تتكون المحفظة الاستثمارية Investment Portfolio من مجموعة من الأصول المالية، مثل، السندات أو الأسهم بأنواعها والأصول الحقيقية، أي الأصول غير القابلة للتداول العام مثل العقار، وتكون هذه المحفظة مُلك للمستثمر أو يُديرها مدير مالي، لأنها تتطلب خبرة لبنائها وإدارتها؛ لأن بناء المستثمر لهذه المحفظة يعتمد على مقدار المخاطر التي سيتحملها، بالإضافة إلى هدفه من إنشاء المحفظة.
ما هي المحفظة الاستثمارية Investment Portfolio؟
تُعرف المحفظة الاستثمارية بأنها مجموعة من الأموال، أو استثمارات أخرى، مملوكة للفرد، أو مجموعة من الأسهم. يشتري المستثمرون الأفراد أسهم في المحفظة ليبدأ مدير المحفظة استثمار الأموال مباشرةً في الأسهم والسندات.
ظهر مفهوم المحفظة الاستثمارية لتسهيل عملية التحكم بالأدوات الاستثماريّة، فمثلًا لا يستحب وضع كافة البيض الذي تمتلكه في سلة واحدة ممّا يعني أنَّه لا يتوجب عليك المخاطرة باستثمار كافّة أموالك في محفظة أو جهة واحدة تفاديًا للتعرّض إلى الخسارة.
نشأة المحفظة الاستثمارية
تعود نشأة فكرة المحفظة الاستثمارية إلى خمسينيات القرن العشرين 1901 – 2000، إذ ظهرت هذه المحافظ من أجل تحقيق الهدف المالي للأفراد وجني الأرباح على المدى الطويل، إلى أن أصبح من غير الممكن تخيل اقتصاد الدول جميعها من دون المحافظ الاستثماريّة وتطبيقاتها كما هي على وضعها الحالي، فقبل إنشاء المحافظ الاستثمارية، وتحديدًا في ثلاثينيات القرن العشرين كان الأشخاص يقيّمون مفهوم الاستثمار على أنه رهان على الأسهم الرابحة من خلال وضع مبلغ من المال على الأسهم التي يتوقع أن تحقق أفضل الأسعار وتعود عليهم بأكبر عائد ممكن من الأرباح، ويميل هذا الأسلوب إلى مفهوم المقامرة نوعًا ما، لأنه من الصعب توقع وكسب الرهان نظرًا لأن المعلومات لم تكن ترد إلى الأسواق بسهولة في ذلك الوقت باستعمال الوسائل التقليدية.
لذلك، عمل بعض الأفراد المختصين على تحليل مثل بنجامين جراهام Benjamin Graham للوصول إلى التأكيد على أخذ المعلومات الدقيقة لاتخاذ قرارات الاستثمار الصحيحة، وبعد ذلك وفي خمسينيات القرن العشرين جاء طالب الدراسات العليا هاري ماركويتز Harry Markowitz بنظرية غريبة أسماها نظرية المحفظة الحديثة Modern Portfolio Theory، والتي كانت نتيجة لبحثه عن موضوع لأطروحة الدكتوراه الخاصة به.
قدم الاقتصادي الأمريكي هاري ماركويتز Harry Markowitz نظريته المرتبطة باختيار أصول المحافظ الاستثمارية في ظل عدم اليقين في ورقة بحثية نشرتها المجلة المالية عام 1952 تحت عنوان (اختيار المحفظة). وضح هاري أن الاستثمارات عالية المخاطر مرتفعة العوائد والاستثمارات منخفضة المخاطر ولكنها أيضًا منخفضة العوائد، لكي يبرز دور التنويع كعنصر رئيسي في تكوين المحافظ الاستثمارية الحديثة لتحقيق الصيغة المثلى التي تعظم العوائد الكلية بما يلائم أهداف المستثمر وقدرته على تحمل المخاطرة.
تنطوي النظرية على إستراتيجية رائدة في الاستثمار تبدأ من فكرة أن أداء الأسهم الفردية ليس بنفس أهمية أداء المحفظة الإجمالية، فغيرت الطريقة التي يستثمر بها المؤسسات والأفراد لم يعلم المجتمع العلمي أهمية ما جاء به هاري إلا بعد أربعة عقود وتحديدًا في عام 1990، فعندما حصل ماركويتز على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عن نظريته والتي اعتبرتها لجنة نوبل آنذاك أول مساهمة رائدة في مجال الاقتصاد المالي والتي غيرت نهج إدارة المحافظ الاستثمارية.
مكونات المحفظة الاستثمارية
تشمل المحفظة الاستثمارية مجموعة من الأصول الملموسة التي يمتلكها الأفراد بما في ذلك العقارات، إذ لا تقتصر المحافظ على الأسهم والسندات أو النقد بطريقة مباشرة. من الممكن أن تشمل أيضًا صناديق الاستثمار العقاري والصناديق المتداولة في البورصة بالإضافة إلى والعقود الآجلة والضمانات، وبناءً عليه يجب أن تتكون المحافظ الاستثماريّة من مجموعة من المكونات التي تساهم في تحقيقها للأرباح وهي كالآتي:
- الأسهم Stock
يشير السهم Stock إلى امتلاك الشخص حصة أو جزء من الشركة، وتُعد الأسهم المكون الأكثر تداولًا للمحافظ الاستثمارية، ويعتمد حجم حصة الملكية على عدد الأسهم التي يمتلكها الشخص، كما تُعد الأسهم مصدرًا ضروريًا للدخل وتساعد الشركات في تحقيق الأرباح، ويمكن أيضًا بيع الأسهم التي اشترتها الشركة بأسعار أعلى اعتمادًا على أداء الشركة.
- السندات Bounds
السندات Bounds هي أدوات دينية تُستخدم للتمويل من خلال إصدارها من قبل الحكومات أو الشركات. تقوم الجهة المُصدِرة ببيع السندات للمستثمرين مقابل مبلغ مالي وعادة ما تكون مرتبطة بفائدة تُدفع دورياً إلى حين استحقاق السند. تُعد السندات أدوات استثمارية شائعة تُستخدم لجمع الأموال لتمويل مشاريع مختلفة أو لتحقيق أهداف مالية معينة.
- الصكوك Sukuk
الصكوك هي أدوات مالية إسلامية تعتمد على مبادئ الشريعة الإسلامية في تصميمها وعملياتها. تُعد الصكوك بديلاً عن السندات التقليدية وتستخدم في تمويل المشاريع والاستثمارات بطرق تتجنب الفوائد الربوية. تستند الصكوك على توزيع الأرباح والخسائر بين المستثمرين والمُصدِّر بشكل شرعي، وتشمل أنواعًا مختلفة مثل الصكوك الإيجارية والمضمونة بالأصول.
- الاستثمارات البديلة Alternative Investments
يمكن تضمين الاستثمارات البديلة أيضًا في المحافظ الاستثماريّة، وهذه الأصول يمكن أن تكون أسهم في صناديق التحوط أو أسهم الشركات الخاصة ويمكن أن تتضاعف وتنمو قيمة هذه الأصول بحسب الظروف الاقتصادية، ولكنها تتداول بصورة أقل من الاستثمارات التقليدية كالأسهم والصكوك والسندات.
أهداف بناء المحفظة الاستثمارية
تتكون أهداف المحفظة الاستثمارية من نوعين: أهداف أساسية، وأهداف فرعية.
- الأهداف الأساسية
الأهداف الأساسية هي:
- كسب أكبر قدر من العوائد الأرباح وبأقل مخاطر محتملة.
- تحقيق القدر المناسب من السيولة للمنشأة وذلك لتفادي مخاطر العسر المالي والإفلاس.
ويجب التنويه بأنه بالرغم من وضوح الهدفين الأساسيين إلى أن هناك تعارض بينهما؛ لأن تحقيق العائد يحتاج إلى التخلي عن السيولة وذلك تبعًا للعلاقة الطردية ما بين العائد والمخاطرة أي أنه يجب المخاطرة في السيولة لتحقيق العائد المطلوب.
- الأهداف الفرعية
الأهداف الفرعية هي:
- استقرار تدفق النقد: من خلال اختيار أوراق مالية تحقق دخل شبه ثابت مثل الصكوك.
- الحفاظ على رأس المال: وذلك بعدم وصول الخسارة إلى رأس المال.
- النمو في رأس المال: وهو الهدف الأساسي الذي تُنشأ المحفظة اعتمادًا عليه.
- التنويع في الأصول: لأنه يعمل على تقليل المخاطر.
- اختيار الأوراق المالية مرتفعة السيولة: والتي يتم تداولها يوميًا يزيد من قابلية السيولة والتسويق.
أنواع المحافظ الاستثمارية
توجد أنواع عديدة للمحافظ الاستثماريّة المتاحة للمستثمرين، والتي تعتمد في اختيارها على عدد من العوامل، مثل، الأهداف المالية المطلوبة ونسبة المخاطرة المقبولة، ويمكن ألا يلبي نوع واحد من المحافظ جميع احتياجاتك المالية، مما يعني أنه يمكننا الاستثمار في أكثر من نوع ومزج هذه المحافظ للوصول إلى التغطية التي تبحث عنها لأهدافك ومخططاتك المالية، وفيما يأتي بيان لأبرز أنواع المحافظ الاستثماريّة في النقاط الآتية:
- المحفظة الهجومية Aggressive Portfolio.
- المحفظة الدفاعية Defensive Portfolio.
- محفظة الدخل Income Portfolio.
- محفظة النمو Growth Portfolio.
- محفظة القيمة Value Portfolio.
- المحفظة المتوازنة Balanced Portfolio.
- المحفظة المضاربة Speculative Portfolio.
- المحفظة الهجينة Hybrid Portfolio.
لنطلع على كل نوع من الأنواع ومزايا وخواص كل منها:
- المحفظة الهجومية Aggressive Portfolio
يُعد مسمى المحفظة الهجومية دليلًا على أن نوع هذه المحفظة قوي جدًا، وسميت بذلك نظرًا لأنها تهدف إلى تحقيق المزيد من الأرباح دائمًا مع تحمل حجم كبير من المخاطر، وتشمل هذه المحافظ على أسهم متقلبة باستمرار في السوق، فهي تتحرك إلى الأعلى، أو تنخفض بمقدار الضعف اعتمادًا على التغير الذي يحدث في السوق، مما يعني إمَّا مضاعفة الأرباح أو الخسارة، كما يفضل المستثمرون في هذه المحافظ التعامل مع الشركات التي تكون في مرحلة النمو والتطوير، ولا سيما تلك التي تتواجد في قطاع التكنولوجيا والاتصالات.
- المحفظة الدفاعية Defensive Portfolio
تشير المحفظة الدفاعية من اسمها على أنها عكس المحفظة الهجومية أو العدوانية، إذ لا تتكون من أسهم ذات قيمة عالية، كما أنها لا تتأثر بالحركات أو التغييرات التي تحدث في السوق، وتعد هذه المحافظ آمنةً جدًا للاستثمار؛ فهي تنطوي على الحد الأدنى من المخاطرة، كما أن المميز في هذه المحافظ أن الربح أو الخسارة لا يحدثان بمستويات عالية مما يجعل الخسارة غير مضرة كثيرًا على أداء ونجاح الشركات أو المستثمرين حتى في أوقات الانكماش الاقتصادي، فمثل هذه الاستثمارات تحدث في الشركات أو الأسهم الخاصة بالخدمات والمنتجات التي يستهلك الناس يوميًا.
- محفظة الدخل Income Portfolio
تعتمد محافظ الدخل على تحقيق الأرباح عن طريق توزيعات الأرباح والمنافع الأخرى المتكررة التي يحصل عليها المستثمرون، ويتشابه هذا النوع من المحافظ مع المحافظ الدفاعية بمجموعة من القواسم المشتركة، إلا أنها تختلف في الأسهم التي تستثمر بها، إذ تخاطر محفظة الدخل عن طريق الاستثمار بالأسهم ذات العوائد المرتفعة نسبيًا، مثل، العقارات، لكي يمكننا الاستمتاع بالحصول على جميع المزايا الخاصة بالاستثمار في مثل هذه القطاعات المزدهرة دون الحاجة إلى امتلاك العقارات.
- محفظة النمو Growth Portfolio
تهدف محفظة النمو إلى الاستثمار في الشركات الصغيرة ذات الابتكارات المميزة أو في الصناعات الجديدة التي يحتمل أن تحقق طفرة في الطلب في المستقبل، ولكن يحتوي هذا النوع من المحافظ على مخاطر مالية كبيرة يمكن أن تؤدي إلى خسائر مالية هائلة لذلك يجب على المستثمر بتحديد مدى قدرته على تحمل المخاطر.
- محفظة القيمة Value Portfolio
تتكون هذه المحافظ من الأصول التي تتداول بأقل من قيمتها، وتبرز قوة هذه المحفظة المالية في الأوقات الاقتصادية الصعبة عندما تكافح العديد من الشركات والاستثمارات من أجل البقاء ضمن السوق النجاة من الخسائر أو تصفية الشركة، ويعتمد المستثمرون في هذه الحالة على تحليل الشركات بمختلف الطرق لتقدير قيمتها وأخذ القرار المناسب للاستثمار. يبحث المستثمرون غالبًا عن الشركات التي لديها إمكانات ربح كبيرة في المستقبل. تتشابه هذه المحفظة مع الاستثمار في أسهم القيمة التي يعتمدها كبار المستثمرين مثل وارن بافيت وبنيامين غراهام.
- المحفظة المتوازنة Balanced Portfolio
تستثمر المحفظة المتوازنة في كل من الأسهم العادية أو الممتازة والصكوك والسلع والخدمات بنسب معينة لتقليل التقلبات المحتملة، ويكون المستثمر الذي يسعى لبناء محفظة متوازنة مرتاحًا لتحمل تقلبات الأسعار على المدى القصير، وعلى استعداد لتحمل النمو المعتدل، ولديه أفق زمني متوسط أو طويل الأمد لأن العوائد متوسطة.
- المحفظة المضاربة Speculative Portfolio
يدل هذا النوع من المحافظ على الاستثمارات التي تحتاج إلى نسبةً عالية من المخاطرة لدرجة أنها توازن المحفظة غالبًا من خلال المقامرة؛ لأن هذه المحافظ لا تعد عدوانية وحسب، ولكنها أيضًا تراهن على نجاح الخدمة أو المنتج في المستقبل، وتتناسب هذه المحفظة مع المستثمرين الذين يهدفون إلى الاستحواذ، هذا ويوصي المستشارون الماليون بوضع حد أقصى للمضاربة بمقدار لا يزيد عن 10% القيمة الإجمالية للمحفظة الاستثمارية.
- المحفظة الهجينة Hybrid Portfolio
تسمى المحفظة الهجينة باسم المحفظة المختلطة أيضًا، إذ يشير اسم المحفظة إلى مبدأ عملها، مثل هذا النوع من المحافظ يعتمد على أساس دمج أنواع متنوعة من الأصول بطرق مختلفة لكسب المال بطريقة أفضل. يوفر هذا النوع من المحافظ أقصى قدر ممكن من المرونة، فتبين أنَّ هذه المحفظة تتكوّن من عائدات الأسهم التي تكون مرتفعة نوعًا ما، بالإضافة إلى أدوات الدخل الثابت مثل السندات وصناديق الديون…إلخ.
ما هي أنواع الاستثمارات في المحافظ الاستثماريّة؟
يتألف الاستثمار في المحافظ الاستثمارية إلى نوعين أساسية، وهما كما سيأتي بيانه:
- الاستثمار الاستراتيجي: يعتمد على أساس شراء الأصول المالية لوجود فرصة لنموها والحصول على عائد منها على المدى الطويل؛ مما يعني يجب الاحتفاظ بها لمدة طويلة.
- الاستثمار التكتيكي: يمثل نشاط البيع والشراء على أمل تحقيق الأرباح عن طريق المحفظة على المدى القصير.
كيفية بناء المحفظة الاستثمارية
تعد بعض المحافظ الاستثماريّة شكلًا للاستثمار الاستراتيجيّ طويل الأمد في الأموال التي يمتلكها المستثمرون، وبناءً عليه فإنَّ المستثمرين يفكرون مليًا قبل البدء في تحديد وترتيب الأفكار وتطبيقها على أرض الوقع، بل ومعظمهم يُجرون دراسة شاملة لأنواع المحافظ وطبيعة السوق…إلخ، مما يوجب عليهم اعتماد خطوات صحيحة للبدء بهذه المحافظ، ويمكن توضيح ذلك من خلال ما يأتي:
- تقييم الوضع الحالي للمستثمر.
- تحديد أهداف الاستثمار.
- تخصيص الأصول.
- تحديد خيارات الاستثمار.
- المراقبة والقياس وإعادة التوازن.
لمزيد من المعلومات حول كيفية بناء المحفظة الاستثمارية ننصح بقراءة مقال كيفية بناء المحفظة الاستثمارية
الخاتمة
تعرفنا على المحفظة الاستثمارية Investment Portfolio والتي تتكون من مجموعة من الأصول المالية، وهذه المحافظ تكون مُلك للمستثمر أو يُديرها مدير مالي أو محترف مالي، لأنها تتطلب إلى خبرة كافية لإنشائها وإدارتها لأن إنشاء المستثمر لهذه المحفظة يعتمد على مقدار المخاطر التي سيتحملها بالإضافة إلى هدفه من إنشاء المحفظة، وتعرفنا على أهداف إنشاء المحافظ الاستثمارية، وأنواعها.