمارات الشركة في مختلف فئات الأصول، مع التركيز على تلك الأصول ذات الصلة المباشرة بتحقيق المبيعات، وتختلف تركيبة هذه النسب باختلاف نوعية أعمال الشركة.
فعلى سبيل المثال، تُركز الشركات التجارية على نسب نشاط مُحددة لقياس فعالية إدارتها لمخزونها، وعلاقاتها مع العملاء، وكفاءة استخدام أصولها الثابتة. تلعب هذه الأصول دورًا رئيسيًا في تحقيق المبيعات، مما يجعل نسب النشاط أدوات تحليلية لا غنى عنها لتقييم كفاءة إدارتها.
تفترض نسب النشاط وجود علاقة متوازنة بين المبيعات ومستويات الأصول المختلفة. يُشير ارتفاع حجم المبيعات موازنةً بحجم الأصول إلى كفاءة عالية في إدارة الأصول. بينما يُشير انخفاض حجم المبيعات موازنةً بحجم الأصول على وجود خلل في إدارة الأصول يتطلب تصحيحًا.
عمومًا من أهم نسب النشاط ما يلي:
- معدل دوران الحسابات المدينة Accounts Receivable Turnover Ratio.
- معدل دوران الحسابات الدائنة Accounts Payable Turnover.
- معدل دوران المخزون Inventory Turnover.
- معدل دوران الأصول الثابتة Fixed Assets Turnover.
- معدل دوران مجموع الأصول Total Assets Turnover.
- معدل دوران الأصول المتداولة Current Assets Turnover.
- معدل دوران صافي رأس المال العامل Working Capital Turnover.
فيما يلي شرحًا مفصلا لكل منها:
1. معدل دوران الحسابات المدينة Accounts Receivable Turnover Ratio
يُعرف معدل دوران الحسابات المدينة Accounts Receivable Turnover Ratio بأنه أداة تحليلية قيّمة لقياس سيولة أصول الشركة. يُشير هذا المعدل إلى عدد المرات التي تُحصّل فيها الشركة إيراداتها من المبيعات الآجلة خلال فترة زمنية محددة.
حساب معدل دوران الحسابات المدينة
يُحسب معدل دوران الحسابات المدينة باستخدام الصيغة التالية:
معدل دوران الحسابات المدينة = صافي المبيعات الآجلة / معدل رصيد الحسابات المدينة
حيث:
- صافي المبيعات الآجلة: هو إجمالي المبيعات على الحساب خلال فترة زمنية محددة.
- معدل رصيد الحسابات المدينة: هو متوسط رصيد الحسابات المدينة خلال نفس الفترة الزمنية.
تفسير معدل دوران الحسابات المدينة
يُشير معدل دوران الحسابات المدينة المرتفع إلى أن الشركة فعالة في تحصيل إيراداتها من المبيعات الآجلة، بينما يشير معدل الدوران المنخفض إلى مواجه الشركة صعوبة في تحصيل ديونها.
عوامل تؤثر على معدل دوران الحسابات المدينة
تتعدد العوامل التي تؤثر على معدل دوران الحسابات المدينة، بما في ذلك:
- شروط الائتمان: تؤدي شروط الائتمان المتساهلة، مثل فترات السداد الطويلة، إلى انخفاض معدل الدوران.
- جودة العملاء: العملاء ذوو السمعة المالية الجيدة من المرجح أن يدفعوا في الوقت المحدد، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل الدوران.
- كفاءة عمليات التحصيل: كفاءة عمليات التحصيل تُساهم في تسريع تحصيل الديون، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل الدوران.
لا يُعدّ هذا المؤشر أداة مناسبة لموازنة شروط البيع بين مؤسسة ما ومؤسسات أخرى مشابهة، بينما يُعدّ مؤشر فترة التحصيل التالي أداة أكثر فاعلية لهذه المهمة، لأنه يأخذ بعين الاعتبار مدة سداد المستحقات.
معدل فترة التحصيل
يُعرف معدل فترة التحصيل بأنه عدد الأيام اللازمة لتحصيل الرصيد القائم من الحسابات المدينة في فترة معينة بافتراض التزام المدينين بالدفع في المواعيد المتفق عليها.
يجب استبعاد المبيعات النقدية من حساب هذا المعدل، إذا كانت معلوماتها متاحة، لضمان دقة النتائج.
يُحسب معدل فترة التحصيل حسب الخطوات التالية:
- تحديد المبيعات الآجلة الصافية، من خلال استبعاد المبيعات النقدية ومردودات المبيعات والخصم المسموح به من إجمالي المبيعات.
- يُحدد معدل المبيعات اليومية بقسمة صافي المبيعات الآجلة على 360 أو 365 يومًا.
- يوجد معدل الحسابات المدينة بجمع الحسابات المدينة وأوراق القبض قبل طرح منهما أية احتياطات مخصصة للديون المشكوك فيها، وذلك في بداية الفترة ونهايتها وقسمة المجموع على 2.
- يُقسم معدل رصيد الحسابات المدينة على معدل المبيعات اليومية فينتج عدد الأيام اللازمة للتحصيل.
- معدل المبيعات اليومية الآجلة = صافي المبيعات الآجلة / 360 أو 365
- معدل فترة التحصيل / يوم = معدل رصيد الحسابات المدينة / معدل المبيعات اليومية
يمكن الحصول على معدل فترة التحصيل بالأيام أيضًا من خلال قسمة 360 أو 365 على معدل دوران الحسابات المدينة بالمرات:
معدل فترة التحصيل / يوم = 360 أو 365 / معدل الدوران بالمرات
كما يمكن الحصول على معدل فترة التحصيل بالأيام باستعمال المعادلة التالية:
معدل فترة تحصيل الديون = معدل رصيد الحسابات المدينة × 360 / صافي المبيعات الآجلة السنوية
فوائد معدل فترة التحصيل
يهدف المحلل الرئيسي عند تحليل الحسابات المدينة إلى الوصول إلى قرار بخصوص نوعية هذه الحسابات واحتمالات تحويلها إلى نقد عند استحقاقها. توفر هذه النسبة للمحلل المالي معلومات حول:
- مدى التزام المدين بالتسديد في المواعيد المحددة: من خلال الموازنة بين فترة التحصيل ومدة الائتمان الذي تمنحه المؤسسة.
- موازنة شروط البيع الخاصة بالشركة مع شروط المنافسين والصناعة: لمعرفة مدى تنافسية الشركة في السوق.
- كفاءة الشركة في منح الائتمان وتحصيل الحسابات المدينة: من خلال ملاحظة مدى اقتراب معدل فترة التحصيل من مدة الائتمان التي تحددها المؤسسة.
- درجة سيولة الحسابات المدينة: عبر سرعة تحصيل هذه الحسابات.
تحليل فترة تحصيل ديون الشركة
يُعدّ فترة تحصيل ديون الشركة مؤشرًا مهمًا يدل على كفاءة إدارة الائتمان وتحقيق السيولة. تُوازن هذه الفترة بالفترة الائتمانية التي حددتها الشركة، مع إمكانية تجاوزها بحدود معقولة لأغراض تحصيل الشيكات. تُشير فترة تحصيل الديون القصيرة إلى نوعية جيدة من المدينين وكفاءة عمليات التحصيل، بينما تُشير فترة التحصيل الطويلة إلى وجود مشكلات محتملة، مثل، ضعف جودة العملاء أو ضعف عمليات التحصيل.
معدل دوران الحسابات المدينة: أداة قياس فعّالة
يُعدّ معدل دوران الحسابات المدينة أداة تحليلية قيّمة لقياس سيولة الحسابات المدينة. يُشير هذا المعدل إلى عدد المرات التي تُحصّل فيها الشركة إيراداتها من المبيعات الآجلة خلال فترة زمنية محددة. كلما انخفضت فترة تحصيل الديون، ارتفع معدل دوران الحسابات المدينة، مما يشير إلى تحسن سيولة الحسابات المدينة.
عيوب معدل دوران الحسابات المدينة
يجب على المحللين الانتباه إلى بعض العيوب المحتملة لمعدل دوران الحسابات المدينة، مثل:
- الحسابات الموسمية: لا يعكس معدل دوران الحسابات المدينة بدقة الأداء خلال فترات الذروة أو الركود، فيمكن أن تختلف مبيعات الشركة كثيرًا على مدار العام.
- المبيعات النقدية: إذا كانت نسبة كبيرة من مبيعات الشركة تحدث نقدًا، فلا تُدخل هذه المبيعات في حساب معدل دوران الحسابات المدينة، مما يؤدي إلى تقليل قيمة المعدل.
- رقم الحسابات المدينة في نهاية السنة: لا يعكس استخدام رقم الحسابات المدينة في نهاية السنة المالية الأداء بدقة خلال الفترة بأكملها، حيث قد تختلف الحسابات المدينة بشكل كبير على مدار العام.
يُعدّ تحليل فترة تحصيل الديون ومعدل دوران الحسابات المدينة أدوات قيّمة لتقييم كفاءة إدارة الائتمان وتحقيق السيولة. مع ذلك، من المهم مراعاة عيوب هذه الأدوات وإجراء تحليل متعمق لفهم الأداء المالي للشركة كاملًا.
تحليل أعمار الحسابات المدينة
يُعد متوسط فترة التحصيل مؤشرًا عامًا فقط، فيمكن أن يكون هناك فريقان من العملاء:
- فريق يسدد قبل انتهاء فترة الائتمان بوقت طويل.
- فريق يسدد بعد انتهاء فترة الائتمان بوقت طويل.
يبدو متوسط فترة التحصيل ملائمًا عند موازنتها بمثيلاتها في الصناعة في ظل هذه الظروف. مع ذلك، يلجأ المحللون إلى تصنيف الديون حسب أعمارها، لفهم سرعة تحويل الحسابات المدينة إلى نقد بدقة؛ لأن هذا الأسلوب يوفر معلومات حول نوعية وسيولة الحسابات المدينة. من المعروف أن نوعية هذه الحسابات تتدنى كلما طالت الفترة التي مضت على استحقاقها.
2. معدل دوران الحسابات الدائنة Accounts Payable Turnover Ratio
يُعدّ معدل دوران الحسابات الدائنة Accounts Payable Turnover Ratio أداة تحليلية قيّمة لتقييم كفاءة إدارة الشركة لالتزاماتها قصيرة الأجل. يُشير هذا المعدل إلى عدد المرات التي تسدّد فيها الشركة ديونها للموردين خلال فترة زمنية محددة.
حساب معدل دوران الحسابات الدائنة
يُحسب معدل دوران الحسابات الدائنة باستخدام الصيغة التالية:
معدل دوران الحسابات الدائنة بالأيام = معدل رصيد الحسابات الدائنة × 360 / المشتريات
حيث:
- معدل رصيد الحسابات الدائنة: هو متوسط رصيد الحسابات الدائنة خلال فترة زمنية محددة.
- المشتريات: هي إجمالي السلع والخدمات التي اشترتها الشركة خلال نفس الفترة الزمنية.
تفسير معدل دوران الحسابات الدائنة
يشير معدل دوران الحسابات الدائنة المرتفع إلى أن الشركة فعّالة في سداد ديونها للموردين، بينما يشير معدل الدوران المنخفض إلى أن الشركة تواجه صعوبة في سداد التزاماتها.
عوامل تؤثر على معدل دوران الحسابات الدائنة
تتعدد العوامل التي تؤثر على معدل دوران الحسابات الدائنة، بما في ذلك:
- شروط الدفع: تؤدي شروط الدفع المتساهلة، مثل فترات السداد الطويلة، إلى انخفاض معدل الدوران.
- العلاقات مع الموردين: تتمتع الشركات التي تتمتع بعلاقات قوية مع الموردين بقدرة أكبر على التفاوض على شروط دفع مواتية، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل الدوران.
- كفاءة العمليات: كفاءة عمليات الدفع تُساهم في تسريع سداد الديون، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل الدوران.
3. معدل دوران المخزون Inventory Turnover
يُعدّ معدل دوران المخزون Inventory Turnover Ratio أداة تحليلية قيّمة لتقييم كفاءة إدارة الشركة لمخزونها. يُشير هذا المعدل إلى عدد المرات التي تُبيع فيها الشركة مخزونها بالكامل خلال فترة زمنية محددة.
طرق حساب معدل دوران المخزون
هناك طريقتان رئيسيتان لحساب معدل دوران المخزون:
- عدد مرات دوران المخزون
يُقصد بعدد مرات دوران المخزون عدد المرات التي تُبيع فيها الشركة مخزونها بالكامل خلال فترة زمنية محددة. يُحسَب هذا المعدل باستخدام الصيغة التالية:
عدد مرات دوران المخزون = تكلفة المنتجات المباعة / معدل رصيد المنتجات
حيث:
- تكلفة المنتجات المباعة: هي إجمالي تكلفة المنتجات المباعة خلال فترة زمنية محددة.
- معدل رصيد المنتجات: هو متوسط رصيد المخزون خلال نفس الفترة الزمنية.
- عدد أيام دوران المخزون
يُشير عدد أيام دوران المخزون إلى عدد الأيام التي تحتاجها الشركة لبيع مخزونها بالكامل. يُحسَب هذا المعدل باستخدام الصيغة التالية:
عدد أيام دوران المخزون = 360 / عدد مرات دوران المخزون
تفسير معدل دوران المخزون
يشير معدل دوران المخزون المرتفع إلى أن الشركة فعّالة في إدارة مخزونها، بينما يُشير معدل الدوران المنخفض إلى أن الشركة تواجه صعوبة في بيع منتجاتها.
عوامل تؤثر على معدل دوران المخزون
تتعدد العوامل التي تؤثر على معدل دوران المخزون، بما في ذلك:
- سرعة دوران المنتجات: تميل المنتجات ذات سرعة دوران عالية (مثل المواد الغذائية) إلى أن يكون لها معدل دوران مخزون مرتفع.
- شروط الدفع: تؤدي شروط الدفع المتساهلة، مثل فترات السداد الطويلة، إلى انخفاض معدل الدوران.
- كفاءة العمليات: كفاءة عمليات الإدارة والإنتاج تُساهم في تسريع بيع المنتجات، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل الدوران.
معدل دوران المخزون بالأيام
يُحسب معدل دوران المخزون بالأيام Days To Sell Inventory من خلال الخطوات التالية:
- إيجاد معدل كلفة المبيعات اليومية الذي يساوي تكلفة المبيعات مقسومة على 360 أو 365 يومًا.
- قسمة معدل رصيد المخزون على معدل تكلفة المبيعات اليومية، ويكون الناتج معدل دوران المخزون بالأيام.
- معدل تكلفة المبيعات اليومية = كلفة المبيعات / 360 أو 365
- معدل دوران المخزون بالأيام = معدل رصيد المخزون أو بضاعة آخر المدة / معدل كلفة المبيعات اليومية
يمكن الوصول إلى النتيجة نفسها باستعمال المعادلة المختصرة التالية:
إما من هذه المعادلة: معدل دوران المخزون بالأيام = معدل رصيد المخزون آخر المدة × 360/ كلفة المبيعات = س يوم
أو هذه المعادلة:
معدل دوران المخزون / مرة = تكلفة المخزون المباعة / متوسط المخزون = س مرة
أو هذه المعادلة:
معدل دوران المخزون / يوم = 360 أو 365 / معدل دوران المخزون بالمرات = س يوم
فوائد ومدلولات معدل دوران المخزون
تُقدم نسبة معدل دوران المخزون العديد من الفوائد، منها:
- تقييم ملاءمة حجم الاستثمار في المخزون: تُساعد هذه النسبة في تحديد ما إذا كان حجم المخزون السلعي ملائمًا لحجم عمليات الشركة أو مفرطًا أو غير كافٍ.
- قياس كفاءة إدارة المخزون: تُشير نسبة دوران المخزون المرتفعة إلى كفاءة إدارة الشركة لمخزونها، بينما تُشير نسبة الدوران المنخفضة إلى وجود مشكلات محتملة في إدارة المخزون.
- تحديد عدد أيام دوران المخزون: تُشير هذه النسبة إلى عدد الأيام التي تستغرقها الشركة لبيع مخزونها بالكامل.
- تقييم سرعة تحويل المخزون إلى نقد: تُشير نسبة دوران المخزون إلى سرعة تحويل المخزون إلى حسابات مدينة، وبالتالي تحويلها إلى نقد يتدفق إلى المؤسسة.
بشكل عام، تُعدّ نسبة دوران المخزون أداة تحليلية قيّمة لتقييم كفاءة إدارة الشركة لمخزونها وتحقيق أهدافها المالية.
يُبين معدل الدوران المرتفع قدرة الإدارة على إبقاء المخزون في أدنى مستوياته، بالإضافة إلى قدرتها على تصريف المنتجات بسرعة، وهذا يُشير إلى:
- كفاءة في إدارة المخزون.
- نوعية جيدة من المنتجات ذات القابلية العالية للتسويق.
- نظام بيع نشط.
- استثمار أقل للأموال في هذا البند من الأصول.
مخاطر خفض المخزون بشكل مبالغ فيه
على الرغم من فوائد معدل دوران المخزون المرتفع، إلا أنه من المهم تجنّب خطر انخفاض المخزون كثيرًا، لأنه يؤدي إلى عواقب سلبية، مثل:
- نقص المخزون: يؤدي نقص المخزون إلى عدم قدرة الشركة على تلبية طلبات العملاء، مما يُلحق الضرر بسمعتها ويدفع العملاء إلى الشراء من المنافسين.
- زيادة تكاليف الشراء: تؤدي طلبات الشراء المتكررة إلى زيادة تكاليف الشحن والتخزين.
- عدم رضا العملاء: يؤدي نقص المنتجات إلى شعور العملاء بالإحباط، مما يُؤثّر سلبًا على ولائهم للشركة.
- فقدان فرص المبيعات: تُفوّت الشركة فرص مبيعات مهمة إذا لم تتمكن من تلبية طلبات العملاء بسبب نقص المخزون.
- زيادة مخاطر انقطاع الإمداد: تُصبح الشركة أكثر عرضة لمخاطر انقطاع الإمداد إذا لم تمتلك مخزونًا احتياطيًا كافيًا.
يجب على الشركات السعي لتحقيق توازن بين الحفاظ على معدل دوران مخزون مرتفع وتجنب خفضه بشكل مبالغ فيه. يمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع نهج فعال لإدارة المخزون يأخذ بعين الاعتبار احتياجات العملاء، وتكاليف الشراء والتخزين، ومخاطر انقطاع الإمداد.
تحليل أسباب الانخفاض
تدعو مثل هذه المظاهر في معدلات دوران المخزون المحلل إلى البحث عن أسبابها، أو ربما حدوث الانخفاض في معدل الدوران لواحد أو أكثر من الأسباب التالية:
- الاستعداد لبداية الموسم.
- الاستعداد لعقود معينة تتوقع الشركة إنجازها.
- توقع ارتفاع في الأسعار.
- احتمال حدوث نقص في التوريد.
الزيادة في المخزون: فهم الأسباب وتقييم التأثيرات
عندما يُظهر تحليل الميزانية زيادة غير متوقعة في مستوى المخزون، فهذا يدعو إلى مزيد من التعمق لفهم أسباب هذه الزيادة. تعود هذه الزيادة إلى:
- أخطاء في التنبؤ بالطلب: تتوقع الشركة طلبًا أكبر على منتجاتها مما يؤدي إلى تراكم مخزون زائد.
- عمليات شراء غير فعالة: شراء كميات زائدة من المخزون دون تخطيط أو تنسيق مناسب.
- بطء في دوران المخزون: تواجه الشركة صعوبة في بيع منتجاتها، مما يؤدي إلى تراكم المخزون.
- مشكلات في إدارة سلسلة التوريد: تواجه الشركة صعوبات في الحصول على المواد الخام أو المكونات، مما يؤدي إلى تأخير الإنتاج وتراكم المخزون.
بغض النظر عن السبب، فإن الزيادة في المخزون تُلقي بظلالها على كفاءة الشركة وتُشكل مخاطر مالية، مثل:
- ارتفاع تكاليف التخزين: تُشكل تكاليف تخزين المخزون عبئًا ماليًا على الشركة (تكاليف الإيجار والتأمين والصيانة).
- زيادة مخاطر الخسارة: يُصبح المخزون عرضة للتلف أو التقادم مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى خسائر مالية.
- انخفاض كفاءة رأس المال: تُستثمر الأموال في المخزون بدلًا من استخدامها في مجالات أخرى أكثر ربحية.
- زيادة مخاطر انخفاض القيمة: تنخفض قيمة المخزون مع مرور الوقت بسبب تغيرات السوق أو التقادم التكنولوجي
4. معدل دوران الأصول الثابتة Fixed Assets Turnover
يُعرف معدل دوران الأصول الثابتة Fixed Asset Turnover Ratio بأنها أداة تحليلية مهمة تُستخدم لتقييم كفاءة الشركة في استخدام أصولها الثابتة لتحقيق المبيعات. يُشير معدل دوران الأصول الثابتة المرتفع إلى أن الشركة تُدرّ أرباحًا جيدة من استثماراتها في الأصول الثابتة، بينما يُشير معدل الدوران المنخفض إلى وجود مشكلات محتملة في استخدام الأصول.
العوامل المؤثرة على معدل دوران الأصول الثابتة
يتأثر معدل دوران الأصول الثابتة بمجموعة من العوامل، منها:
- نوع الأصول الثابتة: تميل بعض أنواع الأصول الثابتة، مثل المعدات، إلى معدلات دوران أعلى من غيرها، مثل المباني.
- صناعة الشركة: تميل الشركات في بعض الصناعات، مثل التصنيع، إلى معدلات دوران أعلى من غيرها، مثل الخدمات.
- كفاءة العمليات: تُساهم العمليات الفعالة في تحسين معدل دوران الأصول الثابتة.
- سياسات الاستهلاك: تؤثر سياسات الاستهلاك المتبعة من قبل الشركة على القيمة الدفترية للأصول الثابتة، وبالتالي على معدل الدوران.
- ملكية الأصول: تميل الشركات التي تمتلك أصولها الثابتة إلى معدلات دوران أعلى من الشركات التي تستأجرها.
أهمية تحليل معدل دوران الأصول الثابتة
يحظى معدل معدل دوران الأصول الثابتة بأهمية لكونه:
- تقييم كفاءة استخدام الأصول: يُساعد معدل دوران الأصول الثابتة في تقييم مدى فعالية الشركة في استخدام أصولها الثابتة لتحقيق المبيعات.
- المقارنة بين الشركات: يُمكن استخدام معدل دوران الأصول الثابتة لموازنة كفاءة استخدام الأصول بين الشركات في نفس الصناعة.
- تحديد مشكلات استخدام الأصول: يُشير معدل دوران الأصول الثابتة المنخفض إلى وجود مشكلات محتملة في استخدام الأصول، مثل عدم الاستخدام الكامل للأصول أو وجود أصول زائدة عن الحاجة
تُحسب هذه النسبة كما يلي:
معدل دوران الأصول الثابتة / مرة = صافي المبيعات / صافي الأصول الثابتة
من أهم مشكلات هذه النسبة هو الفرق بين صافي قيمة الأصول الثابتة في دفاتر الشركة وقيمتها الفعلية، لذلك هناك من يحاول أن يجعل حساب هذه النسبة مبنيًا على أساس كلّفة هذه الأصول دون طرح الاستهلاكات المتراكمة.
مؤشرات نسبة معدل دوران الأصول الثابتة
يُشير ارتفاع معدل دوران الأصول إلى:
- كفاءة أكثر في استخدام الأصول الثابتة.
- انخفاض قيمة الأصول نتيجة الاستهلاك المتراكم على مدى السنوات، والذي يُشير إلى ضرورة تجديدها أو استبدالها
- احتمال استئجار الشركة لجانب من أصولها الثابتة.
- احتمال عدم إنتاج الشركة لجميع مبيعاتها.
- زيادة استغلال الأصول الثابتة، الأمر الذي يعني ضرورة زيادة الاستثمار في هذه الأصول.
- العمل بورديات متعددة.
يشير انخفاض معدل دوران الأصول إلى تعطيل بعض الطاقة وزيادة الاستثمار في هذه الأصول.
5. معدل دوران مجموع الأصول Total Assets Turnover
يُعرف معدل دوران مجموع الأصول Total Assets Turnover Ratio بأنها مقياسًا تحليليًا شاملًا يُستخدم لتقييم كفاءة الشركة في استخدام جميع أصولها لتحقيق المبيعات. يُشير معدل دوران مجموع الأصول المرتفع إلى أن الشركة تُدرّ أرباحًا جيدة من استثماراتها في الأصول، بينما يُشير معدل الدوران المنخفض إلى وجود مشكلات محتملة في استخدام الأصول.
حساب معدل دوران مجموع الأصول:
يُحسب معدل دوران مجموع الأصول باستخدام الصيغة التالية:
معدل دوران مجموع الأصول = صافي المبيعات / مجموع الأصول
تفسير النتائج:
- معدل دوران مرتفع: يُشير إلى أن الشركة تُدرّ أرباحًا جيدة من استثماراتها في الأصول. يعني ذلك:
- كفاءة في المبيعات.
- نقص في الاستثمار في الأصول.
- استغلال كبير للأصول من خلال العمل على فترات زمنية أطول أو استخدام تقنيات الإنتاج الفعالة.
- شراء بعض المنتجات بدلاً من تصنيعها.
- معدل دوران منخفض: يُشير إلى أن الشركة لا تُدرّ أرباحًا كافية من استثماراتها في الأصول. يعني ذلك:
- عدم استغلال الأصول بكفاءة.
- عدم تحقيق الشركة مستوى المبيعات المطلوب.
- زيادة غير مبررة في الاستثمار في الأصول.
أهم عيوب هذه النسبة أنها لا تُعطي صورة معبرة لمعدلات الدوران بالنسبة للمؤسسات التي تقادمت موجوداتها واستُهلكت مع الزمن، إذ تُظهر معدلات دوران مرتفعة على الرغم من احتمالات وجود أداء غير مناسب، للتغلب على هذه العيوب، يجب تحليل هذه النسبة إلى جانب مجموعة من النسب المالية الأخرى.
6. معدل دوران الأصول المتداولة Current Assets Turnover
يُعدّ معدل دوران الأصول المتداولة Current Assets Turnover Ratio مقياسًا مهمًا يُستخدم لتقييم كفاءة الشركة في إدارة أصولها المتداولة وتحويلها إلى مبيعات. يُشير معدل دوران الأصول المتداولة المرتفع إلى أن الشركة تُدرّ أرباحًا جيدة من استثماراتها في الأصول المتداولة، بينما يُشير معدل الدوران المنخفض إلى وجود مشكلات محتملة في إدارة هذه الأصول.
حساب معدل دوران الأصول المتداولة:
يُحسب معدل دوران الأصول المتداولة باستخدام الصيغة التالية:
معدل دوران الأصول المتداولة = صافي المبيعات / متوسط الأصول المتداولة
- صافي المبيعات: هو إجمالي المبيعات خلال فترة زمنية معينة (عادةً سنة) بعد خصم المخصصات والبدلات والتخفيضات.
- متوسط الأصول المتداولة: هو متوسط قيمة الأصول المتداولة خلال فترة زمنية معينة (عادةً سنة). يُحسب عن طريق إضافة قيمة الأصول المتداولة في بداية الفترة وقيمتها في نهاية الفترة ثم قسمة الناتج على 2.
تفسير النتائج:
- معدل دوران مرتفع: يُشير إلى أن الشركة تُدرّ أرباحًا جيدة من استثماراتها في الأصول المتداولة. يعني ذلك:
- إدارة فعّالة للمخزون.
- تحصيل سريع للدفعات من العملاء.
- كفاءة عالية في عمليات البيع والشراء.
- معدل دوران منخفض: يُشير إلى أن الشركة تواجه صعوبات في إدارة أصولها المتداولة بطريقة فعّالة. يعني ذلك:
- تراكم كبير في المخزون.
- بطء في تحصيل الدفعات من العملاء.
- استثمارات غير فعّالة في الأصول المتداولة.
أهمية تحليل معدل دوران الأصول المتداولة
يحظى معدل دوران الأصول المتداولة بأهمية لكونه:
- تقييم كفاءة إدارة الأصول المتداولة: يُساعد معدل دوران الأصول المتداولة في تقييم مدى فعالية الشركة في إدارة أصولها المتداولة وتحويلها إلى مبيعات.
- المقارنة بين الشركات: يُمكن استخدام معدل دوران الأصول المتداولة لموازنة كفاءة إدارة الأصول المتداولة بين الشركات في نفس الصناعة.
- تحديد مشكلات إدارة الأصول المتداولة: يُشير معدل دوران الأصول المتداولة المنخفض إلى وجود مشكلات محتملة في إدارة الأصول المتداولة، مثل تراكم المخزون أو بطء تحصيل الدفعات.
7. معدل دوران صافي رأس المال العامل Working Capital Turnover
يُعدّ معدل دوران صافي رأس المال العامل Working Capital Turnover Ratio مقياسًا تحليليًا مهمًا يُستخدم لتقييم كفاءة الشركة في استخدام رأس المال العامل لتحقيق المبيعات. يُشير معدل دوران صافي رأس المال العامل المرتفع إلى أن الشركة تُدرّ أرباحًا جيدة من استثماراتها في رأس المال العامل، بينما يُشير معدل الدوران المنخفض إلى وجود مشكلات محتملة في إدارة رأس المال العامل.
معادلة حساب هذه النسبة
معدل دوران صافي رأس المال العامل/ مرة = صافي المبيعات / صافي رأس المال العامل
يعكس معدل الدوران المنخفض عدم كفاءة في حين يعكس معدل الدوران المرتفع كفاءة جيدة مع أخذ احتمالات التوسع بعين الاعتبار.
آثار ارتفاع معدل دوران رأس المال العامل
هناك مجموعة من الآثارل ارتفاع معدل دوران رأس المال العامل وهي:
الإيجابيات
- كفاءة استخدام رأس المال العامل: يُشير معدل دوران رأس المال العامل المرتفع إلى أن الشركة تُدرّ أرباحًا جيدة من استثماراتها في رأس المال العامل، مما يعني أنها تُستخدم رأس المال العامل بكفاءة عالية لتحقيق المبيعات.
- مرونة أكبر في العمليات: تُتيح النسبة المرتفعة للشركة مرونة أكبر في إدارة عملياتها، حيث تُقلّل من حاجتها إلى الاقتراض لتمويل النمو والتوسع.
- تحسين التدفقات النقدية: تُساهم النسبة المرتفعة في تحسين التدفقات النقدية للشركة، مما يُعزّز قدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية وسداد الديون.
- ميزة تنافسية: تُعدّ النسبة المرتفعة ميزة تنافسية للشركة، إذ تُشير إلى قدرتها على تحقيق أرباح جيدة من استثماراتها دون الحاجة إلى استثمار رأس مال كبير.
السلبيات:
- مخاطر نقص السيولة: ينتج عن الارتفاع المفرط في النسبة (أكثر من 80%) مخاطر نقص السيولة، إذ تواجه الشركة صعوبة في تلبية احتياجاتها النقدية قصيرة الأجل، مثل دفع الرواتب أو سداد الموردين.
- مخاطر تراكم المخزون: يؤدي الارتفاع المفرط في النسبة إلى تراكم المخزون، مما يُشكل عبئًا ماليًا على الشركة ويُعرّضها لمخاطر تقادم المنتجات أو تلفها.
- مخاطر صعوبة التوسع: تُواجه الشركة صعوبة في التوسع أو زيادة الإنتاج إذا لم يكن لديها رأس مال كافٍ لدعم النمو، خاصةً إذا ارتفعت النسبة كثيرًا.
الخاتمة
تعرفنا على نسب النشاط وهي أدوات مالية حيوية لتحليل الأداء التشغيلي والكفاءة الإدارية للشركة. يمكن للمحللين والمديرين تحسين إدارة الأصول وتطوير استراتيجيات أكثر فعالية لتحقيق النمو والربحية من خلال فهم واستخدام هذه النسب. توفر هذه النسب رؤى مهمة حول كيفية تحويل الأصول إلى إيرادات بسرعة وفعالية، مما يعزز الأداء العام للمؤسسة ويضمن استدامتها المالية.